نحن على قرب خطوة واحدة من الحصول على انترنت أقل كلفة وأسرع عن طريق الفضاء

قريباً ستُستخدَم الأقمار الصناعية للحصول على الانترنت.
بالنسبةِ لِكثيرين يُعَد هذا حلماً كبيراً : انترنت فائق السرعة ومجاني يصل إلى حاسوبك أو هاتفك الذكي، عبر الأقمار الصناعية بدلاً من أن يصل عبر أسلاك الى داخل المنزل.

شركة فيسبوك (facebook) و غوغل (Google) وحتى شركة سبيس أكس (SpaceX) إستكشفوا هذه الفكرة. جزئياً، لأنهم كانوا يأملون بأن يتمكنوا من بيع حزمة تزويد الانترنت في أسواق متنامية مع إمكانيات هائلة – للعالم المتطور.
لكن الآن، موظف سابق في شركة غوغل و صديق لإيلون ماسك ((Elon Musk) مهندس كندي و مخترع صافي ثروته 17.4 مليار دولار أمريكي)، قد سبق الجميع وفاجئهم ليصبح أول من يحصل على إذن لإنشاء جيل جديد من خدمة الانترنت تُنقَل عبر الأقمار الصناعية و  تستهدف عملاء الولايات المتحدة الأمريكية.
إذا بدء العمل، فإن هذا المشروع سيعود بالمنفعة على كل الأمريكيين من جميع أنحاء البلاد ولاسيما المناطق الريفية حيث يَصعُب وصول انترنت سريع من خلال الطريقة التقليدية باستخدام الكيبلات الأرضية.
إن الجزء الأساسي لشبكة الانترنت الجديدة لغري وايلر (Greg Wyler) هو أسطول يتكون من 270 قمر صناعي جميعها موضوعة في مدار حول الأرض بإرتفاع 740 ميل أي مايقارب 1200 كم ، حيث ان أول قمر صناعي سوف يُطلَق قي السنة القادمة وسوف يبدأ العمل على هذه الخدمة عن قريب في عام 2019 .
وفي يوم الخميس المصادف 22 آب صوَتَتْ الهيئات التنظيمية الاتحادية على إعطاء الموافقة لوايلر و شركته وان ويب (One Web) لكي يقوموا ببث موجات الإرسال (airwaves) التي ستقوم بتوصيل الانترنت من الفضاء إلى الأرض.
خدمة الانترنت عبر الأقمار الصناعية متوفرة حالياً . لكن التكنولوجيا في هذه الأيام بطيئة ، ومكلفة، ولا يمكنها أن تصل إلى جميع المستهلكين.
و لكي يحصل المستخدمون على إتصال بالانترنت سريعاً كفاية ليدعم نتفليكس (Netflix) يحتاج المستخدمون أن ينفقوا ما يقارب 200 $ يومياً . وهذه الكلفة كبيرة جداً (مما يجعلها محصورة فقط لعملاء الشركات الكبيرة) أو في بعض الحالات التي تتطلب البقاء على إتصال بإنترنت سريع كما هو الحال بالنسبة لمنظمات الإغاثة.
على النقيض من ذلك فإن الجيل القادم من خدمات الانترنت عبر الأقمار الصناعية وعد بأن يحد من التأخير لسرعة الانترنت عن طريق تقريب الأقمار الصناعية إلى الأرض و وضعها في المدار الأرضي المنخفض بدلاً من المدار الثابت للأرض، و بذلك فإن بيانات الانترنت ستقضي وقت اقل لتصل إلى الأرض، مما يعطي فرصة لتجربة انترنت اسرع و اكثر سلاسة .
شركة وان ويب قد تكون أول من تقدم بطلب إلى لجنة الاتصالات الفدرالية (FCC) ولكنها بالطبع ليست الأخيرة. فإن الوكالة تتوقع إن إعطاء الضوء الأخضر لهذه الشركة سوف يجلب المزيد من المشاريع، وهذا ما قاله رئيس الوكالة أجيت باي (Ajit Pai).
كما قال: “إننا نأمل في السنوات المستقبلية القادمة  ان يستطيع الأمريكان استخدام هذه الشبكة عندما يكونوا في السماء ليجدوا طريقهم.”
و في عام 2007 اختبرت شركة وايلر هذا المشروع عن طريق إطلاق 12 قمر صناعي إلى المدار المتوسط للأرض (على ارتفاع 5000 ميل أي ما يعادل 8000 كم) تُستخدَم خصيصاً في قطاع الإعمال التجارية وسُمِّيَ هذا المشروع بشبكات او ثري بي (O3b Networks).
تتفاخر الشركة بأنها قادرة على توفير انترنت بسرعة 1 غيغابت في الثانية (أي بسرعة الالياف الضئية التابعة لشركة غوغل) ولكن مع تأخير اقل. وسترى كل هذه المميزات مع وجود عدد من الأقمار الصناعية عالياً في الفضاء.
و لكن تقليل التأخير في سرعة الانترنت يحتاج إلى أعداد أكثر من الأقمار الصناعية.

و في مدار الأرض المنخفض، تدور الأقمار الصناعية حول الأرض بدلاً من التركيز على منطقة واحدة بشكل دائم، ولهذا السبب تخطط شركة وان ويب لمشروع واسع النطاق يشمل المئات من الأقمار الصناعية التي تدور في المدار المنخفض للأرض.
أما شركة سبيس أكس (ٍSpaceX)، فلديها خطط أكثر طموحاً لإطلاق 4400 قمر صناعي في مدار الأرض المنخفض . وقد قدمت إلى جانب 10 كيانات أخرى، خططاً إلى لجنة الاتصالات الفدرالية (FCC) في العام الماضي للموافقة عليها.

و قد قالت لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC ) انه إذا حصلت هذه الشركات أيضاً على الموافقة فإن الحكومة ستطبق عليها نفس التوقعات بالضبط كما هو الحال بالنسبة لشركة وان ويب (One Web).

 

 

 

ترجمة: أمير سلام وناس

تدقيق و تصميم : Tabarek A. Abdulabbas

المصدر : هنا