ما هي أوّل رواية صادرة في اللغة العربية ؟

الريادة سوريّة…

ما هي أوّل رواية صادرة باللغة العربية ؟

هل هي رواية زينب لـ محمد حسين هيكل الصادرة في 1914م ، أو رواية غادة الزاهرة لـ زينب فواز الصادرة 1899م، أو رواية الهيام في جنان الشام لـ  السوري سليم البستاني الصادرة 1870م؟

لقد اتفق الدراسون على أنَّ الرواية العربية الأولى هي رواية (غابة الحق)  لـ  الحلبي فرانسيس المراش الصادرة 1865م

لكن، في 2007م ، كتب عبده وازن في الصفحة الأولى من جريدة الحياة في عدد يوم الخميس 8 نوفمبر  : (( هذه المرة جاء الخبر اليقين من القاهرة : اللبناني خليل أفندي الخوري هو أول روائي عربي وروايته الطريفة “وي…إذن لست بإفرنجي ” الصادرة 1859 هي الأولى عربياً))،

هذه الرواية تنازع اكتشافها الباحث والشاعر اللبناني شربل داغر و الباحث المصري محمد سيد عبد التواب، وتبنى المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة هذه الرواية  بوصفها الأولى عربياً، كما أعيد نشرها وطباعتها في لبنان .

الخبر نُشر في جريدة الحياة التي تعدُّ من أكثر الصحف العربية انتشاراً، نُشر في حيز يحتل خُمس الصفحة الأولى المخصصة عادةً للأخبار السياسية…الرواية الأولى إذن خبر مهم.

حقيقةً، إنّ الرواية العربية الأولى ليست لـ خليل الخوري بل لـ السوري فارس الشدياق.

هل قرأ أحدكم رواية (الساق على الساق فيما هو الفارياق ) لـ فارس الشدياق الصادرة 1855م ؟

فارس الشدياق أشهر من أن نعرف به، فإنجازاته لا تعدّ ولا تحصى ، إذ تدين له اللغة العربية بمصطلحات عديدة وضعها وشاعت بين الناس مثل : الاشتراكية ، الجامعة ، مجلس الشورى، المعرض، الملهى، الحافلة، الصيدلية، المصنع ، السكك الحديدية، الباخرة،  الانتخاب، طابع البريد، الممثل ، الملاكمة…وغيرها الكثير الكثير.

روايته كفيلة بأن تثبت بأنّها مكتملة العناصر الفنيّة، وأنّها بحق أوّل رواية صادرة باللغة العربية .

الريادة حتماً سوريّة سواء أكانت لـ فرنسيس المراش أم لـ خليل الخوري أم لـ فارس الشدياق.

لكنّ السؤال ، ليس هنا ، بل لماذا أُسقط إنجاز الشدياق بعد أن أنتج النص الأدبي الأغنى والأقوى في الأدب العربي في القرن التاسع عشر؟

لماذا تمّ تهميش الشدياق؟ ولماذا لم يعتبر الشدياق الرائد الأول للنهضة وقد طرح قضايا غاية في الأهمية كـ قضية الاستبداد المعرفي و قضية حرية المعتقد و قضية حرية التعبير في مواجهة السلطة القابضة و قضية حرية المرأة؟

لماذا لم يتوقف الدراسون عنده بوصفه مفكراً حداثياً كما توقفوا عند غيره؟

لماذا لم تنل كتاباته عن الغرب على أهميتها الكبيرة ما نالته كتابات الآخرين مثل المصري رفاعة الطهطاوي مثلاً؟

الاهتمام بالفكر السوري المعاصر قضية لم تعد تحتمل التأجيل، فالثقافة المأزومة هي الثقافة التي يجهلها أبناؤها.

تحرير : آلاء دياب

المصادر والمراجع:

  1. الحداثة الممكنة_ رضوى عاشور، دار الشروق، القاهرة، 2009م
  2. الساق على الساق في ما هو الفارياق_ فارس الشدياق، تحقيق:درويش جويدي، الدار النموذجية