هل هنالك عمر محدد للجنس البشري؟ هؤلاء الباحثون يقولون “لا”

مع تقدم التكنولوجيا ، اصبحت إحتمالات زيادة عمر الإنسان ممكنة جداً.
ولكن هل هناك حد لعدد السنوات التي من الممكن ان يعيشها الإنسان؟ وفقًا لدراسة جديدة ، نشرت في (28 يونيو) من العام الجاري في مجلة العلوم “Science”، فإن الإجابة على هذا السؤال هي ببساطة “لا”. واكثر من ذلك ، مازال النقاش قائماً بين الباحثين حول إحتمالية وجود اسباب الموت نفسها بعد عمر الــ 150 عاماً.
في العام 1825م ، اقترح الخبير البريطاني لشؤون التأمين “بنجامين غومبرتز” “Benjamin Gompertz” زيادة خطر الموت بشكل كبير مع تقدم العمر ، فالشخص في سن الـ 70 عاماً أكثرعرضة للوفاة مقارنة بعمر الـ30 عاماً.
منذ ذلك الحين ، زعم آخرون أنه في حين أن الخطر النسبي للموت يزداد مع تقدمك في العمر ، فإن الخطر ، في الواقع ، يتباطأ بعد عمر معين. على سبيل المثال ، (يختلف احتمال الوفاة بين من يبلغ من العمر 45 عامًا و 35عامًا ، ولكنه متماثل بالنسبة للأعمار 100 و 110 أعوام).
لكن “من الصعب معرفة ما إذا كان هذا الشكل من التسوية يرجع إلى البيانات الخاطئة أو الظواهر الحقيقية لمعدلات الوفيات” ، حسب قول “كينيث واشتر” “Kenneth Wachter” ، الأستاذ الفخري في مجال الديموغرافيا والإحصائيات في جامعة كاليفورنيا ، بيركلي Berkeley، وكبير مؤلفي الدراسة الجديدة – الآن ، “نحن نحصل على بيانات أفضل من أي دراسة اجريت من قبل”
حسب الدراسة الجديدة ، درس الباحثون البيانات بين عامي 2009 و 2015 على معدلات البقاء لأكثر من 3800 ايطالي ، وكلهم أكبر من الـ150 عاماً . (في إيطاليا يتم أخذ سجلات سكان البلدية سنويا في يناير كانون الثاني).
وجد الباحثون أن خطر الوفاة في كل عمر يزداد بشكل كبير حتى يصل الشخص إلى عمر الثمانين ، ثم يبدأ في التباطؤ ، ثم يصل في النهاية إلى مرحلة بعد سن 105. وفي هذه المرحلة ، يكون خطر الموت في كل سن هو نفسه للعمر 105 و العمر 110 , 112 عامًا ، وما إلى ذلك. “ما بعد الـ 105 أعوام ، سواء كنت تنجو في العام المقبل أم لا ،فالعملية مثل رمي العملة نقدية … فالإحتمالية تقريبًا 50-50” ، حسب قول “واشتر”.
للتأكد من أن بياناتهم لم تكن بسبب التسجيل الخاطئ للأعمار ، قام الفريق بجمع شهادات الوفاة لكل شخص متوفى. كما قاموا بجمع شهادات الولادة لمن بلغوا حد المئة عام، أو أولئك الذين عاشوا ما يزيد عن الــ 110 سنة ولا يصرحون بأعمارهم الحقيقية.
ولاحظ الباحثون أن أحد القيود هو أن بياناتهم كانت في الغالب من النساء ؛ فقط 463 شخصاً في الدراسة من الذكور. ومع ذلك ، من المعروف أن “النساء يبقين على قيد الحياة لفترة أطول من الرجال” حسب تصريح “واشتر”.
ويعتقد “واشتر” أن هذا الإرتفاع في معدل الأعمار يمكن رؤيته أيضًا لدى الرجال، على الرغم من أن بياناتهم لا تدعم ذلك.
كما وجد الباحثون أن النسبة كانت أقل قليلاً بالنسبة للأشخاص الذين ولدوا في سنوات لاحقة، وبعبارة أخرى ، كان لديهم خطر أقل للوفاة في عمر الـ 105 وما بعدها. وقال “واشتر”Wachter” ” “هذه ليست عملة نزيهة ، فهي منحازة لصالحهم”

هل هنالك حد للأعمار أم لا ؟
لا يتفق جميع الباحثين مع النتائج الجديدة لهذا البحث ، على سبيل المثال ، شارك “براندون ميلهولاند” “Brandon Milholland” في تأليف دراسة نشرت في مجلة “Nature” في عام 2016 ، تقول إن هناك حدودًا للحياة البشرية ، وأنها مرتبطة بالعمليات الطبيعية.
وصرح “ميلهولاند” في حديثه مع “Live Science” لا أعتقد أن الدليل على حدود الأعمار أو النسب الواردة في هذا البحث قوي بشكل خاص”، ولكن حتى إذا افترضنا أن المعلومات الواردة في هذا البحث صحيحة وأن معدل الوفيات ثابت بعد عمر 105 ، فحقيقة أن فرص الموت لا ترتفع لا تعني أنه لا يوجد حد للحياة.
وقال إن فرص الوفاة للأعمار فوق 105 لا تزال مرتفعة بالفعل. وقال “ليس هناك الكثير من الأشخاص ممن يبلغ الـ105 أعوام، ولن يعيش سوى جزء صغير منهم حتى الـ 106 أعوام. ولن يتمكن سوى عدد ضئيل من هؤلاء الناجين من الوصول إلى 107 أعوام ، وهكذا “. “قريباً ، سنصل إلى عمر نتوقع فيه عدم وجود ناجين ، أو شخص واحد ينجو كل 1000 أو 10000 سنة”. (أقدم امرأة معمرة معروفة هي “جيني كليمنت””Jeanne Calment” ، وهي امرأة توفيت عن عمر ناهز الـ122 عاماً).
لكن “هولجر روتزينHolger Rootzen” “” الخبير الإحصائي في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في السويد Chalmers University، أخبر موقع”Live Science” أنه يعتقد أن الدراسة الجديدة “تمت بطريقة فعالة وصحيحة” وأنها “تحلل مجموعة بيانات جديدة ومثيرة للاهتمام للغاية”. وقد نشر “روتزن””Rootzen” ، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة ، أبحاثًا في ديسمبر الماضي في مجلة “Extremes” التي وقفت بالضد من وجود حدود لحياة الإنسان.
لماذا قد توجد حدود للأعمار؟

قال “واشتر” “Wachter” أن هناك عاملين قد يساهمان في وجود هذه الحدود ، وهما: الوراثة وما يسمى (بإختيار الضعف)”
لشرح اختيار الضعف او سهولة الإنقياد ، تخيل الإنتقال الى لم الشمل بعد 50 سنة من التخرج، يقول “Wachter” “بعض الناس يتطلعون إلى أن يكونوا في قمة الصحة ويتفاخرون بتسلق الجبال في حين أن الآخرين لا يفعلون ذلك” لكن بعد مرور 25 عاما ، معظم الأشخاص الذين إختاروا الضعف ولم يتطلعوا أن يكونوا بصحة جيدة، لن تراهم عند لم الشمل رقم 75 (أي بعد 75 سنة من التخرج) لأنهم قد ماتوا بمعدلات أعلى ممن كانوا يتطلعون الى أن يكونوا بصحة جيدة. “إذن ، الأشخاص الذين يبقون على قيد الحياة، هم أشخاص كانوا أقوى وأقوى في وقت سابق”.
لاحظ مراقب أن معلومات مماثلة عن العمر وخطر الموت يتم جمعها في 15 دولة أخرى حول أوروبا ، ويمكن أن تدعم نتائج الدراسة.
وقال “لقد تم ملاحظة أن إيطاليا تتمتع بمعدلات بقاء أطول ، على الأقل في أجزاء محددة من البلاد ، مقارنة بأماكن أخرى”، “ولكننا نتوقع أن يحدث شيء مثل ما نراه في إيطاليا بحسب البيانات الصادرة من الدول الأوروبية الأخرى”.
من جانب آخر ، قال “ميلهولاند” إنه يعتقد “أن الأمر يحتاج الى بذل المزيد من الجهد لتعميم النتائج على البلدان الأخرى”.

 

 

 

ترجمة: Banen Adel

تدقيق: Murtadha Raad

تصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا