انفجار سماوي غريب في مجرة تبعد مليارات السنين الضوئية يوقع العلماء في حيرة

إنفجار غامض في الفضاء

لدقائق قليلة في اكتوبر 2014، وقع إنفجار غامض في مجرة على بعد حوالي 10.7 مليار سنة ضوئية من الارض.
كان حجم الإنفجار كبيرًا لدرجة أنه ادى الى انتاج طاقه اكثر بـ1000 مرة من كل النجوم في مجرتها بأكملها في الفضاء في دقائق قليلة.

علمنا عن هذا الحدث بعدما أخذ العلماء أعمق صورة للأشعة السينية حتى الآن لكوننا من مرصد شاندرا التابع لناسا. وقام الباحثون بتضييق مصدر الانفجار بمساعدة بيانات من التليسكوبين سبيتزر (Spitzer) وهابل (Hubble) الفضائيين. المجرة الصغيرة خافتة نسبيًا وغير ملحوظة، وتقع في قطعة من السماء المشار إليها باسم الحقل الجنوبي العميق لتشاندرا (the Chandra Deep Field South).

وعلى مدى السنوات الـ17 الماضية، رصد مرصد شاندرا للأشعة السينية هذه المجرة البعيدة لمجموع تراكمي يبلغ 2.5 شهرًا، ولم يكتشف أي دليل على أحداث مماثلة قبل هذا الانفجار الفريد. منذ مرور الحدث، حيث يبدو أن المجرة قد انحسرت في النسيان مرة أخرى. و التقاطها قد يكون عائدًا للحظ فقط.

أما الآن، فإن الباحثين يمعنون النظر في أرشيف شاندرا للحصول على أدلة لأحداث مماثلة ويجرون بحثًا مضنيًا عن البيانات من ستلايت سويفت التابع لوكالة ناسا (NASA’s Swift satellite) و تلسكوب شم-نيوتن التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (European Space Agency’s XMM-Newton) للحصول على نفس النوع من الأدلة. والمدة القصيرة لهذا الحدث تعني أن فقدان كون آخر أمرًا سهل الحدوث. وبطبيعة الحال، فإن الباحثين سيتابعون أيضًا المزيد من إستكشافات تشاندرا للمجرة.

حدث كارثي جديد

العلماء لا يعرفون أي ظاهرة فلكية يمكنها أن تفسر هذا السلوك. وقال الباحث كيفن شفاوينسكي (Kevin Schawinski) من معهد ETH في زيورخ في سويسرا: “ربما نلاحظ نوعًا جديدًا تمامًا من الأحداث الكارثية”. وأضاف: “مهما كان الامر، هناك حاجة الى المزيد من المراقبة من اجل معرفة ما نراه”.

على الرغم من انهم ليس لديهم جميع الاجابات حتى الآن الا ان الباحثين لديهم بعض الفرضيات المحتملة التي يمكن أن تفسر الانفجار الغريب. من بين الأفكار الثلاثة الأساسية، اثنين منها تركزان على انفجارات أشعة غاما (GRBs)، ألمع الأحداث الكهرومغناطيسية المعروفة التي تحدث في كوننا.

وتنطلق هذه الانفجارات الفائقة الطاقة عندما يتصادم نيترونان لنجمين عندما يندمج نجم هائج وثقب أسود، أو عندما ينهار نجم هائل. عندما تشير الانفجارات في اتجاهنا وقت حدوثها، فإنها تنفث حزمة من أشعة غاما التي تتجزء في وقت لاحق إلى أشكال أضعف من الإشعاع، مثل الأشعة السينية. هذه هي الطريقة التي تمكننا من اكتشافها.

نظرية واحدة لشرح هذا الانفجار الغامض هي أننا ببساطة التقطنا انفجارات اشعة غاما تشير لاتجاه مختلف، ونحن لا ندرك ما نحن “نراه”. وهناك احتمال آخر هو أننا قد اكتشفنا انفجارات اشغة غاما بينما هو نحن في الواقع نراقب ماضي المجرة. فكرة ثالثة هي أننا شهدنا ثقبًا أسود يمزق نجم قزم أبيض.

لا تبدو اي من النظريات كأنها تناسبنا تمامًا -الى الآن. وستساعدنا المزيد من البيانات في تفسير الانفجار الغريب، كما أن التقنيات الحديثة مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي (James Webb Space Telescope)، الذي سيحل محل هابل ويجمع سبعة أضعاف الضوء أكثر من سابقه، ينبغي عليها أن تساعدنا على تفسير الأحداث الكونية الفريدة مثل هذه.

 

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة: Zahraa Sami

تدقيق وتصميم: Tabarek A. Abdulabbas
المصدر: هنا