بعد 130 عامًا قد يكون العلماء أعادوا إكتشاف ثامن أعجوبة في العالم

 

 

بعد أكثر من قرنٍ من دفنها بإنفجار بركاني، تم اكتشاف المدرجات النيوزلندية الوردية والبيضاء التي فُقدَت منذ مدة  طويلة تحت طبقاتٍ من الرماد والطين.

عندما وُصفَت كاعجوبة طبيعية في العالم وكأكبر رواسب سيلكا من نوعها على الأرض، وكانت هناك مخاوف من أن هذه المدرجات قد دُمرَت بإنفجار بركاني في جبل تاراويرا( Tarawera)عام 1886. ولكن يُشير الباحثون حديثًا أنهم حددوا مكان دفنها، وهناك شكوك بأن بعضًا منها قد تم الحفاظ عليها طيلة هذه المدة.

صرحَ ريكس بون (Rex Bunn) أحد أعضاء الفريق لجريدة كاردين البريطانية (Guardian newspaper): “لقد أصبحت أعظم وجهة لجذب السياح في نصف الكرة الجنوبي، والإمبراطورية البريطانية، كما ان إمتلاء السفن بالسياح خفض من خطورة الزيارة من المملكة المتحدة واوربا وامريكا لرؤية هذا الموقع “.

وأضاف:” إلا أن الحكومة لم تستقصي عن الموضوع إلى حد الآن حيث أنه لا يوجد أي تسجيل لخطي طول وعرض موقعها”.

أثناء مدة الذروة كان يُعتقد أن المدرجات الوردية والبيضاء في نيوزلاندا هي أكبر رواسب سيلكا (تكلس) محفوظة على الكوكب. وأن التكلس يحدث عندما يكون الينبوع المعدني أو الماء الساخن محفوظًا بشكلٍ كافٍ لتشكيل القشرة وخلق التلال الطبيعية أو المدرجات أو الأقماع حول مسارات المياه.

وكان هناك مدرج أبيض في شمال نيوزيلندا نهاية بحيرة روتوماهانا (Rotomahana) ومدرج وردي على شاطئ آخر في مكان قريب.

كان يُعتقَد أن الصبغة الوردية التي وُجدَت على بعض المدرجات من المحتمل أنها تدل  على وجود مستعمرات واسعة من البكتيريا المصطبغة مثل الثيرموس روبر (Thermus ruber) – وهي من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش بشكلٍ معروفٍ في بركة مورننج كلوري (Morning Glory) في يلوستون.

حصل بون على فرصته الكبيرة في عام 2016 و هو باحث مستقل، عندما كان مع ساشا نولدن (Sascha Nolden) من “المكتبة الوطنية لنيوزيلندا” التي اشتركت معه في دراسة مذكراتٍ قديمةٍ إكتشفها في سنواتٍ سابقةٍ.

المذكرات تعود إلى القرن التاسع عشر للعالم الجيولوجي فرديناند فون هوكستيتر (Ferdinad von Hochstetterr) الذي فوضته الحكومة النيوزيلندية بإجراء مسحٍ جيولوجي للجزر في عام 1859.

سجل في مذكراته بياناتٍ أوليةً لمسح بحيرة روتوماهانا الواقعة على بعد 20 كيلومتر (12 ميلاً) جنوب شرقي مدينة روتورا (Rotorua) شمالي نيوزيلندا.

ولأن هذه المذكرات كانت قبل ثلاثة عقودٍ تقريباً من ثورة البركان فأن المدرجات الوردية والبيضاء قد تكونت بشكلٍ واضحٍ في المنطقة.

إذاً هل أُغلقَ ملف القضية؟ ليس تمامًا، لأن هذة الثورة لم تدفن فقط واحدةً من أروع العجائب الطبيعية في العالم -بل غيرت المناظر الطبيعية حوله بشكلٍ سئٍ حتى أن العلامات الفارقة على المكان لم تعد تطابق ما هي عليه اليوم.

قام بون و نولدن بإعادة رسم خريطة البحيرة لفون هوستيتر (von Hochstetter’s lake map) بإستعمال تقنية تسمى رسم خرائط العدلية التي تتضمن مقارنة خرائط المساحة الحالية ببياناتٍ تعود إلى عام 1859 مع مطابقة بعض المعالم الجيولوجية الحديثة وحسرها إلى حد الوصول إلى الموقع الأقرب للمدرجات.

قد يبدو ذلك هيناً إلى حدٍ ما، ولكن العملية الفعلية على العكس من ذلك.

صرح بون لهانا مارتين (Hannah Martin): “بأن ذلك إستغرق 2500 ساعةً بحثيةً أي 12 شهرًا”. وأضاف: “نحن واثقون بأننا حددنا مواقع المدرجات. وأننا اقرب من أي جهةٍ أخرى خلال الـ 130 سنةً الأخيرة”.

إن النقطة الأخيرة مهمةٌ، فقد كانت هناك عدة تصريحات من فرقٍ أخرى في السنوات الأخيرة بأنهم عثروا على المدرجات مع بعض الخلاف حول ما إذا كان المعلم قد دُمِر أو تمت المحافظة على بعض اجزاءه تحت الركام.

إستند بون على أبحاثهم بوضع خوارزمية في تحديد موقع المدرجات الوردية والبيضاء مع هامش خطأ لا يزيد أو ينقص عن 35 مترًا. ويقول عندما كنت اتحدث عن مَعلم يمتد مئات الأمتار ذلك كان قريبًا بما يكفي لجعل عملية التنقيب حقيقة واقعة.

وأن قرار التنقيب في المنطقة قد أُعطي لسلطة قبيلة توهورانجي (Tuhourangi) المحلية ولكن بون يتوقع أنهم إذا قرروا التنقيب عن المدرجات فأنهم سيجدون بعضاً أو جزءاً منها لا يزال سليمًا.

إنه من المستعجل جدًا التعرف على ادعاءات بون ونولدن ومدى موفقيتهما حول تحديد موقع المدرجات وإستمرار وجودها إلا أنها ستكون مبهرةً إذا تمت.

كما قال بون لمارتين : “إن المدرجات الوردية والبيضاء قد تعود بطريقةٍ ما لتُمتع زوار روتوروا (Rotorua) كما كانوا في القرن التاسع عشر.”

نُشرالبحث في مجلة “Royal society of New Zealand”.

 

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة: Farah Alhafidh

تدقيق علمي: Amna Nasir

تدقيق لغوي: Inst.Zainab Hashm

تصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا