فن إتخاذ القرارات الصائبة أثناء الأزمات

 

إليك طريقتان للمساعدة في ذلك أحدهما من علم النفس والأخرى من الجيش.

أجبر الوباء العالمي مالكي الأعمال والقادة على إتخاذ بعض القرارات الصعبة، فمثلاً في الصناعة على رجال الأعمال الإختيار بين إبقاء العمال أو تسريحهم مع المحافظة على تقديم خدمة عالية الجودة للعميل وبقية شركاء العمل.

لكن كيف تعرف أنك قد اتخذت القرار الصائب، وكم من الوقت تحتاج لتقرر؟

إليك هاتان الطريقتان للمساعدة :

أولا:-
ماذا يقول علم النفس؟

تعمل أدمغتنا في طريقين مخلفتين عند إتخاذ القرارات:

الأولى هي أنها تعتمد على الحدس والمشاعر والقليل من المعلومات في إتخاذ القرارات. من المغري أن تمضي قدماً وبكل ثقة إلى مكتب المدير لتقدم الإستقالة وتبدأ بمشروع آخر، كأن تقرر أن تصبح مليونير أو تكون في مكان أكثر راحة.

عندما أفقد شغفي في العمل، أتخيل نفسي في مكان آخر أكثر راحة. فعندما يكون لديك هذا الشعور تكون قراراتك لا واعية، فلا تعرف لماذا اتخذتها، أو ما الذي أثّر فيك لتتخذها. أنا لا أقول لك أن لا تعتمد على الحدس، لا بل في معظم الأوقات يكون صحيحاً، ولكن في بعض الأوقات أيضاً يكون حدسك وشعورك نتيجة العديد من الأوهام والتحيزات التي قد تقودك إلى إتخاذ القرار الخاطئ.

أما الثانية فهي الأفضل والأكثر إعتماداً. فالسبب وراء عدم تركك العمل وإختيار مكان مريح بالنسبة لك هو أنك أصبحت تفكر في فوائد و مضار هذه القرارات وتدرس الخيارات المطروحة، فمن الممتع أن تغير عملك على المدى القصير ولكنه قرار جدي وله عواقبه.

عندما تواجه الحيرة في إتخاذ القرارات، ينصح علماء النفس بإتباع مبدأ فكر بدل أن تتجاهل “think instead of blink”، عن طريق هذه الطرق الأربعة:

١. يمكنك تدوين حدسك ورد فعلك تجاه أمر معين ثم أتركه جانباً قليلاً، وعندما تخطر أفكار جديدة في ذهنك يمكنك مقارنتها مع الإنطباعات الأولية والتي قد تساعدك في تحديد رغبتك وإعادة النظر في قرارك.

٢. أطلب المشورة من الغير، كأن يكون أحد الأصدقاء، وحاول أن تكون موضوعي في إتخاذ القرار، وبما أن من الصعب أن تكون موضوعي في إتخاذ القرار في الأمور المهمة، فمن الأفضل أن تطلب المشورة.

٣. فكر عكس ما يوحي إليك حدسك وأدرس العواقب،
فمثلاً إن كنت ترى أنه يجب الإستغناء عن نصف العاملين لديك، فكر في عكس ذلك وأدرس عواقب هذا القرار.

٤. إذا كان عليك إتخاذ قرارات متعددة فأوزنها في نفس الوقت، فذلك يساعدك على إتخاذ قرار صحيح وأقل عرضة إلى التحيز.

– ثانياً: النظام العسكري

على القادة العسكرين إتخاذ قرارات مهمة وحاسمة طول الوقت في عملهم. تعلمت طريقة أخذ القرارات العسكرية في فترة عملي في الجيش، حيث عملت مع الجنود سنوات عديدة وكنت أدربهم على المرونة في التعامل والعمل تحت الضغط.

هذه الطريقة تتكون من سبعة خطوات والتي قمت بترجمتها إلى اللغة المدنية بمساعدة بعض الأصدقاء
لنوضح هذه النقاط بالإعتماد على السيناريو التالي والذي يتمثل بأن تكون أنت مدير المنظمة وتحتاج إلى أن تقرر هل ستقلل عدد العمال في الشهر التالي بوجود هذا الوباء؟

الخطوة الأولى “إستلام المهمة”:
هناك قضية كبيرة ومعقدة تحتاج إلى قرار، وقد تحتاج إلى مساعدة فيها من قبل فريقك، فجميعكم في نفس الدوامة بشأن القرار الذي تحاولون إتخاذه.

الخطوة الثانية “مرحلة التحليل”:
على الفريق تحليل جميع المتغيرات المساهمة في إتخاذ القرار النهائي. وفي حالتك هذه هناك العديد من المسائل التي يجب وضعها بالإعتبار مثل الأمور التشغيلية، وقضايا العلاقات العامة، والمشاكل القانونية، والإقتصادية.

الخطوة الثالثة “تطوير منهاج العمل”:
من السهل العمل بفكرتك الخاصة، ولكن أنت تحتاج إلى التنازل عن بعض الخيارات، وتحتاج أيضاً إلى تحقيق أهداف الشركة الخاصة، ويتحقق ذلك من خلال الإستماع إلى الآخرين.

على سبيل المثال، يقول الرئيس التنفيذي لفريقك، “علينا اتخاذ قرار وسيكون قصير المدى، هو أن يشترك أقل عدد ممكن من الموظفين الرئيسيين في العمل أثناء هذه الأزمة، وسيكون الآخرين قادرين على الإنضمام مجدداً بمجرد إنتهاء الأزمة”.

الخطوة الرابعة “التقييم”:
كل قائد الأن يفكر في تأثير قراره على العمل. فإذا كنت مدير الموارد البشرية قد تفكر في تأثير شركات العمال، رسائل إعادة الإدماج والتوقيت، وهيكل حزم الفصل.

الخطوة الخامسة “المقارنة”:
يعيد الفريق تقييم نتائج الخطوة الرابعة. هل سيتم إعطاء النتائج القانونية أهمية أكبر في القرار النهائي لأن العواقب القانونية ستكون أسوأ بكثير بالنسبة للمنظمة من ضرر الميزانية ؟

الخطوة السادسة “الإختيار”:
يقوم المدير بإعداد مسار العمل الذي يجب إتخاذه، أو قد يعد مسار جديد للعمل ليقوم به الفريق بناءاً على النتائج.

الخطوة السابعة “إتخاذ الإجراء”:
تنفيذ القرار.

في البداية كنت أعتقد أن الأمر طويل ومعقد، ولكن عندما سألت مختصون كانت الإجابة عندما يتوفر الفريق المناسب، والذي يجب أن يكون متنوع ولديه نقاط قوة بالإضافة إلى قائد مركز وموثوق به، فعليك البدء بالخطوات مباشرة.

من الصعب إتخاذ قرارات حاسمة في أوقات الأزمات. فأنت تريد إبطاء ردود الفعل، لكنك لا تريد أن تكون عاجزاً أيضاً. نأمل أن تمنحك هذه النماذج بعض الاطر أو الهيكل للوصول إلى أفضل قرار يمكنك إتخاذه.

المصدر: هنا

 

ترجمة: بنين فاضل
تدقيق: ياسمين القزاز
تصميم: فرات جمال