كيف تكونان صديقين فحسب بعد الإنفصال

“أود أن نكون أصدقاء،لكن أحتاج إلى بعض المساحة أولاً.”
يوجد سبب وراء قول الكثير منا لهذه الكلمات أو ما يشابهها.

-إن الحصول على بعض المساحة بعد الإنفصال أمر مهم عادةً.

وفي حين أنه لا يوجد إطار زمني محدد لتجاوز مرحلة الإنفصال-لأن عملية التعافي تختلف من شخص لآخر بإختلاف الظروف-فأن شيء واحد بالغ التأكيد :
لا يمكن إطفاء وتشغيل المشاعر الرومانسية ببساطة مثل إطفاء وتشغيل المفتاح الكهربائي للضوء.
لذا إذا أراد شخص ما حقاً بناء صداقة بعد الإنفصال – على أساس التفضيل وليس الحاجة – سيكون من الحكمة عدم إستعجال الأمور.
يحتاج الطرفان كلاهما وقتاً للتعامل مع مسألة الإنفصال، وأن يتعايشا مع العزوبية (ويفضل في هذا الوقت الإمتناع عن المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية وغيرها للسؤال عن حال الآخر).
سيحتاج الطرفان في معظم الأحيان إلى وقت للتعامل مع المشاعر التي عصفت بهما جراء الإنفصال والى إحترامها وإطلاقها بأمان.
وبما أن المشاكل التي قادت الطرفين إلى الإنفصال لن تُحل الآن فجأة، وبما أنهما إختارا أن يكونا صديقين، فمن المهم أن يتعلما من تجربة الإنفصال حتى يكون بإمكانها التصرف على نحوٍ مختلف في إطار علاقة الصداقة. (وهذا الأمر من المهم تعلمه من أجل العلاقات الرومانسية المستقبلية وإلا فأن العوامل ذاتها التي أدت إلى الإنفصال يمكن أن تحدث مجدداً بطريقة مختلفة).

-الطريقة الحكيمة لإستغلال “فترة الإنفصال” وإطلاق المشاعر بأمان.

قد يكون من المفيد أن تبدأ مرحلة تعافيك بكتابة ماهية شعورك عن الإنفصال، بكل سلاسة وحرية ودون تعديل.
يمكن أن يكون هذا النوع من العبارات أو شيئاً ما مشابهاً لها محفز جيد للبدأ :
*حينما أفكر بالأمور التي أدت إلى الإنفصال،أشعر…
*أكثر ما أشتاق إليه في علاقتنا هو…
*أشعر بوحدة كبيرة ولست متأكداً من أنني س…
حاول أن تسمح لنفسك بأن تعبر عنك بحرية، وإستخدم مقدار ما تريد من الورق والكثير من المناديل الورقية أيضاً!
وعندما تنتهي من الكتابة يمكنك قراءة ما كتبت بصوتٍ عالٍ ثم تمزيقه.
قد تود في تلك الأثناء أن تسأل نفسك :
-كيف أشعر الآن؟
ربما ترغب بعد ذلك بكتابة المزيد،سامحاً لنفسك بعدم التراجع.
إذا أظهرت مشاعر قوية من الحزن والغضب و/أو الخوف، فأن من الحكمة أن تحترم وتقدر تلك المشاعر وأن تطلقها بأمان في خصوصية.
-هنا أمثلة لما وجده البعض مفيداً لإطلاق المشاعر:
الغضب: ضرب وسادة ما والتحدث عما يغضبهم.
الخوف: الصراخ في وسادة (تخفت الصوت).
الحزن: الكثير من البكاء (يمكن أن يساعد على التعافي بسرعة).
-قد يثير الإنفصال المشاعر المكبوتة التي يمكن أن نكون قد شعرنا بها في علاقاتنا السابقة كأطفال والمشاعر المرتبطة بآلام وخسارات الماضي.
قد يعني هذا أننا في حالتنا الحساسة الحالية يمكن أن نشعر بأن خسارتنا الحالية إضافةً إلى خسارات الماضي اجتمعت كلها معاً بشكل خسارة واحد كبرى. ويمكن أن يفسر هذا سبب الشعور بضخامة الأمور.
ولكن من غير المحتمل أن يستمر هذا الشعور للأبد طالما غمرنا أنفسنا بما فيها مشاعرنا وعقلنا وجسدنا برعاية ملؤها الحب و الإحترام.
كما أن منح أنفسنا التشجيع والحب يمكن أن يساعد كثيراً على التعافي.
وللمضي قدماً في تحقيق ذلك، وجد بعض الناس هذا التمرين مفيداً جداً : تظاهروا بأنهم يهاتفون صديقهم المفضل أو والدتهم أو أي شخص آخر يؤمنون به ويكونون على سجيتهم معه.
وسألوا أنفسهم : ماذا كان سيقول ذلك الشخص ليخفف عني ويريحني؟
ثم قالوا هذه الكلمات (التي كان ليقولها اولئك الأشخاص) بصوتٍ عالٍ (في خصوصية)، ومنحوا أنفسهم بعض الحب وغمروها بحضن. ثم كرروا تلك الكلمات في بعض الأوقات وتنفسوا بعمق حتى شعروا بأنهم أهدأ وأقوى.
شعر بعضهم بعد الإطلاق الآمن للمشاعر والتي ظهرت عند قيامهم بذلك التمرين بأنهم أكثر جهوزية وراحة مع فكرة أن يكونوا أصدقاء مع شريكهم السابق.
لكن ذلك فقط في حال كان الوقت مناسباً (والذي يعني :حينما يشعر طرفا العلاقة السابقة بأنهما جاهزان للقيام بتلك الخطوة.).
كما ستحتاج الصداقة إلى وقتٍ حتى تتطور بنحوٍ طبيعي. ومن الأفضل أن لا تحاول حدوثها وأن تترك الأمور مكشوفة مع الإحترام المتبادل.

 

المصدر: هنا

ترجمة: Samah Salah
تدقيق: Lamiaa Alaidee
تصميم:Kuhafa Yasin
نشر: Abilta E Zeus