طعام المايكروبات متوفر بكثرة على إنسيلايدوس

في عام 2005 رصدت طائرة ناسا التجسسيّة كاسيني مياهًا ثلجيّة وأبخرةً تتناثر بالفضاء من أخدودات على إنسيلايدوس دالة على محيط مياه ضحلة تحت الطبقة الجليدية لقمر زحل . الآن اتضح أن الطائرة تحتوي على غاز الهيدروجين، علامة على تفاعل مستمر على سطح ذلك البحر الفضائي. ولأن تفاعلاتٍ كيميائيّةً كهذه هي ما تعمل على منح الطاقة للبكتريا للعيش على الأرض، هذا الاكتشاف جعل من إنسيلايدوس المرشح الأعلى لاستضافة الحياة في مكان آخر في المنظومة الشمسيّة أفضل حتى من المشترى يوربا، قمر جليدي آخر بمحيط .” نحن لم نر المايكروبات “؛ يقول هنتر ويت؛ عالم كواكب في مؤسسة سان أنطونيو تكساس الجنوبية الغربية للبحوث، والمؤلف الرئيسي لدراسةٍ نشرت هذا الأسبوع في العلوم ” لكننا رأينا طعامهم ” .

في المرة السابقة خلال الأعمدة البخارية فريق كاسيني وجدوا جزيئاتٍ عضويةً؛ مثل الميثان والفورملديهايد . المرة الأخيرة في أكتوبر 2015 . 48 كيلو مترًا فوق السطح، كُشف شيءٌ محيرٌ أكثر . وفرة غاز الهيدروجين (H2) !! ويرى المؤلفون أنه يأتي من نشاط حراري على قاع المحيطات وربما فتحات في قاع البحر مثل تلك التي على سطح الأرض هي ما تحرض الهيدروجين وتدعم الحياة الغنية للمايكروبات . ويمكن أن تنتج عن طريق تفاعل الماء مع الحديد, أو تفاعلات مماثلة لخبر الجزيئات العضوية البدائية المحصورة في الجوف الصخري .
ويت وزملاؤه لم يلاحظوا الأعمدة الهيدوجينية في السابق؛ لأن الهيدروجين كان يتكون في أجهزتهم نتيجة لتفاعل الماء مع التيتانيوم المكون للأجهزة .
ويبدو أن جميع التحيزات المحتملة محسوبة الآن،كما يقول غابرييل؛ عالم الكواكب في جامعة نات بفرنسا والذي لم يكن متفرغًا لهذه الدراسة, إن ارتفاع أعمدة الهيدروجين هو لغز وكذلك ارتفاع طفيف في وفرته، لكنه ليس الدليل الوحيد لفعالية سطح البحر في إنسيلانوس . في 2015 علماء كاسيني قاموا بدراسة الجسيمات في حلقه زحل E؛ والتي يعرف بأنها نشأت من بقايا أعمدة إنسيلاندوس ووجدت حبات زجاجية صغيرة لا يمكن أن تأتي إلا من التفاعلات الحرارية المائية. يقول توبي: ” هذه الأدلة المتقاربة تخبرنا بأن شيئًا خاصًّا يحدث داخل أنسيلاندوس ” .
حاليًا.. ناسا تعلق آمالها على الحياة على أوروبا، مع 2 مليار $ أوروبا كليبر المخطط لإطلاقها في العقد المقبل. أظهرت دراسة نشرت في عدد من مجلة الفلكية أن تليسكوب هابل شهد علامات على عمود على يوروبا تندلع مرتين من المكان نفسه. لكن الإشارة متنازع عليها، وليس هناك أي دليل حتى الآن على النشاط الهيدروحراري. يقول وايت، الذي يقود أداة على كليبر، :” أنا لا أحاول تخمين الأهداف على الإطلاق “. لكنه يعتقد أن إنسيلادوس يتسول فقط ليتم أخذ عينات منه مع بعثةٍ مصممةٍ لهذه المهمة .

 

 

 

ترجمة : Noor Abdulrazzaq‎‏

تدقيق لغوي : محمد القطعاني 

التصميم : Hussein Talib

المصدر : هنا