عباءات الاختفاء لم تعد مجرد خيال علمي

لقد كانت تقنية التخفي قوة عظمى مرغوبة للغاية في مجالات الخيال العلمي، ويبدو أنه يمكننا بالفعل وضع أيدينا على عباءة التخفي في المستقبل القريب. العلماء والشركات الخاصة يعملون بالفعل على هذه التكنولوجيا. ومع ذلك، فإن الطريق إلى انشائها ليس مباشرًا كما تعتقد.
هناك العديد من الطرق المختلفة لجعل شيء غير مرئي، سيحتاج جهاز الإخفاء إلى إيجاد طريقة لثني الضوء حول شخص أو كائن من جميع الاتجاهات.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ابتكر فريق من الباحثين من جامعة طوكيو نظام تمويه بصري يجعل أي شخص يرتدي مادة عاكسة فريدة يبدو وكأنه يختفي. ظهرت إصدارات متعددة من التكنولوجيا منذ ذلك الحين، مع تقدم كل عملية تسليم. تم استخدام نسخة مماثلة، وإن كانت خيالية، من التكنولوجيا في فلم (Mission Impossible’s Ghost Protocol).
ومع ذلك، فإن مفتاح إنشاء عباءة إخفاء حقيقية قد يتمحور حول المواد الخارقة. وهي مركبات معدنية عازلة تمت هندستها على مقياس النانو. يعمل الهيكل المركب كمصفوفة من الذرات الاصطناعية، مما يسمح للإشعاع الكهرومغناطيسي بالمرور بحرية حول الجسم. تقوم المادة الخارقة بتوجيه الضوء حول الكائن الذي تقوم بتغطيته لخلق الوهم بأن الكائن غير موجود على الإطلاق.
لقد جاءت بعض أكثر تقنيات الاختفاء العملية من شركة (HyperStealth Biotechnology) حيث تصدرت شركة التمويه الكندية عناوين الصحف بعد الكشف عن النسخة الخاصة بها لتكنولوجيا الاختفاء. ويتم تطوير النموذج الأولي الحاصل على براءة اختراع، والذي يطلق عليه اسم (Quantum Stealth)، للجيش.
يمكن استخدام الـ (Quantum Stealth) لإخفاء العسكريين والمعدات مثل الدبابات والطائرات النفاثة في القتال. ومع ذلك، هذه مجرد البداية. لا يمكن لعباءة الاختفاء إخفاء أو تشويه الأشياء عن المتفرجين فحسب، بل يمكنها إخفاء هذه الأشياء عن أجهزة التصوير بالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية. كل هذا ممكن بفضل ما يسمى بالعدسة العدسية.
العدسة العدسية عبارة عن لوح مموج تتكون كل حافة بها من عدسة منحنية للخارج تكسر الضوء وفقًا لزاوية الرؤية.
في الـ(Quantum Stealth) تترتب طبقات من العدسات العدسية لإنشاء “نقاط ميتة” على مسافات معينة خلف المادة. عند النظر إليها من الأمام، فإن الكائن الموجود خلف المادة غير مرئي. هذا يخلق وهم الخفاء.
قد لا تقدم العباءة إخفاء كامل؛ ومع ذلك، فإنه لا يزال يشوه الكائنات ويخفيها جيدًا بما يكفي بحيث يصعب تمييز تفاصيل الكائن. لا يزال لدينا طرق نقطعها قبل إنشاء “عباءة الاختفاء” الخاصة بنا، لكن الإمكانية التكنولوجية موجودة. التحدي الأكبر الذي يواجه تطوير جهاز عملي للاخفاء هو القدرة على إخفاء نطاق واسع من الأطوال الموجية.
ولكن إذا كان من الممكن التغلب على هذا، فلن يكون لجهاز الإخفاء تطبيقات عسكرية فحسب، ولكن البحث في تقنية الاحفاء يمكن أن يساعدنا في تطوير تقنيات افضل للألواح الشمسية والـ(LiDar). وفقًا للرئيس التنفيذي للشركة يمكن للمواد المستخدمة في تقنية الاختفاء أن تضاعف إنتاج الطاقة للألواح الشمسية بمقدار ثلاثة أضعاف إنتاجها الحالي، نظرًا لمساحة السطح العاكسة الكبيرة.
ترجمة: حسن خنجر
المصدر: هنا