لماذا يمر الوقت سريعاً مع تقدمنا في العمر؟

 

هل أتى فصل الربيع بهذه السرعة!؟ كثيراً ما نردد عباراتٍ كهذه. ونتسائل عن سبب تسارع الوقت مع تقدمنا في السن.
تفسيرٌ جديدٌ لدى الباحثين لسبب أن أيام الطفولة التي لا نهاية لها، تدوم لفترة أطول بكثير مما هي عليه الآن. فوفقًا لأحد الباحثين، يمكن إلقاء اللوم على التباين الزمني الظاهر على السرعة البطيئة التي يتم بها الحصول على الصور ومعالجتها من قبل الدماغ البشري مع تقدم عمر الجسم.حيث يشعر الناس غالباً بالدهشة إزاء ما يتذكرونه من أيام بدا أنها تدوم إلى الأبد في شبابهم. وليس الأمر أن تجاربهم كانت أعمق بكثير أو أكثر وضوحًا، إنما كانت فقط تتم معالجتها بصورة سريعة.
يعزو الباحث هذه الظاهرة إلى التغيرات الجسدية في جسم الإنسان المسن. فعندما تنضج الشبكات المتشابكة من الأعصاب والخلايا العصبية، فإنها تنمو في الحجم والتعقيد، مما يؤدي إلى مسارات أطول لمرور الإشارات العصبية. وعند التقدم بالعمر فإن هذه المسارات تتحلل أيضًا، مما يعطي مزيدًا من المقاومة لتدفق الإشارات الكهربائية. وتتسبب هذه الظواهر في انخفاض معدل الحصول على الصور الذهنية الجديدة ومعالجتها مع تقدم العمر. ويتضح ذلك من خلال عدد المرات التي تتحرك فيها عيون الأطفال مقارنة بالبالغين.
كما وضح الباحث: لأن الأطفال يعالجون الصور بشكل أسرع من البالغين، وتتحرك أعينهم بشكل متكرر أكثر، ويحصلون على مزيد من المعلومات ويدمجونها. لذا فإن النتيجة النهائية هي أنه نظرًا لأن كبار السن يشاهدون عددًا أقل من الصور الجديدة بنفس المقدار من الوقت الفعلي، يبدو لهم أن الوقت يمر بسرعة أكبر.
العقل البشري يستشعر الوقت الذي يتغير عندما تتغير الصور المدركة. والحاضر مختلف عن الماضي لأن المشاهدة الذهنية قد تغيرت، وليس لأن حلقات شخص ما تدوم. فعلى ما يبدو أن الأيام تدوم أطول في شبابك لأن العقل الصغير يتلقى صورًا خلال يوم واحد أكثر من نفس العقل في الشيخوخة.

 

إعداد: Mohammed Rawhy
تدقيق وتصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا