امتلاكك لقطّة في مرحلة مُبكّرة من عمرك، يقيك من الربو

 

إن اقتناءَ حيوانٍ أليف، ونحن صِغار السنّ، هُوَ أمرٌ رائعٌ،
إلّا أنّهُ – على ما يبدو – اقتناء القططَ تحديداً، من شأنهِ أن يَمنحنا ميزةً إضافيةً، فهي تُقدّم لنا الحماية ضد أنواع مُعيّنة من الامراض الرئوية، كالتهاب الشُعب الهوائيّة، والإلتهاب الرئويّ.

ولكن مهلاً!
قبل أن تَتّخذ قرارك بشراء قطّة صغيرة لطفلك (حديث الولادة) لتدفع عنهُ خطر الربو، فهنالك مُشكلة، فإذا كان لديك نوعاً من الطفرات في جينٍ مُعيّن، فحينها تصبح هذهِ المخلوقات الناعمة على النقيض!، وتُحفّز حدوث اكزيما أو التهاب جلدي.

إذاً أصبحنا بين خِيارين، نعم أم لا ?!
لقد استطاع عُلماء مركز جامعة “كوبنهاجن” لابحاث ربو الاطفال في الدنمرك، أن يُقدّموا تَفسيراً لأسباب التضارب، حول الحيوانات الأليفة والربو، فبيّنما تُشير بعض الأبحاث إلى أهميّة الحيوانات الأليفة، في الوقاية من الحساسية،
تَمضي أبحاث أخرى، في إتجاه عدم تأثيرها،
فضلاً عن أبحاث تدفعُ بأنها تزيد الحساسية.

الشيطان يكمن دوماً في التفاصيل!
والتفاصيل هنا تَتَحدّث عن اختلاف في الجين (17q21)، وهذا الاختلاف الجيني، هو الذي يُضاعف من الاصابة بأمراض الربو، والتهاب الشعب الهوائية، مِمّا يجعله مُحوراً مُحتملاً للدراسات، التي تبحث في العوامل البيئيّة كمؤثّر في تطوّر الأطفال.
من خلال تحليل المعلومات الطبيّة والجينيّة والبيئيّة، من (377) طفلاً دنماركياً، أمهاتهُم مصابات بالربو، بالاضافة إلى رسم خريطة لجيناتهِم، وتجميع العيّنات، من أسرهِم، أتّضحَ أن أقلَّ من ثُلث الأطفال يُعانون من هذا التغيّر الجيني، الذي يجعلهم أكثرَ عِرضةً لخطر الربو.

ومع تحليل الأرقام اتّضحَ أن أقتناء قطّة حول الطفل مُنذُّ الولادة، كفيلٌ بدرء خطر هذا الجين، بعبارةٍ أخرى، إذا كُنتَ من غير المحظوظين، ولديك هذا الجين الذي يُضاعف اصابتك بالربو، فإن وجود قطّة مبكراً، يُساعد في تقليل هذهِ الخطورة.

تفسير هذهِ الحماية الإضافية ما يزال غير واضح.
فالمواد مُسبّبة الحساسية، تتسبّب مُباشرة في التغيّر الجيني، بيّنما البيئة الميكروبية الطبيعية في القطة قد تلعب دوراً معقّداً في المقابل.

أيّاً كان الأمر،
فالوقاية التي تَمنحُها القطط، لا تمنحها الكلاب بالقدر ذاته، لذلك لا يوجد انخفاض في الاصابة بالربو لدى الاطفال حديثي الولادة في حالة وجود كلب بالمنزل.

على الجانب الآخر تُشير دراسات سابقة للمركز، إن المصابين بطفرة في جين “فيلاغرين” قد يُعانون من “الاكزيما” عند وجود القطط، لذا فامتلاك الكلاب في هذه الحالة يمنح حماية متوسطة للمصابين وغير المصابين بالطفرة.

 

 

 

 

 

 

ترجمة : Dr. Mohammed Fathi

تدقيق لغوي : Akeel Sakr

 تصميم : Aseel Saad
المصدر : هنا