وكالةُ ناسا تُعطي عشرة أسبابٍ معقولة للسعي وراء الكويكباتِ القريبةِ من الأرضِِ

فجأةً يبدو أن نظامَنا الشمسي قد أصبح أكثر تعقيداً، مع بعثةِ ناسا (NASA) التي أجرت عملية مسح للبيانات الخاصة بالاجسام القريبة من الارض و استمرت في ذلك لمدة عام، واضعة مجموعة جديدة من الصخور السابحة في الفضاء على شاشة الرادار.

إن غالبية الكويكبات والمذنبات و التجمعات السائدة من فتات الكتل الصخرية في الكون على وجه العموم هي بعيدة جداً على أن تُحتَسَب كتهديدٍ لكوكبِنا، لكن ناسا ستتأكد من مراقبه عشرة أجسام عن قرب و التي تعتقد إنها كبيرةٌ و قريبةٌ كفاية لكي تكون مصدراً للخطر . وكما يوحي هذا الاسم، “التلسكوب المستكشف الماسح لمساحة واسعة بالاشعة تحت الحمراء التابع لناسا” أو ((NASA’s Near-Earth Orbit Wide-field Infrared Survey Explorer (NEOWISE) هو تلسكوب وُضِع في مدار، مهمتُه أن يبحث عن أجسام في مجموعتنا الشمسية ذات مدارات تمكنها من الاقتراب الى كوكبنا.

في عام 2010 نَفَدَ المحلول المُبرد الخاص بتليسكوب المركبة الفضائية المستكشفة ذات المسح الواسع المدى بالاشعة تحت الحمراء، ولهذا السبب قرر الباحثون ان يُقلصوا المهمة لتصبح مهمتهم مقتصرة على مسافة قريبة من كوكب الارض عوضاً عن البحث في كل ارجاءِ المجموعة الشمسية.

و بعد الدخول في مدة سُبات قصيرة دامَت لسنتين، أُعيد تشغيل المركبة الفضائية في عام 2011، و منذ ذلك الحين استطاعت ان تتعرف على مجموع 693 من الاجسام القريبة من الارض. 144 جسماً منها ما لم تتم رؤيته من قبل.

في العام الماضي و في غضون عام واحد فقط، اكتشف تليسكوب (NEOWISE) خمس مذنبات جديدة، 64 منها في حزام الكويكبات، و 28 جسماً قريباً من الارض. وكل هذا بإستخدام تليسكوب يستعمل نسبة منخفضة من الاشعة تحت الحمراء ذات النطاق الترددي حيث استطاع تصوير 2.6 مليون صورة للسماء. تمكنَ الباحثونَ باستخدام طريقة جديدة تسمى التعقُب المناسب ”tail-fitting” أن يستخدموا معلومات الصور لمعرفة تصرفات المذنب في الوقت الذي يندفع فيه بسرعة خلال المجوعة الشمسية.

وكما تقول اميلي كرامر Emily Kramer التي تعمل في مختبر تسيير الطائرات النفاثة (JPL) في ناسا الواقع في كاليفورنيا: “ان المذنباتِ التي تحدثُ فيها انفجاراتٍ مفاجئةٍ قليلةٌ و يتعذرُ ايجادها عادة، و يُعزى ذلك الى حقيقة طبيعة نشاطها غير المتوقع اكثر من حقيقة انها اصلاً نادرة و أن ندرتها متأصلة فيها” وتُضيف: “انه لمن العظيم لعلماء الفلك ان يرووا و يجمعوا المعلومات عن المذنبات عندما يرون حدوث انفجاراتها، لكن بما أن نشاط المذنبات قصير الحياة، لذلك ببساطة نُفوتُ رؤيتها في معظم الاوقات.”

لكي تأخذ فكرة عن العدد الكلي للمواد الموجودة في الفضاء، شاهد الفيديو هنا، الذي يُظهر مدارات الكويكبات باللون الرصاصي، و المواد القريبة من الارض باللون الاخضر، و المذنبات باللون الاصفر. لكن ماذا عن الكويكبات العشرة التي من المحتمل ان تكون خطرة ((potentially hazardous asteroids (PHA) ؟ هل هذا هو الوقت المناسب لاستثمار الفضة و الانتظار في غرفة الجد المحصنة داخل الارض لحين سقوط النيزك؟ (الغرفة المحصنة تحت الارض : هي غرف تحت الارض قام الناس ببنائها خصوصاً الاغنياء بعد الحرب العالمية الثانية و خصوصا في وقت الحرب الباردة خوفاً من حرب نووية).

ان الكويكبات التي تحمل خطراً محتملاً مصنفة على انها كويكبات ذات مدار صغير متداخل السعة هو 0.05 بالقياسات الفلكية (1 AU هي المسافة بين الارض و الشمس، اذاً (0.05 AU) هي ما يقارب 7.5 مليون كيلومتر، او 4.6 مليون ميل). و ايضاً يجب ان تكون كبيره بشكلٍ كافٍ لتمتلك القيمة العظمى (absolute magnitude) وهي ضمن نسبة 22 او اكثر من نسبة السطوع، وذلك يجعلها اكبر من 140 متر (بما يقارب ال500 قدم) بالحجم، على افتراض فيما إن كانت انعاكسية بما فيه الكفاية.

الى حد الان، نحن نعرف 1,806 من هذه الاجسام، و ربما بعضها بالكاد سننجو منه ، لكن لا يوجد فيها جسم متجه نحونا.

لا تقلق ايها الجد على المستقبل القريب،ولكن يبدو إن فريقاً من الفلكيين من الاكادمية التشيكيه للعلوم (The Czech Academy of Science) يعتقدون اننا سنصطدم بصخرة كبيرة في السنوات القادمة، و اعتقادهم بذلك يتزايد في كل سنة.

أما استنتاجاتهم فهي قائمة على اساس تحليل 144 شهاب من زخات الشهب المسماة بتورِد (Taurid meteor showers) التي ضربت غلافنا الجوي و تفجرت، و التي تُعرف أيضا بإسم النيازك المتفجرة.

ويعتقد ان نيازك تورِد (Taurids) مع المذنب المدعو انكي (Encke)، هي بقايا مذنب أكبر حتى والذي تحطم قبل حوالي اكثر من 20,000 الى 30,000 سنة.

صرحَ الباحثون إنهم وجدوا نوعاً جديداً من الحُطام، و يعتقدونَ إن هذا الحطام يحملُ على الاقل كويكبين يبلغ حجمهما بين 200 و 300 متر ( تقريبا 650 و 1,000 قدم).

و تقولُ الاكاديمية التشيكية(The Cazech academy) في سبق صحفي “على الارجح، إن هذا الفرع يتضمن الكثير من الكويكبات غير المُكتشفة التي يبلغ قطرها العشرات من الامتار أو هو اكبر”

“وبالتالي،فنحن نعرف ان خطر اصطدامنا بكويكب يزداد بشكل ملحوظ على مر السنين، الارض تواجه هذا السيل من المواد التي تسبح في الفضاء (الكويكبات)”.

و أشار الباحثون الى ان الكويكبات التي رصدوها، كان وزنها اكبر من 300 غرام ( تقريبا 10.5 اونصة) و قد كانت ضعيفة و سريعة التحطم للغاية.

ليس هنالك داعٍ للقلق ﻷن الصخرة هشة وبحجم 300 متر . و كالعادة ،فإن الرسالة التي نريد إيصالها هي أن نُبقي اعيننا مفتوحة و نترصد مسار هذه الاشياء التي تدور معنا حول الشمس ، بسبب عدم وجود أية مشاريع كبيرة قد تُسعفنا في حال فوجئنا بواحدة من هذه الكويكبات .

شكراً لمستكشف (NEOWISE) دعونا نتمنى أن تكون السنة القادمة سنة مثمرة ايضاً.

تم نشر بحث (The Taurids meteor) في مجلة الفلك و الفيزياء الفلكية (Astronomy and Astrophysics).

 

 

ترجمة: Husain Mohamed Hasan

تدقيق الترجمة : Hassan A. Al-jabiri

التدقيق اللغوي: حسين الوهاب

التصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا