موجز تاريخ الترجمة / ترجمة:حسين طالب

ماري ليبرت

ترجمة:حسين طالب

الترجمة في العصور القديمة الكلاسيكية

اكتشف حجر رشيد عام 1799 خلال الحملة النابليونية على مصر وهو نصب من حجر الديوريت مع مرسوم صدر في ممفيس، مصر، في 196 قبل الميلاد نيابة عن الملك بطليموس الخامس. يظهر المرسوم في ثلاثة نصوص: النص العلوي هو باللغة المصرية القديمة بالخط الهيروغليفي، والجزء الأوسط نص ديموطيقي، والجزء الأدنى كان اليونانية القديمة. كما قدم النص العلوي لحجر رشيد المفتاح لفهم الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة.

والايقونة الاقدم لفن الترجمة هي ملحمة جلجامش السومرية (حوالي 2000 قبل الميلاد)، وهي قصيدة ملحمية من بلاد ما بين النهرين القديمة التي تعتبر أقدم وأعظم عمل ادبي باق ترجمه المعاصرون له الى لغات جنوب غرب اسيا بسبب تقليد طويل الأمد في ترجمة المواد بين المصريين وبلاد ما بين النهرين والسريانية والأناضولية والعبرية.

اما الايقونة الثالثة لفن الترجمة فهي معاهدة قادش (1274 قبل الميلاد)، وهي أطروحة treatise) ) مصرية-حثية ثنائية اللغة وتعتبر الأطروحة القديمة الوحيدة في الشرق الأدنى التي نجت فيها نسخ كلا الجانبين.

تعتبر ترجمة الكتاب المقدس العبري إلى اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد أول ترجمة رئيسية في العالم الغربي. لقد نسي اليهود المشتتون اللغة العبرية لغة أجدادهم واحتاجوا إلى ترجمة الكتاب المقدس إلى اليونانية ليتمكنوا من قراءته. وتعرف هذه الترجمة باسم “الترجمة السبعينية”(Septuagint) وهو اسم يشير إلى السبعين مترجماً الذين أوكلت اليهم ترجمة الكتاب المقدس العبري في الإسكندرية بمصر. وكان كل مترجم يعمل في الحبس الانفرادي في زنزانته الخاصة ووفقاً للأسطورة، فقد ثبت أن جميع النسخ السبعين كانت متطابقة! وبذلك أصبحت “الترجمة السبعينية” النص المصدر للترجمات اللاحقة إلى اللاتينية والقبطية والأرمنية والجورجية وغيرها من اللغات. كما تمت ترجمة النصوص التوراتية ذات الصلة باللغة العبرية إلى اليونانية في الإسكندرية خلال القرنين التاليين. اما عن دور المترجم “كجسر” لنقل القيم بين الثقافات فقد تم منذ تيرينس(Terence) وهو الكاتب المسرحي الروماني الذي قام بترجمة adapted الكوميديا اليونانية إلى رومانية في القرن الثاني قبل الميلاد. ومنذ ذلك الوقت بدأ ايضا الجدل المتعلق بالترجمة معنى-بمعنى (sense-for-sense) مقابل ترجمة كلمة-بكلمة ((word-for-word ويقال ان جيروم (Jerome) هو من وضع مصطلح معنى-بمعنى في “رسالته إلى باماتشيوس” وصرح جيروم خلال ترجمته للكتاب المقدس الى اللاتينية (التي عُرفت فيما بعد باسم “النسخة اللاتينية للإنجيل”) “Vulgate” أن المترجم يحتاج ان يترجم “ليس كلمة بكلمة بل معنى بمعنى”. كما حذر شيشرون (Cicero) أيضا من الترجمة “كلمة بكلمة” وصرح:

“I did not think I ought to count them [the words] out to the reader like coins, but to pay them by weight, as it were”.

أي فضلتُ ألا أعد الكلمات على القارئ عدا كما أعد له النقود، بل أن أقدم له ما يوازيها ثمناً.»

لقد كان شيشرون فيلسوفا وكاتبا بارزا ومترجماً من اليونانية إلى اللاتينية وكان يقارن عمل المترجم بعمل الفنان.

الترجمة في العصور القديمة المتأخرة

كان كومراجيفا باحثاً وكاتباً ومترجماً وراهباً بوذياً وهو معروف بترجمته الغزيرة للنصوص البوذية المكتوبة باللغة السنسكريتية إلى الصينية وهو عمل ضخم نفذه في أواخر القرن الرابع. وكان أشهر أعماله هو ترجمة سوترا الماس (Diamond Sutra) وهي سوترا الماهايانا المؤثرة في شرق آسيا، وموضوع التفاني والدراسة في بوذية زن.

كان لترجمات كومراجيفا تأثيراً عميقاً على البوذية الصينية حيث يركز نصه الواضح والبسيط على نقل المعنى اكثر من النقل الحرفي الدقيق , ولا تزال ترجماته متداولة اكثر من الترجمات الحرفية اللاحقة. أدى انتشار البوذية إلى جهود ترجمة مستمرة واسعة النطاق امتدت لأكثر من ألف عام في جميع أنحاء آسيا وفي وقت قصير نوعاً ما في بعض الحالات.

على سبيل المثال استغرق التانغوتيون مجرد عقود من الزمن لترجمة المجلدات التي استغرق الصينيون قروناً لترجمتها ويرجع ذلك لسببين: أولاً، استغل التانغوتيون الطباعة الحجرية المبتكرة حديثاً. ثانياً، حصلوا على الدعم الكامل من الحكومة، حيث تصف المصادر المعاصرة أن الإمبراطور ووالدته ساهموا شخصياً في جهود الترجمة، جنباً إلى جنب مع حكماء من جنسيات مختلفة.

كما قام العرب بجهود ترجمة واسعة النطاق بعد غزوهم للإمبراطورية اليونانية، حيث أصبحت جميع الأعمال الفلسفية والعلمية اليونانية متاحة باللغة العربية.

الترجمة في العصور الوسطى

كانت اللاتينية هي اللغة المشتركة للعالم الغربي المتعلم طوال العصور الوسطى، مع ترجمات قليلة للأعمال اللاتينية إلى اللغات العامية. في القرن التاسع، كان ألفريد العظيم، ملك ويسيكس في إنكلترا، متقدماً كثيراً على عصره في التكليف بالترجمة العامية من اللاتينية إلى الإنكليزية لكتاب “التاريخ الكنسي” لبيدي و”عزاء الفلسفة” لبوثيوس، مما ساهم في تحسين النثر الإنكليزي المتخلف في ذلك الوقت.

في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، أصبحت مدرسة طليطلة للمترجمين (Escuela de Traductores de Toledo) نقطة التقاء للعلماء الأوروبيين الذين اجتذبتهم الأجور المرتفعة التي عرضت عليهم حيث جاؤوا واستقروا في طليطلة بإسبانيا لترجمة أهم الأعمال الفلسفية والدينية والعلمية والطبية من اللغة العربية واليونانية والعبرية إلى اللغة اللاتينية والاسبانية (Castilian).حيث كانت طليطلة مدينة المكتبات التي تقدم عدداً من المخطوطات وواحدة من الأماكن القليلة في أوروبا العصور الوسطى حيث يمكن للمسيحي أن يتعرف على اللغة والثقافة العربيتين. وقد مرت مدرسة طليطلة للمترجمين بفترتين متميزتين: الفترة الأولى (في القرن الثاني عشر) ترأسها رئيس الأساقفة ريموند دي توليدو (Raymond de Toledo) الذي ايد ترجمة الأعمال الفلسفية والدينية بشكل رئيسي من العربية الكلاسيكية إلى اللاتينية. وقد ساعدت هذه الترجمات اللاتينية في تطوير المدرسة الاوربية (European Scholasticism) وبالتالي العلوم والثقافة الأوروبية. اما الفترة الثانية فكانت (في القرن الثالث عشر) قادها الملك ألفونسو العاشر ملك قشتالة نفسه. وبالإضافة إلى ترجمة الأعمال الفلسفية والدينية قام العلماء أيضاً بترجمة الأعمال العلمية والطبية وأصبحت اللغة القشتالية (Castilian) هي السائدة بدلاً من اللاتينية الامر الذي أدى إلى إرساء أسس اللغة الإسبانية الحديثة.واصبحت ترجمات الاعمال في مختلف مجالات العلوم (الفلك، والتنجيم، والجبر، والطب) نقطة جذب للعديد من العلماء الذين جاؤوا من جميع أنحاء أوروبا إلى طليطلة للتعرف بشكل مباشر على مضامين كل تلك الأعمال العربية واليونانية والعبرية قبل العودة الى اوطانهم لنشر المعرفة المكتسبة في الجامعات الأوروبية. في حين تم قبول بعض ترجمات مدرسة طليطلة للأعمال الفيزيائية والكونية في معظم الجامعات الأوروبية في أوائل القرن الثاني عشر إلا أن أعمال أرسطو والفلاسفة العرب كانت محظورة في كثير من الأحيان على سبيل المثال في جامعة السوربون في باريس.

كان روجر بيكون (Roger Bacon) عالماً انكليزياً في القرن الثالث عشر وهو معروف بشرحه المبكر للنحو العالمي (universal grammar) ((المفهوم القائل بأن القدرة على تعلم النحو هي أمر متأصل في الدماغ). وهو اول لغوي شدد على أهمية ان يكون المترجم عارفا بكلا اللغتين اللغة المصدر واللغة الهدف وان يكون المترجم على دراية تامة بمجال العمل الذي يترجم فيه. وفقاً للأسطورة بعد ان اكتشف روجر ان عدداً قليلاً من المترجمين ملتزمون بهذه المعايير قرر الابتعاد عن عمل الترجمة والمترجمين لكن قراره لم يدم طويلاً. واعتمد روجر على العديد من ترجمات مدرسة طليطلة ليوظفها في مساهمات عظيمة في مجالات علم البصريات والفلك والعلوم الطبيعية والكيمياء والرياضيات.

وقام جيفري تشوسر بإنتاج أولى الترجمات الرائعة إلى اللغة الإنكليزية في القرن الرابع عشر. وترجم تشوسر “رواية الوردة” من الفرنسية، وترجم أعمال بوثيوس من اللاتينية. كما قام بترجمة (ترجمة بتصرف adapted) بعض أعمال عالم الإنسانيات الإيطالي جيوفاني بوكاتشيو لإنتاج “حكاية الفارس” و”ترويلوس وكريسيدي” (حوالي 1385) باللغة الإنكليزية.

يُعتبر تشوسر مؤسس التقليد الشعري الإنكليزي القائم على ترجمات وترجمة بتصرف (translations and adaptations) الأعمال الأدبية باللغات التي كانت أكثر “رسوخاً” من الإنكليزية في ذلك الوقت، بدءاً من اللاتينية والإيطالية. وكانت أفضل ترجمة دينية في ذلك الوقت هي “كتاب ويكليف المقدس” (1382-1384)، الذي سمي على اسم عالم اللاهوت الانكليزي جون ويكليف الذي قام بترجمة الكتاب المقدس من اللاتينية إلى الإنجليزية.

الترجمة في القرن الخامس عشر

كانت رحلة الباحث البيزنطي جيمستوس بليتو Gemistus Pletho إلى فلورنسا بإيطاليا رائدة في إحياء التعلم اليوناني في أوروبا الغربية. أعاد جيميستوس بليثو تقديم فكر أفلاطون خلال مجلس فلورنسا 1438-1439، في محاولة فاشلة للتوفيق بين الانقسام بين الشرق والغرب (الانقسام الذي حدث في القرن الحادي عشر بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية). وخلال هذا المجلس التقى بليثو بكوزيمو دي ميديشي السياسي الذي يحكم فلورنسا والراعي الكبير للتعليم والفنون وأثر عليه في تأسيس الأكاديمية الأفلاطونية التي تولت وبقيادة العالم والمترجم الإيطالي مارسيليو فيسينو Marsilio Ficino ترجمة جميع أعمال أفلاطون إلى اللاتينية و”تاسوعات” أفلوطين وغيرها من أعمال الأفلاطونية الحديثة. أدى عمل فيسينو – وطبعة إيراسموس اللاتينية للعهد الجديد – إلى ظهور موقف جديد تجاه الترجمة. ولأول مرة طالب القراء بالصرامة في النقل، حيث اعتمدت المعتقدات الفلسفية والدينية على الكلمات الدقيقة لأفلاطون ويسوع (وأرسطو وآخرين).

بدأ العصر العظيم لترجمة النثر الإنكليزي في أواخر القرن الخامس عشر مع كتاب “Le Morte d’Arthur” لتوماس مالوري Thomas Malory (1485) وهو عبارة عن ترجمة حرة/تعديل للرومانسيات الأرثرية عن الملك الأسطوري آرثر بالإضافة إلى جينيفير ولانسيلوت وميرلين وفرسان المائدة المستديرة. قام توماس مالوري “بتفسير” interpreted القصص الفرنسية والإنكليزية الموجودة حول هذه الشخصيات مع إضافة مواد أصلية، على سبيل المثال. قصة “غاريث” عن أحد فرسان المائدة المستديرة.

الترجمة في القرن السادس عشر

استمرت الأدبيات غير الاكاديمية في الاعتماد على الترجمة بالتصرف adaptation حيث قام بليياد فرنسا وشعراء تيودور في إنكلترا والمترجمون الإليزابيثيون بترجمة adapted موضوعات هوراس وأوفيد وبترارك والكتاب اللاتينيين المعاصرين مشكلين بذلك أسلوباً شعرياً جديداً على تلك النماذج. أراد الشعراء والمترجمون الإنكليز تزويد جمهور جديد – نشأ عن صعود الطبقة الوسطى وتطور الطباعة – بـ “أعمال شبيهة بأعمال المؤلفين الأصليين الذين كانوا سيكتبون كما لو أنهم كانوا يكتبون في إنكلترا في ذلك اليوم”.
يعتبر “عهد تيندال الجديد” (1525) أول ترجمة تيودورية Tudor عظيمة سُميت على اسم العالم الانكليزي ويليام تيندال الذي قام بمعظم أعمال الترجمة. وكانت هذه الترجمة أول ترجمة للكتاب المقدس تعتمد مباشرة على النصوص العبرية واليونانية. بعد ترجمة العهد الجديد بأكمله ترجم تندل نصف العهد القديم وبذلك أصبح تيندال شخصية بارزة في الإصلاح البروتستانتي قبل الحكم عليه بالإعدام لحيازته غير المرخصة للكتاب المقدس باللغة الإنكليزية. تم الانتهاء من “كتاب تيندل المقدس” بواسطة أحد مساعدي تيندال وأصبح أول ترجمة إنكليزية انتجت على نطاق واسع نتيجة للتقدم الجديد في فن الطباعة.
كان مارتن لوثر أستاذ اللاهوت الألماني شخصية بارزة في الإصلاح البروتستانتي حيث قام بترجمة الكتاب المقدس إلى الألمانية في أواخر حياته. وكان لوثر أول أوروبي يرى أن المرء لا يترجم بشكل مرض إلا إلى لغته الأم وهي عبارة جريئة أصبحت هي القاعدة بعد قرنين من الزمن وقد ساهم نشر كتاب “انجيل لوثر” بشكل كبير في تطوير اللغة الألمانية الحديثة.
إلى جانب “إنجيل لوثر” باللغة الألمانية (في 1522-1534) كانت هناك ترجمتان رئيسيتان أخريان هما “إنجيل جاكوب ووجيك” (“Biblia Jakuba Wujka”) باللغة البولندية (في 1535) و”إنجيل الملك جيمس” باللغة الإنجليزية (في الفترة من 1604 إلى 1611) وكان لهاتين الترجمتين آثاراً دائمة على الدين واللغة والثقافة في ألمانيا وبولندا وإنكلترا. أظهرت هذه الترجمات تباينات في الكلمات والمقاطع الجوهرية وساهمت إلى حد ما في انقسام المسيحية الغربية إلى الكاثوليكية الرومانية والبروتستانتية، بالإضافة إلى هدف الإصلاح البروتستانتي المتمثل في القضاء على الفساد في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
وتُرجم الكتاب المقدس أيضاً إلى الهولندية والفرنسية والإسبانية والتشيكية والسلوفينية.ونشر جاكوب فان ليسفلت الكتاب المقدس باللغة الهولندية في عام 1526. نُشر الكتاب المقدس باللغة الفرنسية عام 1528 على يد جاك لوفيفر ديتابلز (المعروف أيضًا باسمه اللاتيني جاكوبوس فابر ستابولنسيس). ونشر كاسيودورو دي رينا الكتاب المقدس باللغة الإسبانية (“Biblia del oso”) في عام 1569. ونشر يوريج دالماتن الكتاب المقدس باللغة السلوفينية عام 1584.
وطبع الكتاب المقدس باللغة التشيكية (“Bible kralická”) بين عامي 1579 و1593. لقد كانت ترجمات الكتاب المقدس في أوروبا المسيحية قوة دافعة في استخدام اللغات العامية وساهمت في تطوير جميع اللغات الأوروبية الحديثة.

الترجمة في القرن السابع عشر

شهدت الترجمة تقدماً كبيراً يتجاوز إعادة الصياغة نحو نموذج مثالي للتكافؤ الأسلوبي ولكن لم يحدث أي تقدم على الإطلاق فيما يتعلق بالدقة اللفظية.
عبر الروائي الإسباني سرفانتس الذي اشتهر بكتابه “دون كيشوت” (1605-1615) عن رأيه الخاص في عملية الترجمة من خلال تقديم استعارة يائسة إلى حد ما حول النتيجة النهائية للترجمات فوفقًا لسرفانتس كانت الترجمات في عصره -باستثناء تلك التي تمت من اليونانية إلى اللاتينية -مثل النظر إلى نسيج فلمنكي من جانبه الخلفي. في حين يمكن تمييز الشخصيات الرئيسية للنسيج الفلمنكي إلا أنها محجوبة بالخيوط الفضفاضة وتفتقر إلى وضوح الجانب الأمامي.
في النصف الثاني من القرن السابع عشر، سعى الشاعر والمترجم الإنكليزي جون درايدن إلى جعل فيرجيل يتحدث “بكلمات ربما كان سيكتبها لو كان على قيد الحياة ورجلًا انكليزياً”. لكن درايدن لم يجد حاجة إلى محاكاة دقة الشاعر الروماني وإيجازه. على العكس من ذلك، اختزل ألكسندر بوب «الجنة البرية» لهوميروس في ترجمته لأعمال الشاعر الملحمي اليوناني إلى اللغة الإنكليزية.
وصف جون درايدن الترجمة بأنها مزيج حكيم من الاستعارة وإعادة الصياغة عند اختيار “المكافئات” للتعبيرات المستخدمة في اللغة المصدر. ويقول “عندما تظهر [الكلمات]” بشكل أنيق حرفياً كان ذلك بمثابة ضرر للمؤلف بضرورة تغييرها. ولكن بما أن… ما هو جميل في إحدى اللغات غالباً ما يكون بربرياً بل وأحياناً هراء في لغة أخرى فإنه سيكون من غير المعقول أن يقتصر المترجم على البوصلة الضيقة لكلمات مؤلفه: “يكفي أن يختار بعض التعبيرات التي “لا تفسد المعنى” (مقتبس في كريستوفر كاسباريك، “كدح المترجم الذي لا نهاية له”، 1983). ومع ذلك حذر درايدن من الترخيص بـ “المحاكاة” في الترجمة المعدلة: “عندما يقوم الرسام بالنسخ من الحياة، لا يتمتع بامتياز تغيير الملامح والخطوط…” لكنه لاحظ أيضاً أن “الترجمة هي نوع من الرسم بعد الحياة”، ومن ثم مقارنة المترجم بفنان، بعد بضعة قرون من شيشرون.
في منتصف القرن السابع عشر، صاغ الفيلسوف والكاتب الفرنسي جيل ميناج Gilles Ménage مصطلح “الجميلات الخائنات” للإشارة إلى أن الترجمات، مثل النساء، يمكن أن تكون إما مخلصة أو جميلة، ولكن ليس كليهما. كان يعلق على ترجمات نيكولا بيرو دابلانكور، وهو مترجم فرنسي معاصر للكلاسيكيات اليونانية واللاتينية: “إنها “تذكرني بامرأة أحببتها كثيرًا في تورز، وكانت جميلة ولكنها غير مخلصة” (مذكورة في أمارو هورتادو ألبير، “La notion de fidélité en traduction”، ديدييه إيروديشن، 1990). كان بيرو دابلانكور يتبع الممارسة المثيرة للجدل إلى حد ما لفالنتين كونرار، المؤلف الفرنسي ومؤسس الأكاديمية الفرنسية، من خلال تبديل أو تحديث التعبيرات في النص الأصلي لأسباب متعلقة بالأسلوب. اخذ مصطلح “الحسناء الخائنة” لاحقًا ونشره مؤلفون فرنسيون آخرون مثل هويجنز وفولتير.
خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر، تم تعريف “الإخلاص” و”الشفافية” بشكل أفضل على أنهما مُثُل مزدوجة في الترجمة على الرغم من أنهما غالباً ما يكونان متعارضين. “الإخلاص” هو مدى دقة الترجمة في نقل معنى النص المصدر، دون تحريف، مع مراعاة النص نفسه (الموضوع والنوع والاستخدام)، وصفاته الأدبية وسياقه الاجتماعي أو التاريخي. “الشفافية” هي المدى الذي تبدو فيه الترجمة للمتحدث الأصلي للغة الهدف وكأنها مكتوبة في الأصل بتلك اللغة، وتتوافق مع قواعدها وتركيبها ومصطلحاتها. غالبًا ما يتم تصنيف الترجمة “الشفافة” على أنها “اصطلاحية”.

الترجمة في القرن الثامن عشر

وفقاً للفيلسوف واللاهوتي والشاعر والمترجم الألماني ليوهان جوتفريد هيردر يجب على المترجم أن يترجم إلى لغته (وليس منها) وهي فكرة عبر عنها بالفعل مارتن لوثر قبل قرنين من الزمان من قبل وهو أول باحث أوروبي يرى ذلك. فالإنسان يترجم بشكل مُرضٍ فقط نحو لغته الأم.
ولكن لم يكن هناك قلق كبير بشأن الدقة. كان شعار المترجمين طوال القرن الثامن عشر هو سهولة القراءة. وكل ما لم يفهموه في النص، أو أي فكرة قد تضجر القراء يقومون بحذفها. لقد افترضوا بسعادة أن أسلوبهم الخاص في التعبير هو الأفضل، وأن النصوص يجب أن تتوافق معه في الترجمة. وحتى بالنسبة للدراسة الاكاديمية، باستثناء ترجمة الكتاب المقدس، فإنهم لم يهتموا أكثر من أسلافهم، ولم يهتموا بذلك. ويحجمون عن القيام بترجمات من لغات بالكاد يعرفونها.”
وصف الموسوعي البولندي إغناسي كراسيتسكي الدور الخاص للمترجم في المجتمع في مقالته التي كتبها عام 1803 تحت عنوان “O t?umaczeniu ksi?g؟” (في ترجمة الكتب). وكان إغناسي كراسيتسكي مؤلف أول رواية بولندية وهو شاعر وكاتب خرافات يُدعى غالبا لافونتين البولندي وكان مترجماً يترجم من الفرنسية واليونانية إلى البولندية. كتب في مقالته أن “الترجمة… هي في الواقع فن محترم وصعب للغاية، وبالتالي فهي ليست عملاً وجزءاً من عقول عامة الناس؛ [يجب أن تمارس] من قبل أولئك الذين هم أنفسهم قادرون على أن يكونوا فاعلين عندما يجدون فائدة أكبر في ترجمة أعمال الآخرين أكثر من أعمالهم الخاصة، ويضعون الخدمة التي يقدمونها لبلادهم أعلى من مصالحهم الخاصة”.

الترجمة في القرن التاسع عشر

جلب القرن التاسع عشر معايير جديدة للدقة والأسلوب. فيما يتعلق بالدقة، وكما لاحظ جي إم كوهين، مؤلف مدخل “الترجمة” في “الموسوعة الأمريكية” (1986، المجلد 27)، أصبحت السياسة “النص، النص كله، ولا شيء غير النص”، باستثناء أي فقرات بذيئة، مع إضافة حواشي توضيحية واسعة النطاق. اما فيما يتعلق بالأسلوب فكان هدف الفيكتوريين الذي تحقق من خلال الاستعارة بعيدة المدى أو الاستعارة الزائفة هو تذكير القراء باستمرار بأنهم كانوا يقرؤون كلاسيكيات أجنبية. وكان الاستثناء هو الترجمة الابداعية للقصائد الفارسية للكاتب والشاعر الإنكليزي إدوارد فيتزجيرالد تحت اسم “رباعيات عمر الخيام” (1859)، مع مجموعة مختارة من ألف قصيدة كتبها الشاعر وعالم الرياضيات والفلك الفارسي عمر الخيام (1048-1131). في الواقع استمدت الترجمة القليل من موادها من الأصل الفارسي، لكنها ظلت الترجمة الأولى والأكثر شهرة لقصائد عمر الخيام حتى يومنا هذا، على الرغم من الترجمات الأحدث والأكثر دقة.
في عام 1871 ابتكر عالم اللاهوت الانكليزي بنيامين جويت الذي ترجم أفلاطون إلى لغة واضحة ومباشرة نمطًا جديداً لكن مثاله لم يُتبع إلا في القرن العشرين عندما أصبحت الدقة وليس الأسلوب هي المعيار الرئيسي.
طور اللاهوتي والفيلسوف الألماني فريدريش شلايرماخر خلال الرومانسية الألمانية نظرية الترجمة “غير الشفافة” لأول مرة قبل أن تصبح نظرية رئيسية بعد قرنين من الزمن.
وفي محاضرته المهمة “حول طرق الترجمة المختلفة” ميز شلايرماخر بين طرق الترجمة (1813) التي تحرك “الكاتب نحو [القارئ]” أي الشفافية، وتلك التي تحرك “القارئ نحو [المؤلف]، أي الإخلاص الشديد لغربة النص المصدر. كان شلايرماخر يفضل النهج الأخير. ولم يكن دافعه وراء ذلك هو الرغبة في احتضان الغربة بقدر ما كانت الرغبة القومية في معارضة الهيمنة الثقافية الفرنسية وتعزيز الأدب الألماني. ان تمييز شلايرماخر بين “الترويض” (جلب المؤلف إلى القارئ) و”التغريب” (نقل القارئ إلى المؤلف) ألهم منظرين بارزين في القرن العشرين على سبيل المثال أنطوان بيرمان ولورانس فينوتي.
في عام 1898 قام العالم والمترجم الصيني يان فو بتطوير نظريته في الترجمة ذات الجوانب الثلاثة: الإخلاص، أي أن يكون صادقاً مع الأصل في الروح. التعبير، أي أن يكون في متناول القارئ المستهدف.والأناقة، أي أن تكون الترجمة باللغة التي يقبلها القارئ المستهدف كمتعلم. استندت نظرية يان فو في الترجمة إلى خبرته في ترجمة أعمال العلوم الاجتماعية من الإنجليزية إلى الصينية. ومن بين هذه الجوانب الثلاثة اعتبر يان فو ان الجانب الثاني هو الأهم لأنه إذا كان معنى النص المترجم غير متاح للقارئ، فلا فرق بين ترجمة النص وعدم ترجمة النص على الإطلاق. ووفقا ليان فوو من أجل تسهيل الفهم فانه من الواجب تغيير ترتيب الكلمات وقد تحل الأمثلة الصينية محل الأمثلة الإنكليزية، وحتى أسماء الأشخاص يجب أن تصبح صينية. وكان لنظريته هذه تأثير كبير في جميع أنحاء العالم ولكنها اتسعت أيضاً بشكل خاطئ في بعض الأحيان لتشمل ترجمة الأعمال الأدبية.

الترجمة في القرن العشرين

قامت المترجمة البولندية أنييلا زاجورسكا بنقل تقريبا جميع أعمال الروائي البولندي البريطاني المشهور جوزيف كونراد والذي يكتب باللغة الإنكليزية الى البولندية. ومن وجهة نظر كونراد، فإن الترجمة، مثل الفنون الأخرى، تنطوي بشكل لا مفر منه على الاختيار، والاختيار ينطوي على تفسير. وقد نصح كونراد لاحقاً أنييلا زاجورسكا, (التي كانت ابنة أخته) : “لا تهتمي بأن تكوني شديدة الدقة”… قد أخبرك أنه في رأيي أن تفسري – interpret -أفضل من ان تترجمي إنها إذ مسألة إيجاد التعبيرات المتكافئة. وهنا يا عزيزي، أتوسل إليك أن تسمحي لنفسك أن تسترشدي بمزاجك أكثر من ضميرك الصارم”.
كان كاتب القصة القصيرة وكاتب المقالات والشاعر الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس وهو شخصية بارزة في أدب اللغة الإسبانية، مترجما بارزًا ايضاً للأعمال الأدبية من اللغة الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإنكليزية القديمة والنرويجية القديمة إلى الإسبانية. ترجم بورخيس أعمال ويليام فولكنر وأندريه جيد وهيرمان هيس وفرانز كافكا وروديارد كيبلينج، وإدغار آلان بو ووالت ويتمان وفيرجينيا وولف وآخرين. كما كتب وحاضر على نطاق واسع حول فن الترجمة معتبرا أن الترجمة قد تحسن من الأصل بل وربما تكون غير مخلصة له وأن الترجمات البديلة والمتناقضة لنفس العمل يمكن أن تكون صالحة بنفس القدر.
ولا يزال المترجمون الآخرون ينتجون ترجمات حرفية عن وعي. فعلى سبيل المثال مترجمو النصوص الدينية والتاريخية والأكاديمية والعلمية الذين غالباً ما يلتزمون قدر الإمكان بالنص المصدر وفي بعض الأحيان يوسعون حدود اللغة الهدف لإنتاج نص غير اصطلاحي an unidiomatic text..
استناداً الى نظرية الباحث الألماني فريدريش شلايرماخر في القرن الثامن عشر أصبح أنطوان بيرمان ولورانس فينوتي من المدافعين البارزين عن نظريات الترجمة “غير الشفافة”.
حدد المترجم والفيلسوف والمؤرخ والمنظر الفرنسي أنطوان بيرمان للترجمة اثني عشر نزعة مشوهة متأصلة في معظم ترجمات النثر: العقلنة والتوضيح والتوسع والتعظيم والإفقار النوعي، والإفقار الكمي، وتدمير الإيقاعات، وتدمير شبكات الدلالة الأساسية، تدمير الأنماط اللغوية، وتدمير الشبكات العامية أو تغريبها، وتدمير التعبيرات والمصطلحات، ومحو تراكب اللغات.
استخدم المنظر الأمريكي للترجمة لورانس فينوتي مفاهيم بيرمان لكتابة سلسلة جينالوجيا الترجمة في سياق أنجلو أمريكي، ولإدخال استراتيجية “التغريب” التي يتم قمعها معيارياً في الترجمة السائدة.
شهد النصف الثاني من القرن العشرين ميلاد تخصص جديد يسمى “دراسات الترجمة” “Translation Studies” فضلا عن إنشاء معاهد جديدة متخصصة في تدريسه. هذا المصطلح صاغه الشاعر ومترجم الشعر جيمس س. هولمزفي ورقته البحثية “اسم وطبيعة دراسات الترجمة” (1972) والتي تعتبر البيان التأسيسي لهذا التخصص الجديد.
ولد هولمز في الولايات المتحدة وانتقل بشكل دائم إلى أمستردام بهولندا عندما كان شاباً. أثناء كتابته لشعره قام بترجمة العديد من أعمال الشعراء الهولنديين والبلجيكيين إلى اللغة الإنكليزية. عين كأستاذ مشارك في المعهد الجديد للمترجمين الفوريين والمترجمين (أعيدت تسميته لاحقًا بمعهد دراسات الترجمة) الذي أنشأ عام 1964 في جامعة أمستردام وكتب العديد من المقالات الرئيسية حول الترجمة.
منذ العصور القديمة وحتى منتصف القرن العشرين، كان يُنظر إلى الترجمة الشفوية interpreting على أنها شكل متخصص من أشكال الترجمة -الترجمة المنطوقة بدلاً من الترجمة المكتوبة -قبل أن تصبح نظاماً منفصلاً. تحررت دراسات الترجمة الفورية تدريجيًا من دراسات الترجمة للتركيز على الجانب العملي والتربوي للترجمة الشفوية ولتطوير إطار نظري مختلف متعدد التخصصات بما في ذلك الدراسات الاجتماعية للمترجمين الفوريين وظروف عملهم في حين لا تزال مثل هذه الدراسات تفتقر بشدة إلى المترجمين حتى يومنا هذا.

الترجمة في القرن الحادي والعشرين

مثل أسلافهم ساعد المترجمون المعاصرون بشكل كبير في تشكيل اللغات التي ترجموا إليها. عندما تفتقر اللغة الهدف إلى المصطلحات الموجودة في اللغة المصدر، فإنها تستعير تلك المصطلحات، وبالتالي إثراء اللغة الهدف. لقد أدى انتشار مصطلحات اللغة المصدر واستخدامها في ترجمة اللغة الهدف إلى استيراد افتراضات مفيدة من اللغة المصدر (كلمات أو عبارات مستعارة من لغة أخرى عن طريق الترجمة الحرفية) وكلمات مستعارة (كلمات تم اعتمادها من لغة واحدة وتم دمجها في لغة أخرى دون ترجمة) ) التي أثرت اللغات المستهدفة.

يؤكد لورانس فينوتي في كتابه “اختفاء المترجم: تاريخ الترجمة” (الطبعة الثانية، 2008) القوة التاريخية للمترجمين ويوضح كيف أن الترجمات أحدثت تحولات هائلة في القانون الأدبي الغربي وأدت إلى تطورات في الأدب والنظرية الأكاديمية مع مرور الوقت وإلى التأثير على رؤية المجتمعات للثقافات الأجنبية. ولذلك فهو يدعو إلى تغيير نموذجي في الطريقة التي ينظر بها المترجمون إلى دورهم ويدعوهم إلى الحد من الترويض التقليدي للترجمات والسماح للتأثيرات الأجنبية بالتسلل إلى النصوص المترجمة. لقد كان كتابه مصدراً لكثير من الجدل بين خبراء الترجمة بينما أصبح جزءاً من قائمة دراسات الترجمة.

تُعرف دراسات الترجمة الآن بأنها مجال أكاديمي متعدد التخصصات يشمل العديد من مجالات الدراسة (الأدب المقارن، وعلوم الكمبيوتر، والتاريخ، واللغويات، وفقه اللغة، والفلسفة، والسيميائية، والمصطلحات)، مع ضرورة اختيار المترجمين للتخصص (القانوني، والاقتصادي، والتقني والعلمي والأدبي) ليتم تدريبهم على ذلك.

لقد عزز الإنترنت سوقاً عالمياً لخدمات الترجمة وتوطين اللغات وبرامج الترجمة. لقد جلبت أيضاً العديد من المشكلات للمترجمين، مع انخفاض الرسوم، والتوظيف غير المستقر، وندرة العمل المستقل مدفوع الأجر، ومع ظهور الترجمة التطوعية غير مدفوعة الأجر (بما في ذلك الترجمة الجماعية) التي تروج لها المنظمات الكبرى التي لديها الأموال اللازمة لتوظيف العديد من المهنيين… لكن لا يوجد مترجمون محترفون.

يحتاج الأشخاص ثنائيو اللغة إلى مهارات أكثر من لغتين ليصبحوا مترجمين جيدين. أن تكون مترجماً هي مهنة تتطلب أيضاً معرفة شاملة بتخصص معين. وبينما كان هذا واضحاً في العصور الوسطى والقرون التالية، إلا أنه يبدو أقل وضوحاً الآن. وبعد كانوا يعتبرون باحثين إلى جانب المؤلفين والأساتذة لمدة ألفي عام، أصبح العديد من المترجمين “غير مرئيين” في القرن الحادي والعشرين حيث تُنسى أسماؤهم في البيانات الصحفية وأغلفة الكتب وأحياناً حتى في المقالات والكتب التي قضوها أيامًا أو أسابيع أو أشهر في الترجمة.

على الرغم من أدوات MT (الترجمة الآلية) وCAT (الترجمة بمساعدة الكمبيوتر Computer-Aided Translation) المنتشرة في كل مكان والتي من المفترض أن تسرع عملية الترجمة، إلا أن بعض المترجمين لا يزالون يريدون أن تتم مقارنتهم بالفنانين… وليس فقط بسبب الحياة المحفوفة بالمخاطر التي يعيشونها. وفقا لكريستوفر كاسباريك في كتابه “كدح المترجم الذي لا نهاية له” (1983)، فإن دور المترجم الأدبي فيما يتعلق بالنص هو تفسير العمل الفني مثلما يفعل الموسيقي أو الممثل. يريد بعض مترجمو النصوص غير الأدبية أيضاً أن تتم مقارنتهم بـ “الفنانين” عند ترجمة الأعمال الأكاديمية وغيرها من الأعمال، بسبب الحرفة والمعرفة والتفاني والعاطفة التي يضعونها في عملهم الخاص.