التعامل مع إحساس الحيوان بصورة جدية

 

هل تشعر الحيوانات؟ يتحدث ستيفن هارناد في هذه المقابلة عن معركته بالدفاع عن حقوق الحيوان.

في أواخر سنة 2015، تأسست مجلة جديدة كرّست نفسها للتحقيق في إحساس الحيوانات: أي قدرة الحيوانات على تجربة حالات ذاتية مثل المتعة أو الألم. عنوانها الرسمي: الإحساس الحيواني.

فيما يلي جزء مما دار في المقابلة مع الدكتور ستيفن هارناد (Stevan Harnad) مؤسس المجلة.

والتر فيت (Walter Veit): كيف أصبحت شخصياً مهتماً بأحساس الحيوان ورفاهيته؟

ستيفان هارناد: لقد كنت نباتياً منذ سن 17 وقلقاً بشأن رعاية الحيوان طوال حياتي، ولكن نباتياً صرفاً فقط منذ سن 65 (وهو شيء أشعر بالخجل الشديد والأبدي منه).

الإحساس يعني القدرة على الشعور. والقدرة على الشعور يعني أن تكون قادر على الإحساس بالأذى. كلنا نعرف شعور الأذى، يمكن للبشر أن يصفوا ما يشعرون به، من خلال اللغة. يمكن للحيوانات غير البشرية التواصل بطرق عديدة، ولكن ليس باللغة، لذلك لا يمكنها أن تخبرنا شفهياً ما إذا كانت تشعر وما تشعر به. دراسة سلوك الحيوانات، وبيئتها، وتطورها يمكن أن يساعدنا على إستنتاج، وبشكل غير مباشر، ما إذا كانوا يشعرون وما الذي يشعرون به. (دراسة أدمغتهم يمكن أن تساعد أيضاً، ولكن هذا أكثر إشكالية بكثير، لأنه قد ينطوي على إيذاءهم – على الرغم من أن هناك الآن أساليب جديدة غير عدوانية ومؤذية لها.”

معرفة ما إذا كان يشعر الآخرون وما يشعرون به يسمى “مشكلة العقول الأخرى” وهي مشكلة فلسفية، إذا كنا نسعى إلى اليقين بدلاً من الإحتمالية كما هو الحال في بقية العلوم، لأن المشاعر الوحيدة التي يمكننا ملاحظتها على وجه اليقين هي مشاعرنا. أما في مشكلة العقول الأخرى، لا يمكننا إلا أن نلاحظ ما يفعلونه (بما في ذلك ما يقولون) وما تفعله أدمغتهم.

أما مع الحيوانات، فإنها قصة أخرى؛ مسألة إحتمالية، ولكن هذه الإحتمالية تتناقص مع بُعد المسافة الجسدية والسلوكية والعصبية والنباتية عنا نحن البشر. إن الإحساس بالألم والمعاناة ضروري جداً علمياً وبيولوجياً وثقافياً وكذلك من المهم جداً معرفة ما يمكن أن تفعله الأنواع الأخرى وتفكّر وتشعر به.

والتر فيت: أين ترى تقدم مجال الدراسات في الإحساس الحيواني بعد 10 سنوات؟

ستيفن هارناد: بالتأكيد سنعرف الكثير خلال 10 سنوات، وأتمنى أن نضعه حيّز التطبيق. وأتمنى أن يأخذ المجتمع الذي يدعو لحقوق الحيوانات خطوة فعّالة للمساهمة بدعم هذا المجال فنحن نعلم الكثير عن الثدييات والطيور لكننا لانضع مانعرفه حيّز التطبيق. حيث أن المقدرة العقلية هي الحد الحساس الذي لم يقترب إليه العلم إلى الآن.

والتر فيت: لنأمل ذلك! في غضون هذا، قال أندرو [في مقابلة الموازية] أنك كنت “تقاتل في الكيبيك (مقاطعة في كندا) مع الحكومة الذين أدرجوا صياغة جدلية عن إحساس الحيوان في قانون صدر مؤخراً.” هل يمكن أن تخبرنا المزيد عن جهودكم فيما يخص هذا؟

ستيفان هارناد: ربما صياغة أفضل “أعلمتهم وقدمت المشورة” بدلاً عن “تقاتلت معهم”. في سنة 2015، اعتمدت الكيبيك قانوناً جديداً أقرت بموجبه أن الحيوانات لم تعد مجرد ممتلكات مادية: فهي كائنات واعية لها ضرورياتها البيولوجية الخاصة. وهو بداية ممتازة في كندا ومن الواجب أن يتبناها بقية العالم.

– سيرة ذاتية مختصرة:

ستيفان هارناد هو أستاذ العلوم المعرفية في جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) وجامعة ماكغيل، وأستاذ فخري للعلوم المعرفية في جامعة ساوثهامبتون. وهو عالم معرفي مجري المولد، وبحثه هو على التعلم الفئوي، وتطور اللغة، والوعي. في سنة 1978، أسس مجلة علوم السلوك والدماغ، وهي مجلة خاضعة لمراجعة الأقران، وظل محررا حتى سنة 2002. منذ سنة 2016 الى الآن، كان هارناد محرر مجلة الإحساس الحيواني (Animal Sentience)، التي أطلقها في سنة 2015 معهد العلوم والسياسات التابع لجمعية الرفق بالحيوان في الولايات المتحدة.

 

المصدر: هنا

 

ترجمة: زينب عبد الكريم
تدقيق: ياسمين القزاز
تصميم: علي هشام