كاميرا من نوع جديد بالكامل يمكنها رؤية ما بداخل جسم الإنسان

 

 

قطعت التقنية الطبية للنظر داخل جسم الانسان شوطًا كبيرًا، وعلى ما يبدو ان الاطباء سيتمكنون من النظر الى جميع الامور التي تحدث داخل جسم الانسان في المستقبل القريب.

اخترع باحثون نوعًا جديدًا من الكاميرات التي تستطيع بالفعل الرؤية خلال الأنسجة الداخلية لجسم الانسان، اذ بامكان هذه الكاميرا التوصل الى ما يقارب 20 سم اي 7.9 انج داخل انسجة الجسم.
طور الانموذج الحالي من قبل باحثين من جامعة ايدنبورغ (University of Edinburgh) في المملكة المتحدة البريطانية حيث صمم ليعمل عن طريق الحقن بالمناظير وبعض المعدات الصغيرة التي عادة ما تربط بالكاميرات بالاضافة الى حساسات الضوء ليكشف ما في داخل التجاويف داخل جسم الانسان.
تعد المناظير ذات قيمة عالية ومهمة في جميع الاجراءات الطبية ولكن حتى وقتنا الحالي يعد من الصعب تشخيص شيء من خارج جسم الانسان بدون الرجوع الى الأشعة فوق البنفجسة.

449 camera 1

ولكن لم تعد هذه مشكلة من الآن فصاعدًا وذلك بسبب اختراع الكاميرا الجديد لتي لديها القدرة على كشف اي مصدر للضوء داخل جسم الانسان مثل أي لمحة مضيئة لانبوب المنظار الطويل المرن. هذا الفضل يعود لآلاف الفوتونات المكتشفة التي توجد داخل الكاميرات إذ بامكان الكاميرا اكتشاف الحبيبات المنفردة للضوء الذي تشعه من خلال الانسجة في جسد الانسان.
عندما يكون الفوتون في حالة اتصال مع تركيب الجسد فان الضوء عادة ما يفرق او يستبعد من الانسجة لكن في حساسات الكاميرا الجديدة فانها تمكن من إلتقاط اي ضوء بسيط من شأنه ان يمر خلال الانسجة الداخلية للجسد. وذلك عن طريق تسجيل الاشارات الضوئية التي تاتي مباشرة الى الكاميرا مع الفوتونات المتفرقة.
ان هذه التقنية التي تفرق بين الفوتون المبعثر والفوتون القذفي يسمى بالتصوير الباليستي والذي من شأنه ان يساعد الاطباء على تحديد مكان العضو الذي يبحثون عليه في اي مكان بالتحديد وبمساعدة المناظير التي تعتبر ذات قيمة عالية جدًا بإمكانهم تحديد العلاج المناسب.

 

 

449 camera 2

 

 

عند رؤية الصورة في الاعلى يمكنكم رؤية مثال على الضوء الذي اكتشفته الكاميرا عن طريقة الناظور البصري الذي استخدم في رؤية رئات الاغنام. بينما الصورة على اليسار هو ما اكتشفته الكاميرا مع التصوير الباليستي والكشف عن مكان الاداة في الرئات.
بينما الصورة على اليمين تظهر مقطع من الكاميرا التقليدية مع حساسات تلتقط الكثير من الضوء المبعثر للحصول على الضوء المبعثر ولكن ليس باستطاعتها معرفة مكان تولد الفوتونات كما في حبيبات الضوء المتفرقة حول تركيب الرئة.
قال الباحث الاقدم كيف داليوال (Kev Dhaliwal): “ان هذه التقنية تعطينا الفرصة للرؤية داخل جسد الانسان. اذ ان القدرة على تحديد مكان الجهاز يُعد أمرًا مهمًا للعديد من الامور والرعاية الصحية ونحن نتقدم الى الامام بقليل من الاختراعات التي من شأنها اجتياح طريق علاج الامراض.
يعتبر داليوال الباحث المسؤول لمشروع تعاوني لعدة مؤسسات يدعى بروتيوس (Proteus) والذي يبحث عن مدى التقنية التي من شأنها مساعدة رؤية الاسرار البايولوجية التي لم ترى من قبل مع التركيز على الرئة وامراض الجهاز التنفسي .
في هذه الحالة قال الباحثون ان تطوير الرؤية بالكاميرا سيساعد الاطباء على رؤية قمة وطول المنظار الذي سيستخدموه ووضوح الصورة التي من المتوقع الحصول عليها وتعديلها في المستقبل. ليس هناك وقت محدد لاطلاق هذه الكاميرا واستعمالها في مراكز المعالجة الطبية حتى الآن ولكنها تعد شيء واعد بما يخص تقنية التشخيص والتصوير.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة: Ali Habeeb

تدقيق: Tabarek A. Abdulabbas

تصميم: Murtaza Jabbar

المصدر: هنا