إكتشاف حميم يُظهر أن الدلافين تشبهنا أكثر مما نظن

ُجريت العديد من المقارنات بين البشر والدلافين تلك الثدييات الملساء في البحر. وجد العلماء الآن نقطة تشابه أخرى بيننا وبين اشباهنا من الحيتانيات، وهي ان الدلافين، مثلنا، تكّون صداقات على أساس المصالح المتبادلة.

في حالة الدلفين الهندي في المحيط الهادئ (Tursiops aduncus) على وجه التحديد يميل افراد هذا النوع إلى التسكع مع الآخرين الذين يستخدمون نفس الأداة للبحث عن الطعام.

هذه الأداة هي حيوان اسفنج البحر. في مياه خليج القرش قبالة سواحل غرب أستراليا لوحظت الدلافين باستخدام الإسفنج مثل الكشتبان لحماية مناقيرها أثناء جمع الطعام مما يتيح لها الوصول إلى الطعام في قنوات مائية أعمق من الدلافين التي لا تستخدم الإسفنج.

هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي شوهد فيه هذا السلوك، وقد ووثق جيدًا في الإناث اللاتي يعتمدن الإسفنج على طول الخطوط الأمومية ويمررن الخدعة من الأم إلى الابنة كما أنها تميل إلى الارتباط مع دلافين اخرى تستخدم الاسفنج.

يبدو أن الذكور يستخدمون هذه التقنية أقل من الاناث بكثير. اعتقد العلماء أن هذا قد يكون لأن الإسفنج والذي يستهلك الكثير من الوقت ربما يضيع وقتًا عن السلوكيات الخاصة بالذكور البالغين مثل تكوين صداقات مع الدلافين الذكور الأخرى.

ولكن بعد دراسة شاملة حول استخدام الإسفنج بين الدلافين الذكور في خليج القرش اكتشف الباحثون أنه قد يكون هناك فائدة ويبدو أنها ميزة اجتماعية بعد كل شيء.

قال عالم الاحياء من جامعة برستل (the University of Bristol)، سايمون الين (Simon Allen):”البحث عن الطعام باستخدام الاسفنج امر يستهلك كثيراً من الوقت، لذلك يُعتقد ان هذه الوسيلة لا توافق احتياجات ذكور الدلافين في خليج القرش، وذلك لانها تستثمر الوقت لتشكيل تحالفات مع الذكور الاخرى،”

“تُشير هذه الدراسة ان ذكور هذه الدلافين، ومثل نظائرها من الاناث والبشر، تُشكل روابطها على اسي المصالح المشتركة.”

حلل الفريق مجموعة كاملة من البيانات التي جمعها من 124 ذكر من الدلافين في خليج القرش من سنة 2007 الى 2015، واشتملت على الصور الفوتوغرافية والوراثية والسلوكية. حددوا لاغراض الدراسة 37 دولفين من ضمن تلك المجموعة كان 13 منهم يستخدمون الاسفنج و24 لا يستخدمونه.

وجد الباحثون ان الدلافين التي تستخدم الاسفنج تقضي وقتاً اكبر مع اقرانها التي تستخدم الاسفنج مما تقضيه مع تلك التي لا تستخدمه، وليس من السهل نسب هذه العلاقة الى عوامل اخرى. مثلاً، مدى ارتباط ذكرين من الدلافين ليس له اي تأثير هام على الوقت الذي يقضيانه معاً.

لكن مصالحهم المشتركة باستخدام الاسفنج لها تأثير كبير. على الرغم من ان مستخدمي الاسفنج قضوا وقتاً اطول بمفردهم، عندما شوهدوا مع ذكور اخرين، لكن ليس اكثر مما يقضوه مع مستخدمي الاسفنج الاخرين.

هذا يشير الى ان التكلفة المرتبطة في استخدام الاسفنج للذكور تعوض في فوائد العلاقات القوية بين الدلافين.

قالت عالمة الاحياء البحرية من جامعة زيورخ (the University of Zurich)، مانويلا بيزوزيرو (Manuela Bizzozzero) :”يُظهر عالم ذكور الدلافين في هذا الخليج نظاماً اجتماعياً رائعاً في تشكيل التحالفات،”

“يمكن ان تستمر هذه الروابط القوية بين الذكور لعقود وهي مهمة وحاسمة في نجاح التزاوج لكل ذكر. كنا متحمسين للغاية لاكتشاف مجاميع الدلافين التي تستخدم الاسفنج، والتي تشكل صداقات وثيقة مع اقرانها بسمات مماثلة.”

ترجمـة وتصميــم: Hussein Al-Noaimie
تدقيق ونشــر: Jazmine A. Al-Kazzaz
المصــدر: هنــــا