علماء جيولوجيون يعتقدون انهم عرفوا اخيراً سبب حدوث الزلازل الارضية في الاماكن غير الصحيحة

 

 

تهتز الارض بشكل طفيف في مكان ما شرقي ولاية تينيسي (Eastern Tennessee) بشكل كبير واكثر من اي وقت مضى، ويحدث هذا الاهتزاز بسرعة كبيرة لدرجة ان من احسوا به يتسائلون ان كان قد حدث فعلاً. يسجل خبراء الزلازل ذلك، ملاحظين مرة اخرى، وبعيداً عن حدود اي صفيحة تكتونية لقشرة الارض، اصوات خفيفة لزلزال في مكان لا يجب ان يحدث فيه.

هذه الهزات تكون تقريباً دائماً محيرة، حيث غالباً ما تكون هادئة، واحياناً تكون مدمرة. يعتقد الجيولوجيون ان لديهم فكرة عما يسبب هذا، والجواب يكمن عميقاً تحت اقدامنا.

تنتج الزلازل عادة، وكما تعلمنا في المدرسة، عن خروج الجهد الكامن بين السحق المنتظم للصفائح التكتونية الارضية.

ولكن كل سنة هناك المئات من الهزات الارضية البعيدة عن حدود الصفائح، والمعروفة بإسم “زلزال داخلي” (Intraplate). ليس لديهم تفسير سهل لذلك، لكن حدد الجيولوجيين مؤخراً صفة مشتركة لعدد من مواقع الزلازل هذه.

تشهد المقاطعة الكندية شارلفويكس (The Canadian county of Charlevoix)، ومقاطعة نيو مدريد الامريكية (Us county of New Madrid)، والثلث الشرقي كله من ولاية تينيسي في كثير من الاحيان زلازل تتجاوز 2.5 درجة، على الرغم من بعدها عن حدود الصفائح.

كما ان هذه الزلازل تشترك في جيولوجيا مماثلة تحت الارض.

كتب باحثان من جامعة كنتاكي (the University of Kentucky) وجامعة ممفيس (the University of Memphis) في دراسة جديدة :”نقدم فرضية جديدة مفادها ان مناطق الزلازل الرئيسية والتي تقتصر على الاماكن حيث تضررت فيها البنية القاعدية على نطاق واسع بسبب تشوه القشرة الممركز.”

ويشمل هذا التشوه القشري الممركز، او كما يعرف بإختصار (CCD)، اي نشاط في مرحلة معينة من تأريخ الارض يقلل من قوة الطبقات الصخرية القديمة والتي تشكل اعمق اجزاء القشرة القارية.

يدعي الباحثون ان هياكل الطبقة السفلى، والتي تكون تحت عدد من المواقع التي تحدث فيها الزلازل الداخلية المتكررة، ترتبط مع اعادة تنظيم الصفائح القديمة.

تُركت هذه الندوب قبل مئات الملايين من السنين، إلا انها تنشط من جديد بمرور الوقت.

المنطقة الزلزالية شارلفويكس (CSZ) هي افضل مثال. تمتد المنطقة 85 كيلومتراً (53 ميلاً) على طول نهر سانت لورنس (The Saint Lawrence River) في جنوب شرق كيبيك (Quebec)، وقد شهدت خمسة زلازل تصل قوتها الى اكثر من 6 درجات منذ عام 1663.

تحدث المئات من الزلازل الصغيرة جداً كل عام، ومعظمها صغير لدرجة لا يمكن الشعور به.

لا تقع منطقة (CSZ) فوق مجموعة من الصدوع التي تكمن في الطبقة السفلى لارضها وحسب، وانما ايضاً فوق موقع تأثر بنيزك كبير ضرب الارض قبل ما يقارب ال360 مليون سنة.

تتركز معظم زلازل هذه المنطقة حيث حدث ذلك التصادم، مع بعض الاهتزاز نحو الشمال الشرقي لمسافة قصيرة على طول الصدوع.

لا يتوقع ان تنتج تأثيرات العوامل والصدوع الزلازل، مما يجعله شذوذ غريب جيولوجياً.

انتج الباحثون العديد من النماذج في محاولة لفهم النشاط الزلزالي للمنطقة، وعلى اي من التأثيرين تستقر، يبدو واضحاً ان التشوه الناجم عن الاصطدام قد لعب دوراً كبيراً.

لمنطقة الزلازل الجديدة في نيو مدريد قصة مختلفة. حيث كانت تشوهات هذه المنطقة ناتجة عن الاحتكاك المتكرر للقشرة الذي عقب تفكك قارة رودينيا (Rodinia) قبل نصف مليار سنة.

اما بالنسبة لشرقي ولاية تينيسي، فقد ادى الجهد المحيط بثنية حادة باحد الصدوع العميقة شيء يسمى بالانحناء المطلق، وهو امتداد القشرة على طول الصدع والذي ادى الى نوع اخر من التشوه.

وكتب الباحثون :”على الرغم من تفاوت الاليات المنتجة لتشوه القشرة الممركز، فإن ضربات التشوه المحدود اقليمياً تركز الزلازل في هذه المناطق الثلاث.”

لكن من الضروري ان هذه التشوهات ليست القطعة الوحيدة المفقودة لهذا اللغز. قد تكون حاجة الى اهميات اخرى لتحويل تشوه القشرة الممركز الى منطقة زلزالية.

يتطلب الامر كالمعتاد الى المزيد من الدراسات لتجسيد الفكرة وتحديد الطبيعة الدقيقة لكل تشوه في القشرة الارضية.

نظراً للتحديات في التنبؤ بمعظم الزلازل، مع ذلك، فإن معرفة المزيد عن هذه المناطق الغريبة هو امر ضروري اذا سلحنا انفسنا ضد النشاطات المستقبلية.

نُشر هذا البحث في مجلة (Tectonics).

 

 

 

 

 

ترجمة: Noor Ahmed

تدقيق: Jazmin Al-Kazzaz

تصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا