هل هناك أيُّ إيجابيات للعمل عن بُعد الناجم عن الجائحة؟

 

تسبَّب وباء COVID-19 في انتقال العديد من الأعمال التجارية في الولايات المتحدة وحول العالم إلى العمل عن بُعد، وكان على الفِرق أن تنتقل بسرعة من العمل المُباشر في المكاتب إلى اجتماعات منصَّة Zoom (أو أيٍّ من المنصَّات الافتراضية الأخرى) وتنسيق الأنشطة عبر الإنترنت.
بعد أشهرٍ عديدةٍ من ذلك، الآن نسمع باستمرار عن “إجهاد منصَّة Zoom”، وعن كيف أنَّ العمال يتعرَّضون للضغط جرَّاءَ العمل عن بُعد (ناهيك عن تحوُّلهم إلى مجانين بسبب الحجر الصحِّي).
ولكِن هل هناك دروسٌ إيجابية يمكن أن نستمدَّها من الانتقال إلى العمل عن بُعد والاجتماعات الافتراضية؟
لقد عقدنا مؤخَّرًا اجتماعًا افتراضيًا -بالطبع- للمجلس الاستشاريّ لمعهد القيادة لدينا، وضمَّ الاجتماع لجنةً من القادة التنفيذيين البارزين لمواجهة تحدّيات جائحة COVID-19.
فيما يلي 5 إيجابيات مرتبطة بالعمل عن بُعد الناجم عن الجائحة:
1. تقييم جودة فريق العمل: كما قال أحد المسؤولين التنفيذيّين: “ستعرف أنَّك في فريقٍ جيّد إذا تعاون الناس معًا خلال الأوقات العصيبة.” يمكنُ النظر إلى هذا الوباء على أنَّه اختبار لفِرق العمل، حيثُ تمكَّنت فِرق ذات إمكانات عالية من مواجهة تحدّيات العمل والاجتماعات عن بُعد وإنجاحها، في حين واجهت بعض الفِرق وقتًا عصيبًا جدًا، أو لم تكن قادرة على التكيُّف، وربَّما كان لذلك علاقة بالمشاكل الأساسية مع الفريق وديناميكياته أكثر من علاقته بالأزمة المباشرة التي أحدثها الوباء.
2. فرصة للابتكار: أتاح التحدي المتمثِّل في الاضطرار إلى العمل الجماعي أثناء التشتُّت والحجر المنزليّ الفرصة لبعض الفِرق لتجربة طرق جديدة لإنجاز العمل، فبالنسبةِ لبعض المهام التي كانت تتمُّ في اجتماعاتٍ جماعية طويلة، تمَّ الآن إنجازها بشكلٍ فرديّ، أو في أزواج حيثُ يتمّ الاتصال إلكترونيًا. وبالطبع، أُتيحت الفرصة لكلّ فرد لرفع مستوى مهاراته في مجال التواصل عن بُعد، وتطوير طرق مبتكرة لتبادل المعلومات.
3. فرصة للتعرُّف على زملاء العمل بشكلٍ أفضل: في العديد من الشركات سريعة الوتيرة والخُطى، هناك القليل من الوقت لمعرفة الكثير عن زملاء العمل باستثناء ما أظهروه أو تحدَّثوا عنه في المكتب. رؤية أعضاء الفريق عبر الفيديو في منازلهم، والتعامل مع قضايا رعاية الأطفال (أو رعاية الحيوانات الأليفة)، والاحتكاك بأماكن المعيشة والإقامة الخاصَّة بهم قد أدّى بنا إلى معرفة المزيد عن حياة زملائنا خارج إطار العمل.
4. فرصة للتمهُّل: عدم القدرة على السفر للاجتماعات جعل أحد المسؤولين التنفيذيين يقول: “أنا لستُ على متن طائرةٍ طوالَ اليوم بعد الآن”. هذا في حدِّ ذاته يسمح بمزيدٍ من الوقت للعمل، وأيضًا للاسترخاء.
شجَّعت بعض الشركات الموظفين على أخذ وقتٍ لعطلةٍ تحفيزية، وسمح هذا لبعض العمّال بأخذ استراحة (حتى لو كانت إجازةً محليَّة).
بالطبع، هناك خطر يتمثَّل في أنَّ العمل عن بُعد قد يزيد بالفعل من الوقت الذي تقضيه في العمل والوظيفة؛ لأنَّه يُمكِّنك من العمل من أيّ مكان، حتى من الشاطئ إذا كانت هناك شبكة إنترنت!
5. التفكير في المستقبل: أخيرًا، قال العديد من قادة الشركات أنَّ الوباء والانتقال إلى العمل الافتراضي دفعهم إلى التفكير في أساليب الفريق في المستقبل، هل سيكون هناك سفرٌ أقلّ للعمل المباشر وجهًا لوجه؟ العمل الذي يمكن القيام به عن بُعد والذي يتطلَّب تفاعلًا حيًّا في نفس الموقع.
بطبيعة الحال، تسبَّب الوباء في ارتفاع معدلات البطالة، وكان كارثةً ماليّةً للعديد من الأفراد والأُسر.
لكن بعد كلِّ شيء، الأمل معقود على أن نتمكَّن من استخلاص دروس إيجابية حتّى من هذا الاضطراب الذي لا يمكن تجنُّبه.
ترجمة: فاطمة محمد
تدقيق: فاطمة الزهراء جبار
تعديل الصورة: فرات جمال

المصدر: هنا