وهم سبق الحلم (الديجاريفي) هي حالة أكثر غرابةً من وهم سبق الرؤية (الديجافو)

 

 

 

وفقا للأسطورة ، كانت لعنة (كاساندرا) ، أميرة طروادة ، تتلخص بالتكلم عن نبوءات حقيقية لا يصدقها أحد إطلاقاً. إذا شعرت يوماً بأنك تنبأت بشيء ما في الحلم ، فقد تشعر انه من الحكمة ان تحتفظ بهذا الشعور لنفسك بحيث لا يعتقد الآخرون أنك مختل كوسيط روحي قديم.

حسناً، الخبر الجيد هو : أنك لا تحتاج إلى أن تكون كتوم للغاية حول أحلامك النفسية. انها في الواقع ظاهرة موثقة جيدا تسمى باللغة الفرنسية (déjà rêvé) لكنها لا تعني أنك فعلاً تستطيع رؤية المستقبل.

هل هي حقيقة ؟ ام هي مجرد خيال ؟

بعض الاشخاص يعتبرون الكلمة الفرنسية (déjà rêvé) التي تعني (الشعور بأنك قد حلمت بظروفك الحالية من قبل) او كما تسمى (وهم سبق الحلم) معاكسة لكلمة (déjà vu) التي تعني (الشعور بأنك قد شاهدت ظروفك الحالية من قبل) او (وهم سبق الرؤية) .لكن بالنسبة لنا ، انها تبدو معاكسة لما يسمى بـ(الحلم الجلي) او (الحلم الواضح) ، وبشكل أساسي، هو الشعور الذي تحصل عليه عندما تكون في موقف في العالم الحقيقي الذي يجعلك تشعر بأنك حلمت من قبل أنك ستكون هناك ، أو أنك تنبأت بظروفك بطريقة ما. وليس بالضرورة أن تكون مسألة أنك قد حلمت بمحيطك الليلة الماضية ، أو حتى في الأسبوع الماضي.

بعض الأشخاص الذين جربوا هذه الحالة يشعرون بأن أحلامهم التنبؤية جاءت لهم منذ سنوات. لقد بينا مسبقاً كيفية قيام العلماء بتجربة (déjà vu – الشعور بأنك قد شاهدت ظروفك الحالية من قبل) على بعض المتطوعين في المختبر وأثبتوا أن هذا الشعور لا يمنحك بالفعل أي قدرات تنبوئية. وبالمثل ، لا يعني شعور (déjà rêvé) أنك حلمت حقاً بما تظن أنك حلمت به.

وفقاً لدراسة جديدة بحثت في التقارير الطبية لمرضى الصرع من عام 1958 إلى عام 2015 ، تكون تجارب حالة (déjà rêvé) شائعة بعد التحفيز الكهربائي للدماغ ، وهي طريقة علاجية قياسية جداً لأعراض الصرع.

وهذا يُشير الى ان الشعور الذي يراودك (بأنك حلمت مسبقاً بهذا الموقف) هو نتيجة حدوث شيء ما من الناحية الفسيولوجية في الدماغ ، وهذا بدوره يمكن ان يشير الى فهم افضل لكيفية حدوث الاحلام.

العلماء في وقتنا الحاضر على معرفة تامة بالكثير من الأشياء التي لم يعرفوها عن الأحلام – على سبيل المثال هل كنت تعرف انك تحلم أثناء (نوم حركة العين غير السريعة – None- Rapid Eye Movement sleep) ؟ ، وأي طريقة جديدة لاكتشاف كيف تعيش الأحلام في الدماغ يمكن أن تفتح مجموعة جديدة واسعة من الأبواب.

لا يقتصر الأمر على الشعور وكأنك حلمت بظروفك الحالية من قبل . بل أنه يتعلق بالشعور وكأنك تحلم في الوقت الحالي. في الواقع ، وصف المشاركون في الدراسة تجاربهم بثلاث طرق مختلفة ، والتي قام الباحثون بفهرستها إلى ثلاثة أنواع :

– عرضي : في كثير من الأحيان ، يمكن للناس الذين جربوا الظاهرة (déjà rêvé) من تحديد يوم دقيق أو تقريبي من حلمهم التنبوئي . حتى ان كان ذلك منذ فترة طويلة – نحن نتكلم عن أشهر أو حتى سنوات.

– حالة ادراكية: هؤلاء الناس جربوا نوع حالم و غامض من الذاكرة فيما يتعلق ب نبوءاتهم بانك ربما تدرك صباح اليوم التالي بعد الحلم. فيما إستحضرت ادمغتهم مشاهد غامضة وجزئية ، والتي تكرر ظروفهم الحالية التي يمرون بها.

– حالة منامية: لم يكن لدى المجموعة الاخيرة من المشاركين نفس تجربة الحلم المسترجع مثل الآخرين. في حين انهم شعروا ان التجربة نفسها كانت غريبة و غير حقيقية ( او حتى مرعبة).

اذا واجهتك هذه الظاهرة déjà rêvé فإعلم انه امر طبيعي تماماً. والشعور هو مجرد ميزة غير ضارة لدماغك.

وفقاً للعلماء، يمكن للقدرة على إثارة الشعور بتحفيز الدماغ الاجابة على كثير من الأسئلة المتعلقة بلاحلام.

وبحسب المؤلفون فإن: ” فهم السبب الذي يجعلنا نتذكر بعض الأحلام و فك تشفير المحتوى العقلي للأحلام هي تحديات كبيرة”، بالإظافة الى ان أثارة حالات الاحلام هذه ومن ثم تحليل الموجات الدماغية للأشخاص يمكن ان تكون طريقة جديدة لـ”فهم” هذه الاحلام.

ترجمة: Layla Mudher

تدقيق: Murtadha Raad

تصميم: Tabarek A. Abdulabbas

نشر: Mariam Ismail

المصدر : هنا