علميًا الإتصال بالإنترنت حقًا سيء لنومك ولا يساعد في أنماط نوم جيدة

يعد الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة على مدار 24 ساعة واحدًا من أعظم الأشياء على الإطلاق ولكن لها ثمن خاص بها. توصلت دراسة جديدة إلى أن الإتصال بشبكة الإنترنت هو عامل حديث من عوامل الحرمان من النوم، و يرتبط بانخفاض النوم بالإضافة إلى انخفاض جودة النوم عند استخدامه ليلًا.

عدم كفاية النوم هو أمر شائع للغاية، وقد ثبت أنه يؤثر سلبًا على الصحة والأداء الإدراكي.

الأخبار السيئة هي أن المشكلة تزداد سوءًا ففي العديد من البلدان المتقدمة، يتزايد عدد الأشخاص الذين يحصلون على أقل من فترة النوم الموصى بها وهي من 7 إلى 9 ساعات.

في حين أن هناك قلق متزايد بين الخبراء من أن الاستخدام الإلكتروني المفرط يعيث فسادًا في أنماط نومنا، و حتى الآن هناك القليل من الأدلة التي توحي بأن الإتصال بشبكة ألأنترنت كان مرتبطًا بشكل مباشر.

من أجل فهم أفضل للطريقة التي تؤثر بها سرعة الإنترنت على إجراءات النوم، أجرت دراسة ألمانية جديدة مقارنة بين استخدام التكنولوجيا وبيانات النطاق العريض ( broadband ) لإجراء دراسات استقصائية وطنية حول النوم.
وجدت الدراسة أن الأفراد الذين لديهم إمكانية وصول إلى شبكة ألأنترنت ينامون 25 دقيقة أقل من نظرائهم. و ما هو أكثر من ذلك أن هؤلاء الأفراد هم أقل عرضة للنوم ما بين 7 إلى 9 ساعات وهم أقل رضًا عن نومهم بشكل عام.

وكتب الباحثون: “ان الانترنت فائق السرعة يجعل من المغري للغاية البقاء لوقت لاحق للعب العاب الفيديو وتصفح الانترنت وقضاء الوقت عبر الانترنت على وسائل التواصل الاجتماعية.”

كانت تجارب التكنولوجيا مختلفة بعض الشيء لكل جيل.

بين المراهقين و الشباب على سبيل المثال، تبين أن ممارسة ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفزيون يعد عاملاً مهماً للحرمان من النوم .
ولكن بين المستخدمين الأكبر عمراً، كان استخدام الكمبيوتر والهواتف الذكية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقُصر مدة النوم.

يقول الكاتب الرئيسي للتقرير فرانشيسكو بيلاري، الخبير في علم السكان في جامعة بوكوني، ميلان: “قد تؤدي الإغراءات الرقمية إلى تأخير في وقت النوم، مما يؤدي في النهاية إلى خفض مدة النوم بالنسبة للأفراد غير القادرين على تعويض وقت النوم المتأخر بالاستيقاظ في وقت متأخر من الصباح”.

وعمومًا، كانت نتائج الدراسة مدفوعة بالأصغر سنًا الذين يستخدمون التكنولوجيا في وقت النوم في الليلة التي تسبق الالتزام بالعمل أو الأسرة أو المدرسة.

كما هي رائعة مثل الدراسة، لا تزال البيانات المتعلقة بسلوك نوم المراهقين محدودة للغاية. في حين تشير النتائج إلى أن “رقمية غرفة النوم” قد يكون لها آثار ضارة كبيرة على النوم والأداء الأكاديمي، فإن النتائج ليست رسمية.

يطمح الباحثون بإجراء أبحاث مستقبلية لاستكشاف الآليات السلوكية الكامنة وراء إدمان الإنترنت وكيفية تعزيز ممارسات النوم الصحية.

استنتج المؤلفون التالي: “نظراً للوعي المتنامي بأهمية كمية النوم وجودته لصحتنا وإنتاجيتنا، فإن توفير المزيد من المعلومات حول المخاطر المرتبطة باستخدام التكنولوجيا في المساء قد يعزز النوم الصحي ويكون له تأثيرات غير ذات شأن على الرفاهية الفردية و رفاهية العيش”.

لقد نشرت هذه الدراسة في مجلة السلوك الاقتصادي والتنظيم.

ترجمة: Muthana Essam

تدقيق وتصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا