كيف يعود الإستماع الى الموسيقى بالمنفعة على دماغك

لطالما قيل أن الموسيقى دواء العقل.
إن التطورات في علم الأعصاب وتصوير الدماغ تكشف عما يحدث في الدماغ لتثبت صحة هذا
الكلام.

أظهرت الدراسات أن الاستماع الى
الموسيقى يمكن ان يقلل من القلق والإكتئاب وضغط الدم والألم وكذلك يحسن من جودة
النوم والمزاج والذاكرة، كما يزيد بعض الوظائف الادراكية ويحسن قابلية التعلم
والادراك، ويمنع الآثار الناتجة عن شيخوخة الدماغ.

إن الموسيقى جيدة لدماغك لأنها
واحدة من نشاطات قليلة بأمكانها تحفيز دماغك بالكامل، لأن الموسيقى ترتكز هيكلياً
ورياضياً وبنيوياً على العلاقة بين نغمة وأُخرى، اذ إنها تمرين متكامل للدماغ.

حين تستمع الى الموسيقى، فأن ما
يحصل لجسدك اكثر من مجرد عملية سمعية بسيطة.

وجدت دراسة تصويرية اخيرة ان
الموسيقى نشطت مناطق الدماغ السمعية والحركية والحوفية، بغض النظر عما اذا كان
الناس يستمعون الى فيفالدي او بيتلس. أظهر بحث ان مناطق الدماغ الحركية تعالج
الايقاع والمناطق السمعية تعالج الصوت في حين ان المناطق الحوفية مرتبطة بالعواطف.

-الموسيقى تقلل من التوتر والكآبة.

برهن تحليل ميتا لـ٤٠٠ دراسة
الفوائد الصحية المتعددة للإستماع الى الموسيقى والتي من بينها خفض هرمونات التوتر
وكذلك خفض الكوليسترول. اظهرت إحدى الدراسات التي تم تحليلها ان المرضى الذين
يستمعون الى الموسيقى وهم على وشك الخضوع الى عملية جراحية لديهم مستويات قلق
وكوليسترول اقل من اولئك الذين يتناولون العقاقير. افضى التحليل الى ان الموسيقى
قد وثقت تأثيرات ايجابية على كيميائية الدماغ وما يرتبط بها من الفوائد الصحية
العقلية والجسدية في اربعة مجالات:

١- تحسين المزاج.

٢-خفض التوتر.

٣-تعزيز المناعة.

٤-تحسين الترابط الاجتماعي.

إن الاستماع الى الموسيقى يحفز
النواة المتكئة وهي المسؤولة عن انتاج الدوبامين وهو هرمون كيميائي عصبي مسؤول عن
الشعور الجيد، اذ يعد جزءاً تكاملياً يكافئ الدماغ بمشاعر السعادة

وكذلك جزءاً تكاملياً من النظم
التحفيزية، كما يلعب دوراً مهماً في التعلم.

ان مستويات الدوبامين المرتفعة تحسن
التركيز والمزاج والذاكرة وهو المادة الكيميائية المسؤولة عن مشاعر اللذة التي
تعتريك فور تذوقك الشوكولاتة، او عند الوصول الى النشوة الجنسية او تحقيق عداء
لنقطة عدو عالية.

يُظهر العلم ان الموسيقى يمكن ان
تساعد على تخفيف الاكتئاب وجعل الشخص اكثر تفاؤلاً كما تساعده في السيطرة على
حياته. هنالك دليل يقول بأن الاستماع الى الموسيقى يمكن ان يساعد في تخفيف الصدمة
في الدماغ.

ان عزف الموسيقى مع الآخرين او
الاستمتاع بالموسيقى الحية يؤدي الى تدفق هرمون الاكسيتوسين الذي يزيد مشاعر
التواصل والثقة والترابط الاجتماعي.

وجدت احدى الدراسات أن الاستماع الى
الموسيقى يخفف الالم المزمن بنسبة تصل الى ٢١٪؜ وكذلك يخفف من الاكتئاب بنسبة تصل
الى ٢٥٪؜، في حين اظهرت دراسات أُخرى أن العلاج بالموسيقى يخفف من اعراض الاكتئاب
على نحو ملحوظ.

-كيف تعزز الموسيقى الادراك.

للموسيقى القدرة على تعزيز وظائف عليا محددة للدماغ وبأمكانها فعلياً ان تجعلك اكثر ذكاءً.

لقد اظهر العلم أن الاستماع
للموسيقى يحسن مهارات القراءة والكتابة والتفكير والقدرات الرياضية.

في دراسة أجريت على اشخاص يستمعون
الى الموسيقى ويعزفونها بكثرة “الموسيقيين الماهرين” اظهرت الفحوصات ان
ادمغتهم اكثر تناسقاً، كما أن لادمغتهم مناطق اكبر مسؤولة عن السيطرة الحركية
والمعالجة السمعية والتنسيق المكاني، ولها اجسام ثفنية اكثر تطوراً.

والجسم الثفني هو مجموعة من الألياف
العصبية التي تربط جانبي الدماغ ببعض وتسمح لهما بالتواصل.

إن تعلم العزف على آلة موسيقية هو
احد افضل الاشياء التي بأمكانك فعلها لدماغك وفي اي عمر.

اظهرت احدى الدراسات أن اربع سنوات
فقط من دروس الموسيقى في الصغر حسنت وظائف دماغية معينة في اختبارات ٤٠ سنة
لاحقاً!

على أية حال، اذا كنت موسيقياً فأن
مجرد الاستماع الى الموسيقى بغرض الاستمتاع له تأثيرات ايجابية ايضاً.

ان المسنين الذين استمعوا لأنواع
محددة من الموسيقى ظهر لديهم ارتفاع في سرعة المعالجة وتحسن في الذاكرة العرضية.
بينما اظهرت دراسات أُخرى أن الاستماع الى خلفية موسيقية يمكن ان يزيد من
الانتاجية ويحسن الأداء الوظيفي والإبداع في بعض المهام.

لكن مع ذلك توخ الحذر، إذ ان نوع
الموسيقى والعمل مهمان هنا حيث ان بعض انواع الموسيقى كالموسيقى الشعبية التي
تصحبها كلمات، تطالب دماغك بأن يقوم بعدة مهام في آن واحد، يمكن ان تتعارض مع
استيعاب دماغك لما تقرؤه ومعالجته للمعلومات.. ومن الافضل ان تستمع الى هذا النوع
في وقت فراغك.

-الموسيقى تقوي الذاكرة.

أن الدماغ مرتبط بشكل وثيق بأتصال
الموسيقى بذاكرة المدى الطويل. وترتبط مناطق الدماغ المتخصصة بالصور التلقائية
الحيوية والذكريات العرضية والعواطف التي تتنشط بسماع الموسيقى المألوفة. وقد أظهر
الاستماع الى الموسيقى تحسناً كبيرا في عمل الذاكرة في البالغين الكبار.

حتى في الاشخاص المصابين بالزهايمر
،والذين يعانون من العته، فيمكن للموسيقى ان تتغلغل عميقا في الاستدعاء العاطفي.

كما يمكن للمفضلات الموسيقية
الشخصية غالبا ان تهدئ فوضى نشاط الدماغ وتتيح للمستمع التركيز على اللحظة الحالية
واستعادة الاتصال بالاخرين. وقد أظهر البحث أن النقاط على اختبارات الذاكرة لمرضى
الزهايمر تحسنت بعد الاستماع الى الموسيقى الكلاسيكية.

وقد اكد العلم ايضا ان من الممكن
استخدام الموسيقى لمساعدة الدماغ الشاب على حفظ المعلومة وتحسين التعلم.

-اعطاء الدماغ تعزيزاً موسيقياً.

اظهر البحث ان العلاج بالموسيقى
يمكن ان يحسن الصحة الخارجية لعدد واسع ومختلف من السكان، من الاطفال المولودين
حديثا والاطفال المصابين بالتوحد، ومتلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) او العجز عن التعلم التطوري، الى الاشخاص الذين من الصدمة
العاطفية، واصابات الدماغ، والاعاقات الجسدية، والالم الشديد المزمن، والاكتئاب،
ومرض باركنسون واكثر.

وقد سجل العلم مقياسا للتغيرات التي
تحدث في الدماغ الخاضع للعلاج بالموسيقى. ويمكن ان يتضمن العلاج بالموسيقى العمل
مع مدربين محترفين او اكمال تدريب تقدم ذاتي على برنامج شبكة الانترنت. يمكنك ايضا
ان تحقق منافع على حسابك الخاص بتقديم الموسيقى للاطفال.

قبل حوالي عقد من الزمان، جعلت
العلاج بالموسيقى من تقنيات الدماغ المتقدمة كجزء مكمل لأدوات اعادة التأهيل التي
استخدمتها للعلاج من اصابات الدماغ الجدية. وما زلت استمتع بالاستماع الى موسيقاهم
اليوم للأسترخاء وتسريع عمل ادويتي. الشركات مثل تقنيات الدماغ المتقدمة تسمح لأي
شخص بأستخدام الموسيقى بسهولة لتحسين ادمغتهم وحياتهم.

تقنية الدماغ المتقدمة ”
برنامج الاستماع ” برنامج صوتي يستخدم علم الموسيقى لتحسين كيفية الادراك،
والعمل، والاستجابة لكل معلومة حسية يتعامل معها الدماغ كل يوم.

لأكثر من عقد من الزمان، ساعد برنامج الاستماع مئات الالاف من الاطفال والبالغين الذين يعانون من صعوبات ادراكية، وسلوكية، وعاطفية. استخدم الناس برنامج الاستماع للتفكير، والكلام، والقراءة والكتابة بشكل افضل، والتحضير لأمتحانات القبول في الكلية والاحداث الرياضية، وتحسين الانتاجية، وتعلم لغات جديدة وآلات موسيقية، وببساطة للأسترخاء و النوم بشكل افضل.

ترجمة :
Samah Salah
Maysam Salih
تدقيق: Muhannad Hadi
تصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas
المصدر: هنا