إكتشاف قوى جديدة لتعديل الجينات في الحبار

 

الكشف عن قوة خارقة أخرى في الحبار، حيث اكتشف العلماء أن الحبار قادر على تعديل التعليمات الوراثية الخاصة به ليس داخل نواة الخلايا العصبية فقط، ولكن أيضًا داخل محورها العصبي الطويل والرقيق الذي ينقل النبضات الكهربائية إلى الخلايا العصبية الأخرى. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ملاحظة تطبيقات المعلومات الوراثية خارج نواة خلية الحيوان.

نُشرت الدراسة، التي قادتها إيزابيل فاليسيلو فيجو وجوشوا روزنتال في المختبر البيولوجي البحري في وودز هول، هذا الأسبوع في أبحاث الأحماض النووية.

يُعتبر هذا الاكتشاف ضربة أخرى “للعقيدة المركزية” للبيولوجيا الجزيئية، والتي تنص على أن المعلومات الوراثية يتم تمريرها بأمانة من الحمض النووي إلى الحمض النووي الريبي الناقل والذي يؤدي بدوره الى تصنيع البروتينات. في عام ٢٠١٥، اكتشف روزنتال وزملاؤه أن الحبار قادر على تحرير تعليمات الحمض النووي الريبي RNA إلى درجة أكبر مما يمكن للبشر القيام به، ما يسمح له بضبط نوع البروتينات التي سيتم إنتاجها في الجهاز العصبي.

يوضّح روزنتال؛ الباحث الرئيسي في هذه الدراسة: اعتقدنا أن أي تعديل للحمض النووي الريبي يحدث داخل النواة، ومن ثم يتم تصدير الحمض النووي الريبي الناقل المعدّل إلى الخلية. الآن تبيّن لنا أن الحبار يمكن أن يعدّل الاحماض النووية الريبية في محيط الخلية. وهذا يعني، نظريًا، أنها يمكن أن تعدل وظيفة البروتين لتلبية المطالب المترجمة للخلية. وهذا يعطيها الكثير من الحرية لتكييف المعلومات الوراثية، حسب الحاجة. وأظهرت الدراسة أيضًا أن تعديل الحمض النووي الريبي الناقل في محور الخلية العصبية يتم بمعدلات أعلى بكثير مما في النواة.

في البشر، يرتبط ضعف الليف العصبي بالعديد من الاضطرابات العصبية. يمكن لنتائج هذه الدراسة تسريع جهود شركات التكنولوجيا الحيوية التي تسعى إلى تسخير هذه العملية الطبيعية لتعديل الحمض النووي الريبي فيهم لأغراض علاجية.

تعاون علماء من جامعة تل أبيب وجامعة كولورادو في دنفر مع علماء شركة MBL في هذه الدراسة. في السابق، أظهر روزنتال وزملاؤه أن الأخطبوط والحبار يعتمدان بشكل كبير على تعديل الحمض النووي الريبي الناقل لتنويع البروتينات التي يمكن أن ينتجاها في الجهاز العصبي. من المعروف عن هذه الحيوانات بالإضافة الى الحبار أن لها سلوكيات متطورة مقارنة باللافقاريات الأخرى.

 

 

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق وتعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم

المصدر: هنا