قد يحتوي تأريخ الأرض على أدلة حول أين يجب علينا البحث عن نباتات في الكواكب الأخرى!

يبحث الفلكيون بلا كلل عن الكواكب الخارجية البعيدة، ليس فقط لكي يستطيعون إعلامنا بالمزيد عن الكوكب الذي نعيش فيه، ولكن أيضًا لأن هذه الكواكب قد تحتوي على آثار حياة خارج كوكب الأرض. لكن الحياة خارج كوكب الأرض تأتي على الأرجح بأشكال أكثر من مجرد القليل من الرجل الأخضر (وهو تمثال لوجه محاط بالورق وتخرج منه فروع الأشجار، وغالباً ما يرمز لعودة الحياة)- وقد تأتي حتى عن طريق نباتات أخرى.
ولكن كيف لنا أن نعرف ما إذا كان كوكب خارجي يشتمل على نباتات خارج الأرض؟ من الواضح أنه لن يكون سهلاً ، خاصة وأن التلسكوبات الفضائية الحديثة ليست قوية بما يكفي لتمييز السمات المادية للكواكب الخارجية البعيدة. لكن هذا لم يمنع الباحثين في جامعة كورنيل من البحث بشكل أعمق. نتائجهم ظهرت في مجلة Astrobiology.

في محاولة لمعرفة المزيد عن أنواع الأشياء التي قد تحث الفلكيين على البحث عن وجود حياة نباتية خارج الأرض والتي قد تكون محتملة على الكواكب الخارجية البعيدة، استكشف الباحثون ماضي الأرض البعيد لتمييز الخصائص الفريدة لكوكبنا مع تطور الغطاء النباتي طوال 500 مليون سنة الماضية.

وخلال هذه الفترة الزمنية ، تحول سطح الأرض إلى حد كبير بطرق كان يمكن تمييزها على الفور من الفضاء الخارجي. ومع تطور الطحالب البسيطة إلى شجيرات وأشجار أكثر تعقيدًا، فإن كمية الغطاء الأخضر في جميع أنحاء الأرض قد تكون قد توسعت بشكل كبير. ومع ذلك ، هل يمكن أن تحدث ظروف مشابهة على كوكب خارجي؟

لقد أوضحت مؤلفة الدراسة المشتركة ليزا كالتينغر من جامعة كورنيل: “نحن نستخدم تاريخ الأرض كمفتاح لإيجاد الحياة في الكون”. وأضافت: “يُظهِر عملنا أنه مع تطور النباتات على الأرض، أصبحت إشارة الغطاء النباتي التي تكشف عن وجودها أقوى، مما يجعل الكواكب الخارجية القديمة حقا أماكن مثيرة للاهتمام للبحث عن الغطاء النباتي”.
وتقترح الدراسة أيضًا أن المناخ أو الكواكب الخارجية يمكن أن تؤثر على الحياة النباتية خارج الأرض هناك. على سبيل المثال، يمكن أن تكون الكواكب الخارجية الجافة والقاحلة ملاذاً لنباتات الصبار الشبيهة بالصحراوية، في حين أن الكواكب الخارجية الساخنة والرطبة يمكن أن تستضيف غابات كثيفة تشبه الغابات.
بالطبع، التحقق من صحة هذه النظريات ليس أقل تحديًا. التلسكوبات الحديثة ليست قوية بما يكفي لتمييز تفاصيل محددة من الكواكب الخارجية البعيدة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر وجود الغطاء النباتي. في أفضل الأحوال، يمكننا تمييز عناصر الغلاف الجوي ودرجة الحرارة، ولكن هناك الكثير من التخمين بعد ذلك.
لحسن الحظ، يمكن أن يوفر لنا التعمق في تاريخ الأرض فكرة أفضل عن المواصفات الحيوية التي نحتاج إلى البحث عنها، وهذا هو السبب في استخدام الباحثين للأرض كنموذج.
وأستنتج كالتينيغر إلى أن “النظر في كيفية تغير الحياة لبيولوجية الأرض على مر الزمن يساعدنا على معرفة الكواكب التي من المرجح أن تظهر أقوى علامات الحياة، مما يمنحنا في النهاية أفضل الفرص لنحدد الحياة بنجاح، إذا كانت موجودة”.
يجب أن يكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف تؤثر النتائج على الأبحاث المستقبلية للكواكب الخارجية وما إذا كنا سنجد حياة نباتية خارج الأرض في المستقبل.

 

 

 

 

 

ترجمة: Muthana Esam

تدقيق وتصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا