دراسة: الخرف المُبكِّر مرتبط بفقدان الشعور بالسعادة والمُتعة

أظهرت دراسة حديثة لأول مرة كيف ترتبط بعض أشكال الخرف المبكر بفقدان المتعة بسبب خسارة “البؤر التلذذية”، والتي هي مناطق في الدماغ مسؤولة عن المتعة.
يُعرف غياب المتعة باسم “أنهيدونيا” أو “انعدام التلذذ”، وهو من الأعراض الشائعة لبعض الاضطرابات العقلية كالاكتئاب والوسواس القهري. مَن يعانون من الأنهيدونيا لا يمكنهم الشعور بمشاعر كالرضا والإثارة عند تحقيق هدفٍ ما أو التواصل مع أحبائهم.
غالبًا ما يتم الخلط بين الخرف المبكر والاكتئاب، لذا قرر باحثون من جامعة سيدني وجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا دراسة العلاقة بين الأنهيدونيا وأنواع من الخرف.
يقول عالم الأعصاب مورين آيرش: “غالبًا ما نعتبر قدرتنا على الشعور بالمتعة أمرًا مسلّمًا به، لكن تخيل ما سيكون عليه الحال حين تخسر القدرة على الاستمتاع بمتع الحياة البسيطة، فلهذا أثار قاسية على رفاهية المصابين بهذه الاضطرابات العصبية”.
قيّم الباحثون 121 مريضًا مشخصًا بأشكال عديدة من الخرف ليحددوا أيّهم أكثر عرضة للمعاناة من الأعراض السريرية للأنهيدونيا. من بين هؤلاء، 87 مريضًا كان لديهم واحد من أصل ثلاثة أنواع من الخرف الجبهي الصدغي، وهو خرف مبكر تبدأ أعراضه بين عمر 40 إلى 65 عامًا.
أول شكل من الخرف الجبهي الصدغي يؤثر على الفص الجبهي من الدماغ، وعلى شخصية المصاب واستجاباته العاطفية. أما الشكل الثاني فيؤثر على الفص الصدغي مما يضعف قدرة المرء على القراءة والفهم. ويظهر الثالث كشكل من أشكال الحبسة الكلامية فيضعف قدرة المصاب على التواصل بالكلام.
استخدم الفريق العديد من طرق التقييم لقياس مدى انتشار الأنهيدونيا بين المصابين بأشكال الخرف الجبهي الصدغي.
تمت مقارنة النتائج مع تلك التي تم جمعها عن طريق تقييمات ممثالة أُجريت على عدد من المتطوعين، 34 منهم مصاب بالزهايمر، و51 من كبار السن الأصحاء. وُجد أنّ المصابين بالشكلين الأول والثاني من الخرف الجبهي الصدغي كانوا أقل شعورًا بالسعادة مقارنة بالمصابين بالحبسة أو الزهايمر.
ظهرت هذه النتيجة من خلال تحديد كثافة أنسجة الدماغ للمتطوعين، وكشفت عن فقدان خلايا في المناطق المرتبطة بنظام المتعة في الدماغ مثل القشرة الجبهية الحجاجية، والجبهية الأمامية، والقشرة المعزولة، والبطامة.
كما كان الضمور المرتبط بالأنهيدونيا مختلفًا عن التغيرات المرتبطة بالخمول والاكتئاب.
يمكن أن يساعد هذا الاكتشاف الأطباء في تشخيص أفضل للمرض ومن ثمّ علاجه. يقول آيرش: “تعكس النتائج التي توصلنا إليها طريقة عمل شبكة معقدة من المناطق في الدماغ، مما يؤدي إلى إيجاد علاجات محتملة”. ويضيف: “ستكون الدراسات المستقبلية ضرورية لمعالجة تأثير الأنهيدونيا على الأنشطة اليومية، ولتطوير المبادرات التي تهدف إلى تحسين حياة المرضى وعائلاتهم”.
ترجمة: آلاء لطيف
تدقيق: فاطمة جبار
تعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا