رحلة في رحاب علم العلاقات العاطفية


طالما بحثنا عن وطن نسكنه ويسكننا ،وطن من اختيارنا نحن …عن شريك الحياة والروح اتكلم!!
سنصطحبكم في رحلة من نوعٍ اخر
رحلة في رحاب علم العلاقات العاطفية برفقة عالم نفس. اربطو الاحزمة !!…….
يقص لنا عالم نفس تجربته. ذكر انه في يوم ما فيمامضى وجد نفسه أعزباً من جديد. كان شيئا صادما له فقرر ان يعود بالذاكرة الى ذكرياته الغرامية ليفهم الاسباب فكان اول ماصدمه ان لكل طرف رأيه الخاص في مصطلح “ماذا نفعل في المواعده الغرامية”. وغالبا تكون هذه الاراء مبنية على حكايات وافتراضات حول سلوك الانسان، وهو مدرك امكانية ان تكون تلك الاراء خاطئة.
وكعالم نفس يدرس قوانين الجذب، شعربانه بامكان القليل من هذا العلم ان يساعدنا على فهم الجذب العاطفي بشكلٍ اكبر. فيمكن ان تتودد الى شريكك من دون مساعده اي من المحتالين أو الموضوعات التي تخصص في الصحف لتقديم النصائح للمشاكل الشخصية .ولذلك بدأ البحث في علم تكوين العلاقات !
واول شيءٍ أدركه انه لايوجد قوانين للجذب ولايوجد ضمانات لنجاح اللقاء الغرامي، كما وانه لاتوجد طرق سهله او استراتيجيات لتفوز بلقاء الشخص الذي تريد ….حيث ان النفس الانسانية معقده جدا ولايمكن اختزالها بمبادئ وقوانين الجذب. وعليه فانه وجد ان هذه النتائج تخالف ماقاله، وان فهم العمليات التي تتضمنها قوانين الجذب لن تضمن لك موعداً غرامياً هذه الليلة. لكنها ستوجّهكَ لتشكيل علاقات ذات منفعة متبادلة مع الناس الاخرين .
وبالتالي ماذا ستقول لنا قوانين الجذب؟
اولا:
تزداد امكانيه تشكيل العلاقه العاطفيه بين شخصين بتواجدهما الجسدي بجانب بعضهما. فاكثر من نصف العلاقات العاطفيه نشأت بين الاشخاص الذين يقطنون بالقرب من بعضهم البعض. امامعظم الاشخاص الذين تفصلهم المسافات الجغرافية فانهم سيتسمون بانهم الاقل حظا في امكانية التواجد معاً. وبالطبع فان التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الوسائل الاجتماعية قد غيّرت من تنبؤاتنا عن مكان لقاء شريك حياتنا. كيف لاوإن معظم الثنائيات الغرامية في القرن العشرين قد تشكلت في اماكن العمل و في الجامعات او من خلال الاصدقاء والعائلات. اما التطبيقات والمواقع المتخصصة في التعارف والزواج فانها اصبحت من اسرع الطرق في اختيار الشريك المستقبلي، وهذا مايظهر في تقرير جديد بيّن ان حوالي عشرين بالمئة من الثنائيات المتباينه جنسيا وثلثين من الثنائيات المتماثلة جنسيا في الولايات المتحدة الاميركية قد تعارفت بتلك الطريقة. ولكن حتى لو كان التعارف الكترونيا ستعود مشكلة الجغرافيا لتؤثر من جديد. كيف لا والغرض من التعارف الالكتروني في نهاية الامر هو ان تقابل الشخص على ارض الواقع؟ وهذا ماقد يكلّف الكثير من الوقت والمال اذا ما كانت المسافات بعيدة بين الشخصين. لذلك فان القُرب الجغرافي هو مسألة مهمة. وهي تزيد من فرصة الالتقاء والتواصل والتفاعل.


ثانيا: المظهر الخارجي مهمٌّ جداً

ان الناس تنظر وتنجذب الى الجسد الجميلن وغالباً تُقام المواعيد الغرامية عبر المواقع الالكترونية المتخصصة ويمارسون الجنس اكثر من مرة ويصلون الى نشوة الجماع ولكن بغياب الجاذبية الجسدية او مايسمى بسحر الجمال. فيظهر بدلا عنها صفات اخرى. فقد ينجذب الشخصين لبعضهما لصفات متعددة كاللطافة والدفء بالعلاقة، او ربما لحس الفكاهة وفهم مكامن الشريك. بمعنىً آخر، يمكننا القول اننا عندما نفضل شخص ونرتاح له فنحن نراه اجمل مافي الوجود وننجذب اليه روحاً وجسداً وهذا مايؤكد صحة المقولة “ان الحب اعمى ”

ثالثا: ييدو اننا نحب الاشخاص الذين يشبهوننا
طريقة المقابلة هذه قد تبدو بسيطة جدا ولكن لها تاثيرات مهمة. يمكن ان يبدو لك ان الدردشة الالكترونية المتواصلة قد تتسم بقليل من المرح والتسلية لا اكثر، ولكن غالبية العلاقات العاطفية تُبنى على كشف الذات امام الطرف الاخر وتبادل المعلومات الشخصية مع الشريك. كما ان اختيارك للتوقيت المناسب والطريقة المناسبة للافصاح عن الاسرار الشخصية للطرف الاخر يعتبر جزءاً مهماً جدا من بناء العلاقة العاطفية. وقد اثبتت العديد من الدراسات ايضا ان الجذب يكون متوافراً وتتقد شرارته بين الاشخاص المتشابهين والقابلين لفهم بعضهم البعض لكن كيف يكون التشابه؟
يمكن ان يكون التشابه من الناحية الاجتماعية والديموغرافية. فمعظم العلاقات العاطفية تكونت بين الاشخاص المتقاربين في الاعمار والطبقات الاجتماعية والخلفيات المهنية..الخ. لكن التشابه في القيم يعتبر الاكثر اهمية من التشابهات السابقة الذكر، اي التشابه في كل شيء من الذوق الموسيقي الى التوجهات السياسية .فكثير منا يعتقد ان نظرته الى الحياة هي الاصح. وعندما ياتي شخص مُقرّب ويخالفك الراي فانك تشعر بعدم الارتياح لوجوده معك. بينما عندما يتفق معك في الراي فانه يؤكد ويثبّت رؤيتك للعالم الخارجي، وبالنتيجة فانك تريد الاستمرار في التواصل مع هذا الشخص .


يمكنكَ من خلال معرفة كل ماسبق ان تتنبأ بدقة بحصول اي شخصٍ على علاقة علاطفية مستقرة. وربما لايمكنك ذلك، فالعلاقات العاطفية الانسانية تتسم بالتعقيد وعدم الوضوح. وهذه واحدة من الصعوبات التي تواجه التنبؤات بمستقبل اي شخصين. ولابد من التنويه الى ان العلاقات العاطفية ستكون في بدايتها مجهدة بعض الشيء، وإن اي توتر فيها سيجعلنا نتصرف بطريقة غريبة وكذلك نقوم باستحضار كل تجاربنا العاطفية السابقة. تشكل كل هذه الصعوبات عوائق امام تطور العلاقة العاطفية ومع كل هذا فان لعلم تكوين العلاقات سحر يجعلك مشدوداً اليه دائماً.

 

 

ترجمة:Oula Badla

تدقيق الترجمة:. ZainabHashm

تصميم:Maryam abd

المصدر:هنا