أين هي المخلوقات الفضائية الذكية؟ هل من الممكن أنها عالقة في محيطات مدفونة؟

 

 

الكائنات الفضائية الذكية ربما تكون موجودة في الخارج تسبح بصمت في محيطات متجمدة وتحت أميال وأميال من الجليد.
قبل سبعين سنة سأل انريكو فيرمي (Enrico Fermi) الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء “أين الجميع؟” في اشارة للحياة الذكية خارج الارض والتي من المفترض ان تكون قد اظهرت نفسها الآن بالنظر لعمر درب التبانة المتقدم (تقريبا 13 مليار سنة) واحتوائها على مليارات العوالم القابلة لاحتضان الحياة.
منذ عقود قدم العلماء تفسيرات محتملة لحل اللغز والذي سمي بمفارقة فيرمي (Fermi Paradox) على سبيل المثال يحتمل ان تكون الارض العالم الوحيد المسكون في المجرة او العالم الوحيد الذي تسكنه كائنات ذكية بأية حال.
او ربما الكائنات الفضائية موجودة و تشاهدنا من بعيد.
في الشهر الماضي قدم عالم الكواكب ألن ستيرن (Alan Stern) فكرة أخرى: ربما تكون الحياة الذكية منتشرة بشكل واسع عبر المجرة لكن معظمها يكون في محيطات عميقة ومظلمة منقطعة عن باقي الكون.
ستيرن (المحقق الرئيسي لمهمة الآفاق الجديدة لناسا والتي حلقت بالقرب من بلوتو في تموز 2015) طرح فكرته في الاجتماع الـ49 السنوي لمجتمع الفلكيين الامريكيين قسم علم الكواكب في بروفو يوتا
في البدء قال ستيرن ان المحيطات المدفونة شائعة عبر مجرتنا درب التبانة في الواقع يجب ان يكونوا. اذا اخذنا نظامنا الشمسي كدليل على ذلك فأن المحيطات التي تحتوي ماء سائل تحت القشرة المتجمدة موجودة في اقمار كوكب المشتري (كاليستو (callisto) و غانيمد (Ganymede) و يوروبا (Europa)) وكذلك الحال في القشرة الخارجية لقمر كوكب زحل (Saturn) المسماة انسيلادوس (Enceladus). و المحيطات المدفونة يُشك في وجودها في عدد من العوالم الاخرى ضمنها بلوتو (pluto) و تيتان (Titan) اكبر اقمار كوكب زحل. (العالم الوحيد الذي يحتوي على محيطات مائية على سطحه هو أرضنا) .
أن المحيطات المدفونة توفر بيئة اكثر استقرارًا من تلك التي توفرها المحيطات السطحية وتعطي امكانية ووقت اكثر لتكون حياة ذكية ومعقدة حسبما أضاف ستيرن المتواجد في معهد الابحاث الجنوبي الغربي في بولدر (Boulder)، كولورادو (Colorado).كما قال ستيرن: “الاصطدامات والانفجارات الشمسية والسوبرنوفا القريبة والمدار الذي انت فيه و سواء كنت تمتلك غلاف مغناطيسي او جو سام لا شيء من هذا يهم”.
لكن ما يحمي هذه البيئات من التضرر والتغير _قشرتها الخارجية من الجليد (او الجليد والصخور)_ من المحتمل ان يتسبب بعزلها ايضاً
وأضاف: “لو كانت لديهم تكنلوجيا ولنقُل أنهم يقومون بالبث اللاسلكي أو لديهم مدن مضاءة او ما شابه ذلك فأننا لا نستطيع رؤيتها في اي جزء من اجزاء الطيف ماعدا احتمال رصد تردد راديوي ضعيف”.
هنالك عامل اخر لنأخذه بنظر الاعتبار: كم هو احتمال ان يكون الفضائيون في هذة البيئات يحاولون التواصل؟ مدفونون في الاعماق المظلمة، هل يدركون بأن هنالك عدد لا يحصى من النجوم في المجرة؟ اذ يتوجب عليهم ان يخرجوا للسطح فقط ليحصلوا على نظرة.
وكذلك سيكون شاق على الفضائيات البحرية أن يطوروا رحلة فضائية لان نظامهم الحياتي يتطلب الكثير من الماء وهو ثقيل جدًا.
لنكون واضحين اكثر فأننا لا نزعم بأن هذه الفكرة (والتي عرضت للنشر في مجله علم الأحياء الفلكي) هي الحل الأكيد لمفارقة فيرمي.
حيث يقول ستيرن: “من المحتمل ان لا يكون هنالك ولا جواب واحد لكن فائدة هذا هي اضافة عنصر آخر للنقاش”.

 

 

ترجمة : Sudad Mubarak

تدقيق : Tabarek A. Abdulabbas

تصميم : Aseel Saad

المصدر :  هنا