وجد العلماء إن بعض الخلايا لها دور مذهل في تطوير الدماغ

 

إختبارٌ بسيط (سريع): ما هي نوع الخلايا التي تشكل الدماغ؟ في حال كانت الاجابة هي الخلايا العصبية فستحصل على علامة متدنية، إذ أن الدماغ لن يشكل نصف عضو اذا لم تشارك الخلايا المساعدة المسماة الخلايا الدببقية في تركيبه. لكن لا يجب ان تشعر بالاحباطِ لاجابتك لأن الباحثين ركزوا فيما مضى وبصورة رئيسية على الخلايا العصبية التي كان باعتقادهم لها الدور البطولي والأهم في تطوير الدماغ وفي نمو الجنين. ولكن تبين في الوقت الحالي ان الخلايا الدبقية يجب ان تحصل على الثناء الكافي والمجد لكونها السبب في تطوير الدماغ.
قام فريق صغير من الباحثين وتحت قيادة بعض العلماء من جامعة نيويورك بدراسة نمو الجهاز العصبي للحيوان (ذبابة الفاكهة المتواضعة).
درس هؤلاء الباحثون بصورةٍ خاصة النظام البصري للذباب الذي يدعى بذبابة الفاكهة (Drosophila) وذلك لرؤية كيف اصبحت الخلايا المنفردة تعمل بصورة دائرية مكملة لبعضها مع تخطيط وتوجيه الاعصاب الحسية .
عادةً ما يرتبط هذا السياق بالخلايا المعروفة بإستجابتها للتغيرات الكيميائية فقط وذلك عن طريق تمرير اشارة واحدة لكل الخلايا العصبية.
مع ذلك فقد وجد الباحثون خلايا تقوم بالدور الرئيسي في هذا السياق ولكن بصورة غير مباشرة لا تلفت الانظار.
قال الباحث فيلاويان فيرناندس (Vilaiwan Fernandes) من جامعة نيويورك. ان النتيجة قادتنا لعكس ما تم التوصل إليه فيما مضى إذ ان النتيجة بينت ان النظرة القديمة للدماغ ومركزية الخلايا العصبية في الدماغ التي من دورها ان تطور الدماغ تغيرت، لتتوصل ان الخلايا غير العصبية لها الثناء الكافي للمشاركة في تطوير الدماغ كالخلايا الدبقية.
تتشكل الخلايا الدبقية بعدة اشكال ولكن جميعها مصممة لمساعدة الجهاز العصبي وعملها الوحيد هو نقل الموجات الميكانيكية الكهربائية، إذ تعتبر هذه الخلايا التي تشكل فريقًا ليست بالخلايا القليلة العدد بالعكس تشكل ما يقارب نصف عدد الخلايا الموجودة بالدماغ على الاقل.
جاءت تسمية الخلايا بالدبقية من الكلمة اللاتينية الصمغ، ولكن مؤخرًا في السنوات المنصرمة أصبح أوضح للجميع ان هذه الخلايا ليس فقط خلايا تستعمل لربط الخلايا العصبية ببعض ولكنها تؤدي وظائف اهم بكثير منها التخطيط والدور المهم في العقل وطرد الكيميائيات غير الموغوب فيها وتوفر امكانية الدخول للعناصر الغذائية وتوفر الحماية ايضًا.
لا يزال الباحثون يرون الفرق بين الخلايا الفعالة للجهاز العصبي والخلايا الدبقية التي تؤدي دور العبودية وعدم النظر إليها من منظور قيامها بعدة مهام جانبية مهمة كل هذا يوضع تحت مسمى العبودية.
تقترح هذه الدراسة ان حدود الخلايا أكثر ضبابية مما قد بينت فيما مضى. قال فيرنانديس “وجدت دراستنا ان الاسئلة الاساسية لتطوير الدماغ مع الاخذ بعين الاعتبار التعرف والتعاون بين الخلايا العصبية ويمكن فهمه فقط عند مشاركة الخلايا الدبقية في هذا الامر”.
يتطلب تطور الدماغ حتى وان كان التطور مرتبط بالاعضاء البسيطة للجسم فانه يحتاج الى تنسيق وثيق لتعديل الارقام والاتصالات التابعة للخلايا التابعة لذلك الامر.
على الرغم من وجود عالم كامل من الاختلافات بين تركيب الانسان والذباب الى أنه عصبيًا يتألف الاثنان من حلقات دائرية صغيرة والتي تؤدي نفس الغرض كمثال تجميع الضوء وتحويله الى خريطة مفيدة (الرؤية).
وجد الباحثون ان التنسيق ومراقبة عملية البناء وتسريع الاشارات المزعجة وإرسال رسالة شبيهة الانسولين بين شبكية العين وأقسام البصريات الناشئة للعقل للحث على بعض التغيرات الخاصة تتم عن طريق الخلايا الدبقية بدلاً من حدوث هذا التنسيق من قبل الخلايا العصبية.
ليس واضحًا حتى الآن لماذا اخذت الخلايا الدبقية على عاتقها هذا الدور المهم خاصةً وان الخلايا العصبية لديها بالفعل اتصال مختلف وتراكيب مختلفة من شأنها تمرير الاشارات بنفسها.
افترض الباحثون ان الخلايا الدبقية ساعدت فقط في تأكيد التغيرات الضرورية التي تحصل في الفصوص البصرية للعقل وحصل ذلك مباشرة بعد أن نشأت المسارات الصحيحة لذلك.
اختبر الباحثون هذا الامر بتمرير اشارات شبيهة بالانسولين عن طريق الخلايا الدبقية في ذباب فتيٍ مطورة، إذ تظاهرت الخلايا الدبقية في التدخل في التوقيت للحصول على التغييرات المناسبة بصورة صحيحة.
قال الباحث الأقدم كلاود ديسبلان (Claude Desplan): “كون الخلايا الدبقية تُمثَل كوسيط لنقل الاشارة فإنها بهذا تبذل مجهودًا ثمينًا جدًا ليس عندما تولد الخلية العصبية بل ايضًا في تطويرها لتصبح نوع الخلية العصبية الذي تصبح عليه.

وهذا مثالٌ بسيط عن إدارة الخلايا الدبقية لتطوير الأعصاب كجزء واحد وبسيط من النظام العصبي. هذا ايضًا يضع الامكانية التي وضعناها بالحسبان وذلك لكون الخلايا المربية من الممكن ان تكون مشابهة اكثر إحتمالًا في أنها المبادئ لتطوير الدماغ في مناطق  محددة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة : Ali Habeeb

تدقيق وتصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا