مفاجأة ! المجال المغناطيسي للشمس أقوى مما نعتقد.

أظهرت دراسات التوهج الشمسي شيئاً غير متوقع حول
الشمس، وهو ان مجالها المغناطيسي أقوى حتى مما تنبأ به العلماء.

كان قياس ذلك المجال المغناطيسي مع كل تلك المواد
التي تتفجر إلى الخارج باستمرار يعد عملاً صعباً جداً بسبب التشويش الذي يحدثه الغلاف
الجوي للأرض. لكن فريقاً بقيادة عالم الفيزياء الشمسية من جامعة آبريستويث (Aberystwyth University) في المملكة
المتحدة، دافيد كوريدزه (David Kuridze)،
كانوا محظوظاً حينما استطاعوا التقاط منظر أقوى توهج شمسي في العاشر من سبتمبر من العام
2017.

رصد الباحثون هذا التوهج باستخدام منظار شمسي سويدي
ك (swedish 1-meter solar telescope) يبلغ
قطر عدسته 1M في مرصد روكي دي
لوس موتشاتشوس (Roque de los muchachos observatory) في جزيرة لا بالما، احدى جزر الكناري. ويعد هذا المنظار قوياً جداً بحد
ذاته، ولكن مساحة الرؤية التي يوفرها تسمح للباحثين برصد 1% فقط من سطح الشمس في وقت
معين. ولحسن الحظ، كان فريق كورديزه يرصد في المكان الصحيح عندما حدث هذا الانفجار.

وهذا الحظ هو من سمح لهم بقياس قوة المجال المغناطيسي
لهذه التوهجات الموجودة في هالة الشمس أو في طبقتها الخارجية.

ان الشمس معروفة بنشاطها المغناطيسي، فهو يتضمن
انفجارات دورية تنبعث من سطح الشمس عندما تنحرف الخطوط المغناطيسية باستمرار مع دوران
الشمس حتى تتكسر. وترتبط هذه الانفجارات (التوهجات) بالانبعاثات الكتلية الاكليلية
والتي ترسل تدفقات من الجسيمات المشحونة الى الفضاء. وإذا إتجهت هذه الجسيمات نحو الأرض،
فبامكانها تعطيل أو تشويش الأقمار الصناعية أو التسبب بظاهرة الشفق القطبي (Aurora).

يُمكن ان تساعد هذه المستجدات العلماء على تحسين
فهمهم حول ما يحدث في الهالة الشمسية، وهي المنطقة الأكثر سخونة في الشمس والتي تكون
فوق طبقتها الخارجية وهي غير مرئية بالنسبة للبشر إلا اثناء ظاهرة الكسوف الكلي للشمس.
وقد تمت دراسة الهالة الشمسية عن طريق المركبة الفضائية التابعة لوكالة ناسا (NASA) وتدعى بـ”مسبار باركر” (Parker Solar Prope)،
وقد استطاعت هذه المركبة الاقتراب من الشمس اكثر من أي مركبة سبقتها.

قال كوريدزه في تصريح له :”كل شيء يحدث في غلاف الشمس الخارجي يكون بفعل المجال المغناطيسي، ولكننا لا نملك سوى القليل من القياسات حول قوته وخصائصه المكانية، هذه معطيات حاسمة، وهي الأكثر أهمية للعلماء في مجال الفيزياء الشمسية. فالأمر أشبه بمحاولة فهم مناخ الأرض من دون القدرة على قياس درجة الحرارة في بقع جغرافية متعددة”

ترجمــة : برير عبد الوهاب
تدقيــق : Jazmine A. Al-Kazzaz
تصميــم : Hussein Talib
نشــر : Abilta E Zeus

المصدر : هنا