نكهة الفانيليا المفضلة تُصنع من نفايات الأخشاب المعالجة

 

طور علماء في جامعة ماينتس (JGUM) في المانيا طريقة جديدة ومستدامة لإستخراج عنصر نكهة الفانيليا من اللجنين وهو عنصر من العناصر المكونة للخشب. تتراكم كميات كبيرة من مخلفات اللجنين خلال عملية إنتاج اللب، وهي مادة خام لصنع الورق. ويصور العلماء خطوات العملية بإذابة اللجنين في الصودا الكاوية وتسخين هذا الخليط إلى 160 درجة مئوية في خلية التحليل الكهربائي البسيطة مع أقطاب النيكل التي يُطبق عليها التيار. يؤدي كل مما سبق إلى عملية تأكسد وتحلل اللجنين لإنتاج فانيليا بجودة عالية وإحتوائها على مادة كيميائية قليلة، وهنا يمكن رسميا الإعلان على أنها فانيليا طبيعية.

قال الأستاذ البروفيسور سيجفريد والدفوجيل (Siegfried Waldvogel) والمنسق في (SuslnnoScience) (إختيار الكيمياء المستدامة كمفتاح للإبتكار في العلوم الموفرة للموارد في الأنثروبوسين) في جامعة (JGU) حيث تم تطوير المشروع “بعد سنوات من البحوث المكثفة، حققنا تطور حقيقي.” حتى الأن، تُصنع غالباً الفانيليا من البترول، وهي عملية تختلف عن الطريقة الجديدة، فتلك تُنتج نفايات سامة من الصعب التخلص منها. في الواقع هنالك أساساً طريقة لإنتاج الفانيليا من اللجنين. يقول(والدفوجيل) بالرغم من ذلك فأنها عملية مكلفة جداً، لأنها في الأساس تتطلب إستخدام النحاس. إضافةً لذلك، يمكن معالجة كمية صغيرة فقط من تيار نفايات اللجنين من إنتاج اللب بإستخدام هذه الطريقة.

أما من ناحية الجودة، تعد الفانيليا أهم عنصر ذا نكهة ورائحة زكية في العالم. تستخدم عشرات الآلاف من الأطنان سنوياً في إنتاج المواد الغذائية ومستحضرات التجميل وكذلك تدخل في تركيب الأدوية. من ناحية أخرى، تُلد أكثر من ١٠٠مليون طن سنوياً من اللجنين كمخلفات في عملية إنتاج اللب، وتُستغل لاحقاً حرارياً وبشكلٍ أساسي. قال (والدفوجيل) “لأن طريقتنا فيها عائد من الفانيليا يُقدر بحوالي أربعة في المائة من اللجنين المستخدم، فهذا نظرياً يمكن أن يُلبي الطلب العالمي على الفانيليا بسهولة كبيرة. وهو مقتنع بأن الطريقة الجديدة أفضل بكثير من الطرق السابقة لإستخلاص الفانيليا، ليس فقط لأنها لا تُنتج مخلفات سامة- وإنما هي أنجح من الناحية التجارية- وهو بالفعل في مناقشات مع شركات الأعمال المعنية. وكجزء من مشروع (ليبرت) الممول من الأتحاد الأوروبي، حتى الأن ، أُستخدمت هذه الطريقة في المختبر فقط، وستُختبر على نطاق صناعي. وحالياً يتم بناء مصنع تجريبي لهذا الغرض بالذات في معهد الأبحاث النرويجي (SINTEF) والذي يتعاون مع (JGU). يريد (والدفوجيل)، إضافة لذلك، تحديد ما إذا كانت الطريقة الجديدة يمكن تحسينها أكثر وذلك بإنتاج الفانيليا ليس فقط من اللجنين النقي، وإنما مباشرةً من ما يسمى السائل الأسود، وهو منتج ثانوي لمعالجة الخشب في مصانع اللب وهو يحتوي أيضاً على اللجنين.

المصدر: هنا

ترجمــة: إيناس خالد
تدقيــق: ياسمين القزاز
تعديل الصورة ونشر: Abilta E Zeus