ماذا يحصل لو اصطدم نيزك بمحطة الفضاء الدولية ؟

منذ بدء تجميع محطة الفضاء الدولية في عام 1998م وحتى يومنا هذا أصبح حجمها كبيرا بحجم ملعب كرة قدم ضخم في المدار الأرضي .
فضلاً عن ذلك فإن هذا الحجم المذهل يجعلها هدفا مستهدفاً للكثير من مخلفات الحطام الفضائي في مدار الأرض.
إذن ماذا نفعل لنحميها وماذا سيحصل لو اصطدمت بها هذه المخلفات؟
إن مدار الأرض هو مكان مزدحم ، يحوي الآلاف من الأشياء التي يتجأوز قطرها عدة سينتيميترات تدور حول الأرض ، وملايين الأجزاء الأصغر حجما التي بحجم قطرة صبغ .
ومحطة الفضاء تصطدم بالعديد من النيازك الدقيقة الحجم الآن ومستقبلا ولكن لحسن الحظ هنالك العديد من الإجراءات التي تمنع حصول أي كارثة .
أحد الحوادث حصل سنة 2012 عندما اصطدم نيزك صغير بأحد الشبابيك الخارجية لقبة المحطة ، فأُغلق فورا الدرع المحيط بالشباك لمنع تسرب الهواء وفقدان الضغط ولكن الضرر لم يكن كبيرا ولم يحصل أي تسرب.
وفي العام 2013 أصابت شظية بحجم رصاصة مسدس المستقبلات الشمسية للمحطة ، ونشر قائد المحطة في حينها الكندي كريس هادفيلد تغريدة على تويتر تقول ” نحن سعداء أنها لم تضرب جسم المركبة ” .؛ فجسم المحطة محصن ضد الشظايا التي يصل قطرها إلى سينتيمتر واحد ، أما إذا كانت أكبر من هذا الحجم فقد تتسبب بثقب المحطة والإخلال بالضغط ، وللحماية من هكذا مخلفات هناك منطقة أمان بمساحة عدة كيلومترات حول المحطة ، ففي حالة رصد أي كويكب أو شظايا كبيرة فستتحرك المحطة الفضائية عن موقعها باستخدام نظام من الجايروسكوبات والمحركات النفاثة .
إن المحطة الدولية عادةً تتحرك لتجنب الاصطدام إذا تجاوزت فرصة اصطدامها من 1 إلى 10000 . وقد صرح دانييل هول مسؤول مكتب العلاقات العامة في ناسا لموقع (أنا أحب العلم ) بأن مثل هذا التحرك قد يحصل مرة واحدة في السنة على الرغم من أنه لم يحصل خلال عام 2016 وقد سجلت المحطة 23 مناورة لتجنب الاصطدام خلال تاريخها ، ولكن هذا النظام غير معصوم من الخطأ وفي حالة كان هناك اصطداما وشيكا لا يمكن تلافيه ؛ فيجب على طاقم المحطة إخلائها إلى مركبة سويوز التي تكون بمثابة مركب نجاة ، هذا الإخلاء قد حصل عدة مرات آخرها عام 2015 على الرغم من عدم وجود حاجة للانطلاق بمركبات الإنقاذ.ومنذ نوفمبر 2000 والمحطة مأهولة برواد الفضاء ، ولكن المحطة يمكن التحكم بها من الأرض لذلك عندما يتوجب إخلاؤها فيمكن ببساطة إغلاق بواباتها للحفاظ عليها معزولة .
وعند حل المشكلة بإمكان أمريكا وروسيا التباحث لإعادة إرسال الطاقم واستئناف العمل.علماً بأن في حالة حصول ثقب في المحطة عندها ستعمل أجهزة الإنذار المتخصصة بسبب اختلال الضغط و سيلاحظ الطاقم حصول انسداد وألم في آذانهم فجأة ، بعدها سيتبع الطاقم الإجراءات التالية ” التحذير ، التجمع ، العمل ” ! وهو رد فعل شائع ، سيتجمعون في موقع مركزي، مثل المركز الروسي الرئيس المسمى ” زفيزدا ” ، والتأكد من وجود ممر آمن للوصول إلى مراكب السويوز في حالة احتياجهم للهرب، بعدها سيقدرون كم من الوقت يتبقى حتى وصول انخفاض الضغط إلى نسب خطيرة ، وإذا كانوا لا يستطيعون معالجة الخلل فعليهم إغلاق الفتحات في مناطق التسرب. وقد يكون التسرب في مركبة السويوز أيضا وعليه فإن موقع التسرب هو ما يحدد ما سيحصل بعدها ، لكل سويوز ثلاثة أجزاء الجزء الرئيسي هو المهم في الإقلاع للأرض ؛ فإذا كانت الإصابة في الجزء المداري فبإمكان الطاقم العودة للأرض بسلام ، وإذا كان التسرب في الجزء الرئيسي عندها يقوم الطاقم بإطلاقها يدويا وهم على متن المحطة ويطلقوها بإعادة دخول غير مأهول .في هذه الحالة مركبة سويوز جديدة سوف تنطلق لإعادة الطاقم بسلام للأرض في وقت لاحق.عند إكمال الطاقم لإجراءات تحديد وعزل مناطق التسرب عندها يقوم الطاقم وبمساعدة الكادر الأرضي بتحديد المشكلة ومحاولة إصلاحها ، وعلى الأغلب معدل التسرب يكون بطيئا جدا وحتى وصول المحطة لمرحلة الفراغ الكامل سيكون الطاقم قد توصل إلى حل للمشكلة علماً بأن المعدات اللازمة للتصليح موجودة على متن المحطة ، ورائدا فضاء يستطيعان القيام بعملية ” المشي في الفضاء ” لتصليح الأعطال خارج المحطة ، وبإمكانهم ارتداء بدلاتهم داخل المحطة لتصليح التسرب . وهذا ما حصل في محطة ” مير ” الفضائية في نهاية التسعينات .وعندما يكون التسرب شديدا ويختل الضغط سريعا – كما حصل في فلم ” Gravity ” ـ وطبقا لتصريحات المسؤولين في ناسا فإن إجراءات تغيير موقع المحطة هو المعتمد لتجنب حصول هذه الحوادث الخطيرة .ومما يجدر الالتفات إليه أن محطة الفضاء الدولية مصممة لتعمل حتى عام 2024 على الأقل ، وربما أكثر من ذلك. وبهذه الإجراءات، نأمل أن لا تكون هناك حاجة لإخلائها قبل هذا التاريخ .

 

 

ترجمة : Ahmed Shareef

تدقيق علمي : AlHussain Mazin

تدقيق لغوي : Ins:Zainab Hashm

المصدر : هنا