علم اللغة النفسي Psycholinguistics

علم اللغة النفسي

Psycholinguistics

 

يعدُّ علم اللغة النفسي  Psycholinguistics أو ما يطلق عليه البعض (علم نفس اللغة)Psychology of language   أو علم النفس اللغوي linguistic psychology  ، وهو من العلوم الحديثة، ويهتم في معرفة أثر اللغة في النفس الإنسانيّة.

وعرّف إيفلين ماركو علم اللغة النفسي بأنّه : ” دراسة اللغة وفهمها في إنتاجها واكتسابها(1) ” ، ووصفه هارتمان وستورك من خلال الإطار العام للدراسات المتشابكة المهمة بالسلوك الإنساني ” اللغويات السيكولوجيّة(2) ” . ويعرّفه جلال شمس الدّين بأنّه ” علم يدرس ظواهر اللغة ونظرياتها وطرق اكتسابها وإنتاجها من الناحية النفسيّة مستخدماً أحد مناهج علم النفس(3)

فعلم اللغة النفسي هو ” دراسة العوارض النفسيّة التي تجول في خاطر العقل البشري قبل الكلام وهو يخصُّ المتكلم وهذا خاص بعلم النفس، وبعد الكلام وهو يخصُّ السامع لهذا الكلام وهو خاص بعلم اللغة النفسي؛  إذ نحلل الظواهر اللغويّة وأثرها في النفس البشريّة

لأنّ الحدث يتكون من ثلاثة أجزاء(4)  :

  • إحداث عملية تنسيق الكلامي
  • الكلام
  • إحداث عملية تلحق الحدث الكلامي

1_نشأة علم اللغة النفسي

أمّا عن نشأة هذا العلم فله أسس وقواعد قديمة، فهو ليس مصطلحاً جديداً ابتدعه الغربيون وإنما علم اللغة النفسي له أصوله التراثيّة(5) عند ابن فارس والجرجاني وابن سيده وابن خلدون.

أمّا نشأته في الدراسات الغربيّة فقد بدأ عام 1778 حينما سجل الفيلسوف الألماني ديترشتيدمان ملحوظات عن ابنه في اكتساب لغته، وبعدها قام عالم النفس البريطاني فرانسيس غالتون 1822 -1911 بتجارب لغوية إلا أنّ هذا الحقل لم يتوسع.

ويرى جون لاينز أن هذا العلم بدأ بالخمسينيات حينما تعاون جورج ميللر وتشومسكي في دراسة بعض الجوانب النفسيّة(6).

وفي نهاية الستينات ظهرت أعمال تشومسكي إلا أنّه فشل؛ كونه لم يستطع أن يطبق بعض هذه النظريات على اللغة، وبعدها انفصل عدد من العلماء عن آراء تشومسكي ، وبدأ بحوثه بنفسه(7)

أمّا عن دراسة الجوانب اللغوية وأثرها، ففي مجال الصوت، رأى رومان ياكوبسون وهو رائد في دراسة تطور لغة الأطفال، أن الأطفال يتبعون نمطاً عالمياً، فطالب بوجود علاقة استتباعية ثابتة بين الأصوات، وادعى على سبيل المثال أن التباين بين أصوات الوقف والأصوات الاحتكاكية يحدث قبل التمييز بين أصوات الوقف الأماميّة والخلفيّة. إلا أنّه اتضح أنّ مقترحات ياكبسون هي مجرد ميول إحصائية وليست قوانين أو قواعد صارمة؛ ولذلك لا يمكن اعتبارها عالميات حقيقيات(8) .

2_ مجالات علم اللغة النفسي

  1. كيف يكتسب الأطفال لغة (اكتساب اللغة)؟
  2. كيف يفهم الناس اللغة (فهم اللغة)؟
  3. كيف ينتج الناس لغةً (إنتاج لغة)؟
  4. كيف يكتسب الأشخاص الذين يعرفون لغة واحدة لغةً أخرى (اكتساب اللغة الثانية)؟

تحرير: آلاء دياب

المصادر والمراجع:

  1.  علم اللغة النفسي  مناهجه ونظرياته وقضاياه، جلال شمس الدين، توزيع مؤسسة الثقافة الجامعيّة، د.ت : 9
  2. ينظر: علم اللغة النفسي، جلال شمس الدين: 9
  3. ينظر : علم اللغة النفسي، جلال شمس الدين : 10
  4. ينظر: علم اللغة النفسي تشومسكي وعلم النفس، جودت جرين، د.ط، د.م، د.ت: 4
  5. ينظر: علم اللغة النفسي في التراث العربي، جاسم علي جاسم، مجلة الجامعة الإسلاميّة، العدد 154 : 518-523 – 547-558
  6. ينظر: اللغويات النفسيّة، جين أتكيسون، د.م، د.ت : 458-460
  7. ينظر: علم اللغة النفسي مناهجه ونظرياته: 10
  8.  ينظر: اللغويات النفسية : 528-532