كيف ستكون الحياة لو كانت الأرض مسطحة؟

قبل ان نبدأ نحن لسنا هنا بصدد إثبات كروية الأرض (فهنالك أدلةٌ لا تحصى على ذلك) وليس للتقليل من شأن مؤيدي نظرية الأرض المسطحة او السخرية منهم. ولكن ماهو طريفٌ فعلاً ليس العدد الهائل الذي يثبت العكس وإنما تخيل الحياة لو كانت الأرض فعلًا مسطحة فهنا تبدأ المشاكل بالظهور ابتداءً من أبسط الظواهر؛ الجاذبية.
ستعاني الأرض لو كانت مسطحة من العديد من الظواهر الغريبة بنفس الطريقة حين يخضع قرص دوار للجاذبية حسب المبدأ الأساسي للجاذبية. ومن الجدير بالذكر ان الأرض لا تجذب الأشياء للأسفل وإنما تجذبها بإتجاه المركز لذلك إذا كان هناك شخصًا واقفًا عند المركز فسيشعر بالجاذبية بشكل طبيعي ولكن ما إن يتحرك بعيداً عن المركز حتى تبدأ الأرض بجذبه نحو مركزها.
تخيل شخصًا واقفًا على تلٍ منحدر وكلما ابتعد عن المركز بإتجاه احد حافتيه كلما إزداد التل انحدارًا إلى درجة ان يشعر وكإنما يمشي على جدار عمودي ويزداد الأمر صعوبة كلما اقترب من الحافة وسرعان ماتجذبه نحو المركز كتأثير الكرة المتدحرجة. وعلى ذكر الكرة المتدحرجة فإن الأرض لا تجذب الإنسان والحيوانات الأخرى فحسب وإنما الماء كذلك فلو كانت الأرض مسطحة فعلاً لكان عالمنا يحتوي على محيطٍ عملاقٍ واحدٍ فقط عند مركزه تاركاً الجوانب البعيدة عن المركز في حالة جفاف. الأمر مشابه لظاهرة الانتحاء الأرضي في النباتات حيث توجه جذورها بإتجاه مركز الجاذبية.

كيف سيبدو تأثير الأرض المسطحة بالنسبة للفضاء الخارجي؟

 من المعروف في نظامنا الشمسي بأن الأرض كروية وتدور حول الشمس مما يعني أن الأرض تكون تحت تأثير قوتين في آنٍ واحد قوة الجذب الأرضي وقوة الطرد المركزي للشمس واتحاد هاتين القوتين يُبقي الأرض في مسارها الصحيح ويحول دون سقوطها. فلو كانت الأرض مسطحة فعندها لن تدور حول الشمس وكذلك لن يدور القمر حول الأرض بل سيكون الشمس والقمر أصغر بكثيرٍ من الأرض وسيكونان فوق قرصٍ عملاقٍ ولكن ماهي القوة الي تبيقهم فوق هذا القرص؟ فليس هناك قوة كافية لجعل جسمين عملاقيين فوق الأرض المسطحة.
حسب الخريطة القديمة للأرض المسطحة فإن حافة العالم عبارة عن جدارٍ من الجليد ففكرة ان الشمس تدور حول هذا الجدار يفسر كيف ان بعض الأيام يكون فيها النهار أقصر من الليل في أشهر معينة. بغض النظر عن كل هذه الحقائق فسيستحيلُ عمل الأقمار الصناعية بشكلٍ اعتيادي دون معرفة القوى المسيطرة على بقاء الشمس والقمر فوق الأرض.

ترجمة: Mustafa Sabri

تدقيق وتصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas

 المصدر: هنا