علماء الأعصاب وجدوا أدلة دماغية جديدة حول الأسباب الحقيقية للإعتلال النفسي 

-هؤلاء الناس الذين “يساء فهمهم بشدة”.
الإعتلال النفسي عادة ما يتأرجح على الحد الفاصل ما بين الإضطراب العقلي والحكم الأخلاقي .
تضيف دراسة جديدة تفاصيل حيوية حول المتطوعين المحتجزين، مقترحة بأن أولئك الذين لديهم ميول سيكولوجية يعانون من ضعف قدراتهم على دمج أقسام الدماغ الضرورية للحفاظ على الانتباه.
يرى “ناثانيل ي. أندرسون” “Nathaniel E. Anderson” من شبكة أبحاث العقل غيرالربحية ومعهد لوفلاس “Lovelace” لأبحاث الطب الحيوي والبيئي أن الاعتلال النفسي هو “سوء فهم شديد”.
وقال “أندرسون” لــ “إريك دبليو دولان” “Eric W. Dolan” في PsyPost :“إن الناس يميلون إلى رؤية المرضى النفسيين كالوحوش، والأسباب غير معروفة”.
تميل الاختبارات المستخدمة لتشخيص مرض الاعتلال النفسي الى البحث عن مجموعات محددة من الأنماط السلوكية، والسمات الشخصية، والميزات المعرفية.
بالنسبة لمعظمنا، فان المصطلح مرادف نسبياً لنقص مزمن في التعاطف، وغالبا ما يؤدي إلى سلوك مؤثر يخدم الفرد. ببساطة، لا يُنظر إلى المرضى النفسيين كأشخاص لطيفين.
الأهم من ذلك، لا ينظر إلى التسمية عادة على أنها مرض عقلي مرتكز على علم الأحياء، بل كصفة شخصية لا أخلاقية، الحقيقة التي يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً عند تطبيقها في ملاحقة المشتبه به.
تراكمت الأدلة على مر السنين التي تؤكد وجود الاختلافات الجوهرية في علم الأعصاب لدى أولئك الذين يعانون من الاعتلال النفسي ، مثل الاختلافات في القشرة المخية قبل الجبهية (prefrontal cortex).
لأجل فهم أفضل للأسس العصبية للحالة، تحول “اندرسون” وفريقه إلى البحث الذي أشار فيه إلى أن الانتباه الضعيف لعب دوراً في السلوكيات النفسية.

وحسب هذه الدراسات، فإنهم يعانون من العديد من القيود الحرجة.
الأول هو أنهم اعتمدوا بشكل كبيرعلى قياس التغيرات في موجات الدماغ استجابةً لمجموعة من المحفزات، والتي هي أشبه بالاستماع إلى ضجة جماهير قياسا للاستجابة لجزء من الاحداث.
ما أراده “أندرسون” هو فهم أوضح للأصوات نفسها، اي استخدام الأدوات التي يمكنها تكبير النشاط في أجزاء مختلفة من الدماغ.
المشكلة الثانية هي أن معظم الدراسات تستفيد من الأفراد الذين تم التعرف عليهم فقط باستخدام سمات الاعتلال النفسي وفقًا لقائمة المعايير، مثل قائمة “Hare Psychopathy” هذه عملية مباشرة ، ولكنها لا تعني بالضرورة أن هذه الخصائص تؤدي إلى علم الأمراض ، مما يجعلها ضعيفة إلى حد ما لاختبارها.
وجه فريق أندرسون نداء إلى متطوعي الاعتلال النفسي الموجودين في الحجز، واستقروا على 168 من الذكور في اثنين من قطاعات إصلاح أمن الدولة في نيو مكسيكو “New Mexico”.
خضع هؤلاء السجناء لشيء يُسمى مهمة سمعية غريبة، حيث طُلب منهم الاستماع إلى سلسلة من الأصوات والنقر فوق زر كلما سمعوا نغمة محددة عالية النبرة.
تم إجراء هذا كله داخل آلة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، والتي إلتقطت معلومات عن أجزاء الدماغ الأكثر نشاطًا.
دعمت النتيجة النهائية دراسات سابقة، مؤكدة وجود ارتباطات بين أنواع معينة من الاعتلال النفسي والنشاط في بعض مسارات الدماغ.
ظهرت المناطق المعنية في الاهتمام، متضمنة مناطق “صنع القرار” في قشرة الفص الجبهي وجزء آخر من الدماغ يلعب دوراً في الذاكرة يسمى القشرة الصدعية الأمامية “Anterior Temporal Cortex”.
تظهر الدراسة أنه قد نعتقد أن الإعتلال النفسي هو إضطراب يتعلق بالعاطفة والمشاعر، ولكن هناك الكثير من الأمور الأخرى.
يقول “أندرسون” :”على وجه التحديد، الطريقة التي يرمز بها الدماغ للاختلافات بين ما هو مهم وما هو غير مهم، حتى من دون المحتوى العاطفي- والذي بدوره له علاقة أكبر بالاهتمام”.
نظرا لأنه يركز على عنصر معين من المرض النفسي، فلا ينبغي أن تؤخذ الدراسة لتكون كلمة الفصل حول كيفية ظهوره. كانت العينة خاصة حصريا على جنس معين، مما يعني أننا نفتقر إلى صورة أكبر.
بدلا من تبرير السلوك الإجرامي المحتمل، يمكن أن تساعد مثل هذه الدراسات في تقليل خطر تطوره في المقام الأول من خلال توفير تدابير اضافية تعمل على كبح الميول النفسية.
لا يجب أن يكون الاعتلال النفسي مجرد تذكرة باتجاه الشر. ولكن إذا اردنا الحد من الضرر المحتمل الذي يسببه أولئك الذين يجدون صعوبة في الانتباه إلى عواطفهم، فسوف نحتاج إلى معرفة المزيد عنها.

 

 

 

 

 

ترجمة: Naqa’a Abbas

تدقيق: Murtadha Raad

تصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا