احتمالية تآكل الحاويات التي تخطط الولايات المتحدة لاستخدامها في تخزين النفايات النووية

من المُحتمل تآكل تلك الحاويات الفولاذية التي سبق وقد خططت الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدامها في تخزين المخلفات النووية الخطرة تحت الأرض!

في الولايات المتحدة الأمريكية،هناك ملايين اللترات من المخلفات المشعة والناتجة من برنامجها الخاص بالأسلحة النووية حيث تُخزن في وحدات مؤقتة في انحاء البلاد.
حيث أن خطة الحكومة للتخلص من هذه المادة وبشكل قطعي هي من خلال خلط (مزج) تلك المخلفات المشعة داخل الزجاج أو السيراميك واحكام خزنها في حاويات من الفولاذ المقاوم للصدأ ومن ثم طمرها في أعماق الارض.
كما وكان من المقترح أن يُبنى مكب للنفايات النووية تحت جبل يوكا (Yucca Mountain) في نيڤادا إلا أن المعارضة المحلية حالت دون انشاء هذا المشروع!
أما الآن، فهناك أبحاث مختبرية جديدة تكشف عن وجود مشكلة اخرى في المخطط وهذا ماتحدث حوله باحثون على الانترنيت في ٢٧ كانون الثاني في ( Natural Material) وهو عندما تتعرض إحدى الحاويات الفولاذية التي تحتوي بداخلها على المخلفات النووية للمياه الجوفية فأن التفاعلات الكيميائية بين تلك الحاوية الفولاذية المقاومة للصدأ ومحتوياتها من الزجاج أو السيراميك مما يؤدي ذلك إلى تأكسد المواد أسرع بقليل من المتوقع وهذا التأكسد بطبيعته يؤدي الى خطورة تفشي المخلفات المشعة المخزونة في الحاوية!

كما وقد اكتشف (Xiaolei Guo) – وهو عالم في المواد في جامعة ولاية اوهايو في كولومبس – هو ومجموعة من رفاقه في العمل هذه المشكلة بالضغط على قطع من الفولاذ المقاوم للصدأ على الزجاج أو السيراميك وغمر المواد في محلول ملحي وهو بطبيعة الحال يشبه التعرض للمياه الجوفية.
وعندما تسربت المياه الى الحدود بين الفولاذ المقاوم للصدأ والسيراميك أو الزجاج مما أدى إلى انبعاث (تحرير) كل من مادتي الحديد ثنائي وثلاثي التكافؤ من الفولاذ بالإضافة إلى مكونات اخرى والتي بدورها قامت بتكوين بيئة حمضية على سطح المعدن حيث تسببت تلك الحموضة بتلف السيراميك أو الزجاج المقاوم لها!
كما وأفصح William Ebert – وهو باحث في المواد الكيميائية في( Argonne National Laboratory in Lemont lll) عن رأيه على الرغم من عدم مشاركته في البحث حيث قال: “يُعد التعرض للمياه شيئاً حتمياً أثناء دفن النفايات النووية”.
وبعد هذا كله، فأنه من المفترض أن يكون مكب المخلفات النووية الموجود تحت الارض له القابلية في أن يخزن المخلفات على نحوٍ آمن لآلاف السنين.
كما وأبدى (Ebert) تحذيره بخصوص أن غمر المعدن والزجاج أو السيراميك في المياه المالحة في المختبر يختلف تماماً عن كمية المياه الجوفية التي يمكن أن تتسرب الى اسطوانة فولاذية ولذلك فأنه من غير الواضح تماماً إلى أي مدى ستُعرض عملية التآكل التي حُددت حديثاً المخلفات المدفونة للخطر!
كما وبدأ (Guo) وزملاءه في العمل على اكتشاف مواد من أجل تغليف داخل تلك الحاويات الفولاذية والتي بإمكانها أن تكون بمثابة حاجز بين المكونات المعدنية والسيراميك أو الزجاج تحسباً.

 

 

 

ترجمة: إيناس خالد
تدقيق: حوراء جميل باقر

تصميم ونشر: تبارك عبد العظيم

المصدر: هنا