أربع خدع نفسية للوصول إلى أهدافك

 

ستساعدك هذه الاستراتيجيات على الوصول لأهدافك بدلاً من التخلي عنها.
….

إنها بداية السنة الجديدة، شيء ما حول قلب الصفحة دائمًا ما يكون جديدًا ومحفزًا. في عام 2020 نحن لسنا على أهبة عام جديد فحسب، بل نحن على أهبة عقد جديد تمامًا. يا لها من فرصة رائعة للتأمل والتجديد وفتح صفحة جديدة.
يستغل الكثير منا السنة الجديدة كفرصة لوضع أهداف جديدة، ولكن مع مرور العام، غالباً ما نجد وبشكل مفاجئ أن هذه الأهداف صعبة التحقيق. كم مرة بدأتَ العام الجديد بحماس لممارسة التمارين الرياضية فقط، لتجد حماسك يتلاشى بحلول شهر فبرابر؟
إن التحفيز أمر صعب، لكن مجرد أنك عانيت في الماضي لا يعني هذا أنك لن تجد النجاح في المستقبل. الحافز هو كالمحرك الذي بإمكانك ضبطه، طالما بإمكانك إصلاحه بالطريقة الصحيحة فسوف يكون أداؤه أفضل.
دعونا نلقي نظرة على أربع خدع نفسية لكي تتجول بفضل محرك التحفيز الخاص بك أثناء تحديد أهدافك لعام 2020.

1. حدد هدفًا للتعلم بدلاً من هدف للأداء.
اخسر 20 باوند من وزنك.
شارك في سباق للجري.
احصل على ترقية في العمل.

من الجيد أن هذه الأهداف محددة وملموسة، و لكن أظهرت الأبحاث أن تحديد أهداف الأداء على المدى الطويل من أجل تحقيق نتائج الإنجاز قد لا يكون بنفس فعالية تحديد أهداف من أجل تعلم مهارات جديدة.
شعر طلبة ماجستير أدارة الاعمال المستجدين الذين وضعوا أهدافاً قائمة على أكتساب المعرفة والمهارات كتعلم التواصل عبر الشبكات بفعالية، بمزيد من الرضا في نهاية البرنامج وحصلوا أيضا على معدلات أعلى مقارنة بأقرانهم الذين حددوا أهدافاً قائمة على الإنجاز كالحصول على درجات جيدة.
لذا فلنلقِ نظرة على بديل لهدف خسارة الوزن الذي ذكرته للتو. فبدلاً من تحديد هدف لخسارة 20 باوند، قد يكون من الأفضل تعزيز معرفتك في التغذية عن طريق تعلم خمس وصفات غداء جديدة و صحية، و لا يوفر هذا هدفًا أوضح فحسب، بل أنه يساهم في جعله يبدو أقرب منالاً.

2. تأكد من أن الهدف مرتبط بأحد قيم الحياة.
كيف تقرر ما هي أهدافك؟ هل هي مستوحاة مما يفعله أقرانك؟ هل تم تحديدها من قبل رموز السلطة في حياتك؟ إن لمصدر أهدافك دور كبير في إمكانية تحقيقك لها. أحد هذه المصادر التي من الممكن أن تاتي منها أهدافك هي قيم حياتك الخاصة.
ولكن القيم ليست كالأهداف، تخيل أنك تبحر بقارب في البحر. الأهداف كالجزر في الأفق الذي تسافر بإتجاهه، والقيم هي كالنجم القطبي الذي يرشدك إلى الأتجاه الصحيح. عندما يتعلق الأمر بالقيم فالنجم القطبي يختلف من شخص إلى آخر. من المهم معرفة الأمور الكبرى التي تهمك بشكل عام لكي تستطيع مساعدتك في الإبحار.

يعد التواصل الاجتماعي قيمة الحياة الرئيسية بالنسبة للبعض، ربما قد يكون الهدف الجيد بالنسبة لهم هو استكشافهم أنشطة جديدة يمكنهم القيام بها مع أصدقائهم من أجل خدمة المجتمع. قد يكون التطوع مع أصدقائهم في مأوى للحيوانات المحلية أحد هذه الأمثلة، حيث سيساعدهم هذا في دعم المجتمع وتبادل الخبرات. في حين يعد تحقيق النفوذ والقوة قيمة الحياة بالنسبة للبعض الآخر، ففي هذه الحالة يمكن أن يكون هدفهم إنشاء / أو تعلم كيفية إنشاء منصة عامة أكثر بروزاً للتأثير على التوجهات السياسية. و يعتبر البعض التواصل مع الطبيعة قيمة، لذلك يمكن أن يتمثل الهدف القائم على القيمة في زراعة حديقة أو توفير المال لشراء معدات التخييم.
اسأل نفسك ما إن كانت أهدافك قائمة على قيم حياتك الكبرى. إذا كانت اجابتك كلا، فقم ببعض التعديلات. إن كان هدفك يعكس القيمة التي تتمسك بها بعمق فمن المرجح أن تكون أكثر نجاحاً مما لو كان هدفك مجرد “يجب” أخرى عليك شطبها من قائمة المهام الخاصة بك.

3. اربط هدفك بتحدٍ و ليس بتهديد.
إذا كان هدفك مبني على التخويف، فمن المستبعد أن تحققه مقارنة بما لو كان قائماً على تحدٍ. إليك بعض الامثلة:
التهديد: إن لم اقوم بخفض ضغط الدم، فمن المحتمل أن أصاب بنوبة قلبية.
التحدي: أريد خفض ضغط الدم لكي أتمكن من تحسين جودة حياتي.
التهديد: أحتاج أن ادرس بجد لأنني إن لم افعل سأرسب في هذا الفصل الدراسي.
التحدي: أحتاج إلى إنشاء روتين دراسة جديد لنفسي لكي أتمكن من أن أصبح الطالب الذي اود أن اكون عليه.
التهديد: يجب عليّ أن اعرف كيف أن لا استفز مديرتي الجديدة لكي لا تبقى علاقتنا متوترة.
التحدي: اريد إعادة بناء علاقتي مع مديرتي الجديدة من خلال تعلم مهارات تواصل جديدة.
هل تلاحظ الفرق؟ صيغ التهديد من الأهداف تبدو مخيفة و حاسمة. إذا كنت لا تحرز تقدماً نحو هدفك القائم على التهديد، فقد تجد نفسك تتجنب التعامل مع الأمر برمته. بينما الصيغ القائمة على التحدي تكون أكثر تفاؤلا و تطلعية، إنها تعطيك ما هو أشبه بالاتجاه للسعي نحوه.


4. وقع عقداً مع شخصٍ ما.
من الذي أخبرته عن أهدافك؟ كم شاركته من التفاصيل؟
عندما يتعلق الأمر بالتحفيز، فالبشر حيوانات أجتماعية جداً، قد يساعدنا القليل من الضغط الأجتماعي على تحقيق ما نطمح إليه. هناك شيء ما حول الألتزام بهدف من أجل شخص آخر، يجعل الألتزام به أسهل، أو ربما من الصعب التخلي عنه.
إن كنت قد أعلنت عن أهدافك لسنة 2020 على الغداء، أو على تويتر، فهنيئاً لك. الآن لديك من يساءلك. ويصح هذا على وجه الخصوص فيما إذا كنت قد طلبت من أصدقائك إلزامك بتحقيق أهدافك.


لكن يمكنك حتى أن تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عن طريق توقيع عقد أجتماعي مع أحدهم. نعم أعني عقداً حقيقياً بالفعل، يوضح ما ستلتزم به على وجه الخصوص، و كيف ستقيس تقدمك، و ما الجداول الزمنية التي وضعتها، و ما هي المكافآت التي ستحصل عليها عند تحقيقك لهذه الأهداف. يجب عليك أنت وشاهدك التوقيع على هذا المستند والموافقة على مراجعته معًا لضمان بقائك على المسار الصحيح.


قد يبدو ذلك أمراً مبالغاً فيه، و لكنه ناجح! عندما يتعلق الأمر برفع مستوى التمرين، فإن الأشخاص الذين يوقعون عقودًا أجتماعية مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية يتمتعون بمعدلٍ عالِ من النجاح. نجح العقد في تحقيق الغاية منه مع كل شخص لأسباب مختلفة. ربما عمل بمثابة منشط للذاكرة، أو وّفر المزيد من الدعم الاجتماعي أو ساعدهم على حل المشاكل. الفكرة هي أن العقد كان مفيداً.
لذا امضِ قُدماً و تطلع لتحدِ 2020، تحقق من أن تضعه ضمن قيمك من أجل فرصة نجاح أكبر.

 

ترجمة : Nisreen Siddique
تدقيق : Mohamed Abd
تصميم ونشر : Furat Jamal

 

المصدر : هنا