ذكاء اصطناعي يُزيف فيديوهات واقعية قد يُمهد لنهاية الواقع الذي نعرفه

 

قد يُعنى اي شخص يقلق بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي (AI) في تقليد الواقع بأحدث عرض مقدم من شركة نفيديا للتكنولوجيا (Nvidia) والذي يبين صورة مُعالجة بالذكاء الاصطناعي والتي من المؤكد انها ستجعلك تفكر لمرة ثانية عند رؤيتك لاي شيء على الانترنت.

اثبتت شركة نفيديا، في شهر اكتوبر/تشرين الاول، قدرة واحدة من انظمة الذكاء الاصطناعي على توليد صور واقعية مثيرة للقلق لأناسٍ وهميين بالكامل. انتجت شركة التكنولوجيا الآن نظاماً بإمكانه صنع فيديوهات مُزيفة.

بإمكان نظام الذكاء الاصطناعي هذا القيام بعمل مناسب وذلك بتحويل الليل الى نهار، والشتاء الى صيف، والقطط الاليفة الى فهود (وبالعكس).

وافضل (او اسوأ) من ذلك كله، ان النظام يفعل ذلك بتوجيه اقل من الانظمة الحالية.

ومثل نظام نفيديا لصنع الوجوه، فإن هذه المعالجة الصورية تتيح استخدام نوع من النظم الحسابية تدعى ب”شبكة الخصوم المولدة” (Generative Adversarial Network).

في هذه الشبكة، تعمل شبكتان عصبيتان سوية بشكل متناقض، الاولى تولد صورة او فيديو، والثانية تقوم بنقد عمل الشبكة الاولى.

تتطلب الشبكة عادة كمية كبيرة من البيانات المصنفة لمعرفة كيفية توليد بياناتها الخاصة. على سبيل المثال، النظام يحتاج رؤية عدد من الصور التي تبين شارع وكيف يبدو مع وبدون ثلج من اجل توليد صورة اخرى من تلقاء نفسه.

ومع ذلك، فإن هذه الصورة الجديدة المُعالجة المطورة من باحثون نفيديا مينغ يو ليو (Ming-Yu Liu)، وتوماس بريويل (Thomas Breuel)، و يان كوتز (Jan Kautz) يمكن أن تصور ما تبدو عليه نسخة لشارع مغطى بالثلوج دون رؤية ذلك واقعياً.

الوثوق بما تراه عيناك

وقال ليو لشبكة (The Verge) لاخبار التكنولوجيا أن الفريق يشارك بحثه مع فرق وعملاء منتجات نفيديا، وقال انه لا يستطيع التعليق على مدى سرعة أو إلى أي مدى سيتم اعتماد نظام الذكاء الاصطناعي، وقال أن هناك العديد من التطبيقات المحتملة المثيرة للاهتمام.

وقال: “على سبيل المثال، نادرًا ما يكون الطقس ماطر في ولاية كاليفورنيا، ولكننا نرغب في أن تعمل سياراتنا ذاتية القيادة بشكل سليم عندما تمطر”.

“يمكننا استخدام طريقتنا لمعالجة تسلسلات القيادة من طقس كاليفورنيا المشمس إلى ماطر لتدريب سياراتنا الذاتية القيادة”.

من الجانب الآخر لهذه التطبيقات العملية، فإن التكنولوجيا يمكن ان تكون طرقها غريبة الاطوار ايضاً.
تخيل ان تكون قادراً على رؤية كيف سيبدو منزلك المستقبلي وسط فصل الشتاء، او كيف سيبدو موقع زفاف في الهواء الطلق في فصل الخريف عندما تغطي الاوراق الساقطة الارض.

مع ذلك، يمكن ان تكون هناك استخدامات شنيعة لهذه التكنولوجيا. اذا ما تم إعتماد هذه التكنولوجيا على نطاق واسع، فإن ثقتنا المرتكزة على ما تخبرنا به اعيننا عند رؤية اي صورة او فيديو ستتضاءل الى حد كبير.

يمكن ان تصبح ادلة الفيديو غير مقبولة في المحاكم، ويمكن ان تنتشر الاخبار المزيفة على الانترنت حيث تصبح اشرطة الفيديو الحقيقة غير قابلة للتمييز عن تلك المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

تقتصر قدرات الذكاء الاصطناعي الآن على عدد قليل من التطبيقات، والى الوقت الذي ستصبح فيه بين ايدي المستهلكين، فاننا لا نملك اي وسيلة لنعبر بها عن تأثيرات هذا الامر على المجتمع باكمله.

لا يسعنا في الوقت الراهن سوى ان نأمل بأن تحث امكانيات هذه التكنولوجيا المناقشات حول الذكاء الاصطناعي والتنظيم الملائم لان تأثير هذا الذكاء سيصل الى ماهو ابعد من اسواق العمل.

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة : Jazmín Al-Kazzaz

تدقيق لغوي : Tabarek A. Abdulabbas

تصميم : Aseel Saad

المصدر : هنا