ما الذي يسببُ الفصولَ الأربعة؟


 

الأمر برمَّتهِ يتعلقُ بميلانِ الأرض!
يعتقدُ العديدُ منَ النّاسِ أنَّ الأرضَ تكونُ أقربَ إلى الشّمسِ في فصلِ الصيفِ؛ وهذا ما يجعلُ الصيفَ حاراً.
وبالمثل، يعتقدونَ أنّها أبعدُ ما تكونُ عنِ الشّمسِ في الشتاء.
رغم كونها فكرة منطقية، إلا أنها خاطئة.
إن مدار الأرض ليس دائرياً تماماً، فهو يميل قليلاً إلى الجانب؛ خلال جزءٍ من السنة، تكون الأرض أقرب إلى الشمس أكثر من أي وقتٍ آخر. في النصف الشمالي من الأرض، يحل الشتاء حينما تكون الأرض أقرب إلى الشمس، في حين يحل الصيف عندما تكون أبعد! بالمقارنة مع مقدار بعد الشمس عنا، فإن هذا التغير في المسافة خلال السنة لا يشكل فارقاً كبيراً في مناخنا.
هناك سببٌ مختلفٌ لفصول السنة.
محور الأرض عبارة عن قطبٍ افتراضي يمتد عبر مركزها من الأعلى للأسفل. تدور الأرض حول هذا القطب، مكملةً دورةً كل يوم، وهذا هو سبب تعاقب الليل والنهار على كل جزءٍ من سطحها.
تمتلك الأرض فصولاً لأن محورها لا يمتد بشكلٍ مستقيم.


ولكن ما الذي يسبب ميلان الأرض؟
منذ زمنٍ بعيدٍ جداً، حينما كانت الأرض كوكباً يافعاً، يُعتقَد أن جسماً كبيراً اصطدم بها، جاعلاً إياها في مدارٍ غير متزن. وبدلاً من الدوران ضمن محورها المستقيم من الأعلى للأسفل، فإنها تميل قليلاً.
ذلك الجسم الضخم الذي اصطدم بالأرض يعرف بـ”ثيا” (Theia). فجَّر “ثيا” حفرةً كبيرةً على السطح، باعثاً كميةً هائلةً من البقايا والغبار إلى مدار الأرض. يعتقد معظم العلماء أن تلك الأنقاض قد شكلت قمرنا.


حينما تدور الأرض حول الشمس، يشير محورها المائل دوماً إلى نفس الإتجاه، لهذا تتسلم أجزاءٌ مختلفةٌ من الأرض أشعة الشمس المباشرة خلال السنة.
أحياناً، يميل القطب الشمالي نحو الشمس (خلال شهر يونيو)، وأحياناً يميل القطب الجنوبي (خلال شهر ديسمبر).
يكون الفصل صيفاً في يونيو في النصف الشمالي لأن أشعة الشمس تسقط على ذلك الجزء من الأرض بشكلٍ مباشرٍ أكثر من أي وقتٍ آخر من السنة. ويكون شتاءً في ديسمبر في النصف نفسه لأن القطب الجنوبي يدور ليميل نحو الشمس.

مدار الأرض المائل
نقطة حضيض الأرض “perihelion” (أقرب نقطة إلى الشمس) = 91,400,000 ميل
نقطة أوج الأرض “Aphelion” (أبعد نقطة عن الشمس) = 94,500,000 ميل


 

إن هذا الفارق الذي يزيد على 3 ملايين ميل، بالمقارنة مع البُعْد الكلي، ليس بالشيء الكثير.
وصدق أو لا تصدق، تكون نقطة الأوج في يوليو والحضيض في يناير. يبدو الأمر معكوساً لأولئك الذين يعيشون في النصف الشمالي، حيث يكون الصيف في يوليو والشتاء في ديسمبر، أليس كذلك؟ إن ذلك يثبت أن بعد الأرض عن الشمس ليس السبب وراء فصول السنة.

ترجمة: Muhammad Basim

تدقيق لغوي: Alfadhel Ahmed

تصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا