اكتشاف نوعين من البروتينات وجِد انهما يلعبان دوراً مهماً في تنظيم الجهاز المناعي

النظام المناعي هو نظام معقد مكون من البروتينات والخلايا والإشارات التي تستجيب للاجسام الغريبة، فقد وجدت دراسة حديثة نشرت في “Nature Immunology” اثنين من البروتينات ، “PLD3” و “PLD4” ، يلعبان دوراً أساسياً في كيفية تحديد الجهاز المناعي للعدوى والاستجابة لها، “وبصورةٍ أدق ، فهما يلعبان دورًا في كيفية استجابة الجهاز المناعي للحمض النووي الغريب، مثل الحمض النووي للفايروسات أو البكتيريا ، وهذا غير متوقع وغير معروف تماماً” وفقاً للباحثة “أماندا غافن” “Amanda Gavin” ، دكتوراه و أستاذة مساعدة في سكريبس Scripps” ” وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة.
سميت هذه البروتينات بـ “PLD3” و “PLD4” نسبة لعملها في فسفرة الدهون او إعتبارها من ضمن البروتينات التي تتحلل الدهون. اقترحت الدراسات السابقة أن “PLD3” و “PLD4” يلعبان دوراً في بعض الأمراض، ولكن لم يتم التاكد من نوع الدور الذي يقومان به . حيث ارتبطت الطفرات في الجينات التي ترمّز “PLD3” بمرض الزهايمر بينما ارتبطت الطفرات في الجينات التي ترّمز “PLD4” باضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وتصلب الانسجة. تشترك هذه البروتينات في بنية جزيئية مشابهة للبروتينين “PLD1” و “PLD2” اللذين يؤديان إلى تكسير الدهون، ولكن يبدو أن هذا التشابه في التكوين لا يؤدي الى تشابهاً وظيفياً. وتضيف “غافن””Gavin” “استغرق الأمر منا وقتًا طويلاً لتحديد النشاط الأنزيمي لهذه البروتينات لأننا كنا نبحث في المكان الخطأ”. “لقد فوجئنا عندما علمنا أن هذه البروتينات هي في الواقع أنزيمات تتحلل الحمض النووي DNA “.

وأشارت الدراسة ، التي أجريت في معهد سكريبس “Scripps” للأبحاث ، للأدوار الحاسمة لجينات البروتينين PLD3” ” و “PLD4” في تطور بعض الأمراض.

الفئران تحمل نسخ غير وظيفية للبروتينين “PLD3” و “PLD4” ،كما وتمتلك الفئران اكباد ذات خلل وضيفي، ومستويات عالية من الالتهاب ، وأجسام مشابهة لأجسام الاطفال الذين تم تشخيصهم بـ(داء البلعمة : مرض مناعي يشبه السرطان في طبيعته وطريقة علاجه) حيث تموت تلك الفئران مبكراً. ومع ذلك ، لم يجد الباحثون أي علامات أو أعراض لمرض الزهايمر والتهاب المفاصل الروماتويدي، أو تصلب الانسجة في الفئران.

وأظهرت النتائج أن الخلايا الشُجيرية “dendritic cells”، وهي نوع من الخلايا المناعية ، كانت تكتشف الحمض النووي للفئران “DNA” على أنه جسم غريب فتهاجمه كنوع من الإستجابة المناعية عند تعرض الجسم لأجسامٍ غريبة. تم توضيح دور “PLD3” و “PLD4” لمنع ذلك عن طريق تحليل الـ “DNA” لمنع حدوث هذا النوع من الإستجابة المناعية.

داء البلعمة الذي سبق ذكره ما هو إلا حالة يصنع الجسم من خلالها الكثير من خلايا الدم البيضاء (اللمفوسايت : Lymphocyte) أو “الخلايا البلعمية” ، يصيب الأطفال بالدرجة الأساس، وقد وجد هذا المرض في الفئران أيضاً.
يجب إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كانا البروتينين “PLD3” و “PLD4” متسببان في المرض لدى البشر . ففي حال كانت هذه البروتينات تلعب دوراً في الأمراض التي تصيب البشر، فيمكن استخدام المزيد من الدراسات على الفئران لفحص الأدوية التي يمكن أن تكون فعالة. يمكن أن تساهم دراسات إضافية حول البروتين” PLD3” و “PLD4” وكيف يمكن أن يساعدان الجهاز المناعي في الكشف عن الحمض النووي “DNA”، بالإضافة الى ما سيحدث عندما تفشل هذه العملية.
كل هذا سيساهم من خلال طرق جديدة في العلاج المناعي للسرطان ومعالجة مجموعة من اضطرابات المناعة الذاتية.

ترجمة: Banen Adel

تدقيق: Murtadha Raad

تصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا