كيفية دراسة الضرر

الأخلاق والدقة تثيران التحديات لإستكشاف السلوكيات الضارة في المختبر

يسعى الباحثون غالباً إلى دراسة الأشياء التي تضر بالناس. قد يبدو بالنسبة لي أنه عدو، وبالنسبة لآخرين أنه سرطان، لكن هدفنا واحد وهو: فهم الأشياء التي تسبب الضرر للناس حتى نتمكن في النهاية من تخفيف هذا الضرر.

إن دراسة الأشياء الضارة شيء مهم وذلك لتخفيف المعاناة في العالم ولكن هذا التخفيف ليس مجاناً. في حين أن العلماء الذين يدرسون الأشياء غير الضارة يمكنهم وبسهولة إعادة إنشائها في مختبراتهم الخاضعة للرقابة دون مخاوف أخلاقية، على أولئك الذين يدرسون الأشياء الضارة. لدراسة الضرر في المختبر، يجب عليك إعادة إنشائه، لكن هذا يستلزم إصابة شخص ما بالضرر.

هذا هو التناقص العلمي الذي يحدث لنا جميعا عندما ندرس أشياء ضارة، لان الشيء الذي تريد دراسته ضار بطبيعته للناس، ولا يمكنك إعادة إنشائه من الناحية الأخلاقية في المختبر بشكله الطبيعي لان القيام بذلك يتطلب القيام بضرر حقيقي للناس. على سبيل المثال، أريد أن أفهم العنف ولكن لا يمكنني إستضافة نادي قتال يومي في مختبري لان المشاركين سيتم نقلهم على نقالات. تعد إختبارات سجن مليغرام وستانفورد أمثلة رائعة على أن رغباتنا في إعادة تكوين سلوكيات ضارة يؤدي إلى أضرار غير أخلاقية لأشخاص حقيقين.

إذاً ما الذي يمكننا فعله حيال ذلك ؟ وكباحث في الضرر، يبدو أن لديك 4 خيارات :
١- لا تدرس الشيء الضار.
٢- قم بإعادة إنشاء نسخة ضارة منخفضة المستوى في المختبر وحاول أن يكون ذلك جيداً بما فيه الكفاية.
٣- قم بإعادة إنشائها على الحيوانات فقط وبنسبة لا بأس بها.
٤-راقب الضرر خارج المختبر لأنه يحدث بشكل طبيعي في العالم.

لايمكننا أن نفعل الخيار الأول لأن العنف يحتاج إلى فهم ونحتاج إلى هذا الفهم.

لن أختار رقم 3 بسبب البقعة اللينة في قلبي تجاه الحيوانات الصغيرة.

لذلك لم تبقى سوى الخيارين 2 و 4.

ركزت في عملي على التجارب المختبرية المرتبطة بالخيار رقم 2. هل ستنجح ؟ وهل ستستهدف بدقة الهدف (العدوانية) المقصود بطريقة تعمم على العالم الحقيقي ؟ حسناً، هذا يعتمد على ما تحاول تعلمه، ولكن هذا موضوع قمت بتغطيته بالتفصيل سابقاً.

الخيار 4 فوضوي وصعب ولأن تلك هي المعالم المميزة للعالم الحقيقي. تتيح الميزات الاختبارية التحكم بالتفاصيل وتتيح لك البنية الأساسية التي تحتاجها في تجاربك.

لقد بدأت أنظر إلى الباحثين في مجال السرطان كمثال للمضي قدماً، حيث أنهم في وضع مماثل مثلهم مثل الباحثين الذين يدرسون الضرر. أي أنهم ببساطة لا يستطيعون إعطاء الناس السرطان ولا يمكنهم ترك دراسة السرطان (الخيار رقم 1)، لذلك يذهبون مع جميع الخيارات الثلاثة الأخرى. إنهم يدرسون أشكال مصنعة عن السرطان في المختبر والتي في كثير من الأحيان لا تشبه الظروف في العالم الحقيقي (الخيار رقم 2). فهم يضعون الخلايا السرطانية في القوارض والمخلوقات الأخرى ويدرسونها في أجسامهم (الخيار رقم 3). ويخرجون إلى العالم الحقيقي لدراسة السرطان في منازل ومجتمعات الأشخاص المصابين (الخيار رقم 4). ولكن الأهم من ذلك، فهم يمزجون الخيارين رقم 2 و 4. حيث يجلبون الأشخاص المصابين بالسرطان بشكل ويدخلونهم في مختبراتهم الخاصة للرقابة وللدراسة. أو يأخذون تجاربهم بعناية ويجدون طرقاً لإحضارها إلى المجتمع. يبدوا هذا النهج الهجين واعداً بالنسبة للباحثين الذين يدرسون الضرر في علم النفس. كما يحتاج الباحثون في هذا المجال إلى تأدية عمل أفضل لجلب العالم الواقعي إلى المختبر والمختبر إلى العالم الواقعي. لقد بدأت تطبيق هذا النموذج على عملي.

بالنسبة لي، كان هذا يعني تجنيد الأشخاص المحليين لإكمال دراسات التصوير الذهني وفحص الأشخاص الذين يحرزون درجات عالية في مقاييس الصفات المعادية للمجتمع مثل الإعتلال النفسي، بدلاً من مجرد تجنيد طلاب المرحلة الجامعية الأولى.

كما عنى ذلك إجراء أول دراسة ميدانية لمختبري في (غرفة الغضب) لمعرفة كيف تؤثر السلوكيات العدوانية على العواطف قصيرة وطويلة المدى.

لقد كانت أكثر فوضوية من دراستنا العلمية النموذجية، لكنها كانت مجزية.

 

المصدر: هنا

 

ترجمة: Dhuha Muhanad
تدقيق: Jazmine A. Al-Kazzaz
تصميم: Furat Jamal
نشر:  Abilta E Zeus