لقاح جديد يمكن ان يعطي مناعة للدماغ ضد الهيروين والمخدرات الافيونية حسب اقوال العلماء

أمن الممكن ان تكون هذه هي افضل طريقة مستقبلية لعلاج الادمان ؟

تسبب تعاطي الجرعات المخدرة الزائدة في الولايات المتحدة الامريكية في وفاة اكثر من 60,000 شخص عام 2016، ولكن يمكن ان تكون اللقاحات الجديدة، والتي تجعل الدماغ منيع ضد المواد الكيميائية الضارة به، الحل لنهاية ازمة الادمان.

ويجري حالياً اعداد لقاح ممزوج من عدة مواد يوفر الحماية ضد اثار الهيروين والمسكنات الافيونية الاصطناعية بواسطة باحثين في الولايات المتحدة، ويمكن ان يساهم هذا الامر يوماً ما في الحد من الادمان بل وربما يمنع الجرعات المفرطة المميتة.

تمثل النتائج، والتي عُرِضت الاسبوع الماضي في اجتماع الجمعية الكيميائية الامريكية (The American Chemical Society) في العاصمة واشنطن، اخر التطورات في بحث طويل ومثير للجدل حول علاج الادمان، وذلك باستخدام اللقاحات للحد من اثار المخدرات بشكل فعال.

ولكن هذه الابحاث تعود للسبعينات، حيث يقول الباحثون ان ارتفاع المواد الافيونية يعني زيادة في اهمية استخدام اللقاحات لمكافحة المخدرات اكثر من اي وقت مضى.

يقول الكيميائي من معهد سكريبس للابحاث (Scripps Research Institute) في كاليفورنيا، كيم جاندا (Kim D. Janda) :”هناك حاجة ملحة لاكتشاف ادوية فعالة لعلاج اضطرابات الادمان”.

واضاف :”يتجه متعاطوا المخدرات بشكل متزايد على المواد الافيونية والمواد الاصطناعية القوية ويمكن ان تصل قوة هذه المواد احياناً 100 مرة من الهيروين. وعلاوة على ذلك، فإن العديد من المرضى يتلقون العلاج من الانتكاسات”.

المشاكل التي تنتج من هذه البدائل الاصطناعية والمكملات تكون مختلفة. هي ليست فقط رخيصة التصنيع، ولكن يمكن تصنيعها بشكل اسرع بكثير من المخدرات التقليدية مثل الهيروين.

والاسوء من ذلك، انها قوية بشكل لا يصدق، مع تقارير للسوق السوداء توضح انها اقوى ب10,000 مرة من المورفين.

وفي حالة هذه المسكنات، والتي تكون 100 مرة اقوى من المورفين، فإنها بديل رخيص وخطر وسهل المنال مما يجعل المتعاطين يتركون الهيروين والتوجه لهذه المواد.

قال جاندا لصحفي مجلة سيكير (Seeker) العلمية، ديفيد رووس (David Roos) :”انه شيء اقتصادي”.

“لقد بدؤوا بمزج مواد مثل المسكنات، لانها اقوى بكثير وغير مكلفة.سنرى المزيد من المشكال القادمة، وذلك بسبب ان زراعة نبات الخشخاش تستغرق اشهر، بينما لا تستغرق المواد الاصطناعية الافيونية سوى ايام قليلة لصنعها”.

احدى صعوبات تطوير اللقاحات لمكافحة هذه الانواع المخدرة هي ان المواد الافيونية تتكون من جزيئات صغيرة والتي لا يستطيع الجهاز المناعي التعرف عليها، لذا لا يوجد شيء داخل الجسم يحارب هذه المواد.

ولتحفيز هذا التفاعل الدفاعي، صمم فريق جاندا جزيئات صغيرة تدعى “هابتنس” والتي تكون مشابهة للجزيئات الافيونية، ولكن تكون مرتبطة مع بروتينات تدعى “الحواتم”، والتي تعمل كموقع رابط للاجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي.

عند تطعيم الجهاز المناعي بسلسلة من اللقحات، فأنه سيبدأ بالتعرف على الهياكل الجزيئية المشابهة للافيونات بفضل التعرض لهذه الاشارات، اي سوف ترسل اجسام مضادة ترتبط بالمواد المخدرة، مانعة هذه المواد من الانتقال الى مسار دم الدماغ لمدة تصل الى ثمانية اشهر.

ويوضح جاندا :”ترتبط الاجسام المضادة بالمواد المخدرة، بحيث لا تستطيع هذه المواد الوصول الى الهدف”.

وقد اجريت الابحاث الجديدة على الفئران والقردة ولم يتم مراجعتها على الاقران حتى الان، لذلك يجب اخذ ذلك في الاعتبار، حتى يتم التعرف اكثر على مدى فعالية هذا الامر، وامكانية ان يساعد البشرية ضد الهيروين وشبائه الافيون.

ولكن هذه النتائج تعتمد على العمل السابق للفريق بواسطة حقن التلقيح في قرود ريسوس ضد الهيروين والفئران ضد الفنتانيل بشكل منفصل، ويأمل الباحثون أن هذا النهج المشترك يمكن أن يساعد يوما مافي حماية البشر من آثار هذه المواد الأفيونية الخطرة.

المثير في الامر، ان المستقبلات نفسها في الدماغ التي تستجيب لشبائه الأفيون هي تلك التي يمكن أن تضعف من عملية التنفس في جرعات عالية من المخدرات، فمن الممكن أن يساهم اللقاح في التقليل من الوفيات من الجرعات الزائدة، وهو ما تشير إليه البحوث الحيوانية.

تحقيقا لهذه الغاية، يأمل الفريق في بدء التجارب السريرية للبحث في كيفية عمل جزيئاتها في البشر.

إذا كانت ناجحة، يمكن أن تكون في يوم ما مساعدة كبيرة للتدخلات القائمة على علم النفس في علاج الإدمان – شرط أن يريد الناس حقا التخلي عن عادتهم.

يقول جاندا لصحفي الغارديان (The Guardian)، فيليب بال (Philip Ball) :”المقصود من اللقاحات أن يستخدمه الأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن تعاطي المخدرات”.

“اذا لم ترد ان تقلع اذن لا شيء سيساعد. الفكرة هي ان كان لديهم لحظة ضعف، فأنه لن تكون هناك انتكاسة وبإبمكانهم متابعة علاجهم”.

 

 

 

 

 

 

ترجمة: Banen Adel

تدقيق: Jazmin Al-Kazzaz

تصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا