لمحات من مسيرة آينشتاين التعليمية والعقبات التي تعرض لها

مع إعلان نتائج الإختبارات النهائية للمرحلة الإعدادية، أعددنا لكم هذه المقالة. بدايةً، نباركُ لجميع الطلبة نجاحهم عامةً وللطلبة العشرة الأوائل خاصةً متمنين لهم مسيرةً علمية حافلة بالنجاح والتقدم.

هذهِ المقالة ليست لهم بصورةٍ خاصةٍ، إنما لأولئك الذين لم ينالوا الدرجات التي طمحوا لها، فأكثر العلماء شأنًا هم من تعرضوا للفشل مرارًا في مسيرتهم المدرسية لينهضوا فيما بعد ويكونون ما أصبحوا عليه. ولكم مثالًا على ذلك، حياة آينشتاين المدرسية وحتى الجامعية.

ترك آينشتاين بعد وفاته عددًا من المستندات تضمنت رسائلًا، وأبحاثًا، ومقالاتٍ. إحدى المستندات كانت ملفتةً للنظر فقد كانت بعنوان “الكابوس” كتبها في أواخر الثلاثين من عمره مما يجعلك تتسائل ما الكابوس الذي كان يقصده وهو قد كان بروفيسورًا على وشك نيل جائزة نوبل في الفيزياء وقتها؟!

لتجد إنه كان يقصد بهذا الكابوس الإختبارت النهائية التقليدية والتي كانت تُستخدَم في الجامعات الألمانية وكانت تدوم لخمس أو ست أيام. وتشمل كل المواد الأساسية. في الحقيقة، غالبًا كل المواد ماعدا الأحياء والجغرافية والتأريخ والدين. وقد كان إختبارًا فريدًا يُقيَم على أساسه الطلاب.

والآن يمكنك أن تعرف لماذا دعاه آينشتاين بـ “الكابوس” و هاكَ سببان مما ذكرهم:

1- أداء الطالب الكلي هو مقياس أفضل بكثير لجهده وقدراته. فقد كتب: “عندما يكون انطباع المعلمين عن الطالب مستمدًا من خلال سنوات الدراسة، إلى جانب العديد من الأبحاث المعتادة التي توكلُ إليهم – التي يجب على كل طالب أن يكملها – هي أكمل حالًا وأفضل أساسًا للحكم على الطالب من أي إختبارٍ آخر يتم تنفيذه بعناية”.

2- يصبح الطلاب أقل رغبةً في التعلم لأجل التعليم. فقد كتب: “بدلًا من متابعة عملهم بدافع الفضول فكريًا، بطريقةٍ عميقةٍ، فإنهم يقومون بالحفظ والدراسة لأجل المعرفة السطحية. وهو أمر عظيم لإجتياز الإختبار، ولكنه ليس عظيمًا جدًا للإحتفاظ بالمعرفة بعد الإختبار. “بدلًا من الإنشغال بالتوجه للمادة حصرياً ودراسة موادٍ فريدةٍ، الواحد يجدُ نفسه منقطعًا في حفرةٍ ضحلة وهو ما يتعرض له الطلاب قبل الإختبار”.

ما ذُكِرَ في هذه المستندات ليس مفاجئًا فلابد إنك سمعت سابقًا عن عدم حب آينشتاين لطرق التعليم التقليدية. وقد تكون أيضًا سمعت بقوله: “المدرسة تراني فاشلًا، وأنا أرى المدرسة فاشلةً، إنها تشعرني بالملل، المعلمون يتصرفون مثل الرقيبين، أردتُ أن أتعلم ماأريد معرفته، ولكنهم أرادوني أن أتعلم لأجل الإختبارات، أكثر ما كرهته هو النظام التنافسي هناك، وخاصةً الرياضة، وبسبب ذلك، لم أكن أساوي أي شيء، ولعدة مرات إقترحوا مغادرتي”.

ولكن ما لم تسمع به ربما هو أن آينشتاين لم يفشل فقط في المدرسة فترة الطفولة، ولكنه حتى في الـ 17 من عمره قد رسب في إختبار دخول الجامعة. ففي عام 1895، قدم آينشتاين طلبًا للإلتحاق المبكر بالجامعة الفيدرالية السويسرية للفنون التطبيقية (Eidgenössische Technische Hochschule) أو (ETH) وقد إجتاز قسم العلوم والرياضيات ولكنه رسب بالبقية (التأريخ، واللغات، والجغرافية..الخ) وتوجب على آينشتاين أن يذهب لمدرسةٍ خاصةٍ قبل أن يعيد الإختبار ليلتحق أخيرًا بهذه الجامعة بعد سنة.

وأخيرًا نودُ أن نذكركم إن آينشتاين لم يكن طبيبًا بل كان فيزيائيًا وليوناردو دافنشي مع إنه قد إشتهر بإهتمامه بعلم التشريح لكنه إشتهر أكثر بلوحاته الفنية الرائعة، وزها حديد لم تكن طبيبة بل كانت مهندسة معمارية. نعم، أن تكون طبيب شيء رائع ولو كنت طبيبًا نزيهًا فسيكون عملك نبيلًا يقدم كل الخير لكثيرٍ من المرضى ولكن التخصصات الأخرى ليست أقل شأنًا ولها دورها أيضًا في الحياة. ولكل شخصٍ جانبًا يبرع فيه. لذا إستكشفوا جانبكم الإبداعي لتصبحوا عظماءًا.

إعداد وتصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا و هنا و هنا و هنا