كيف تطور الدماغ البشري؟

كيف تطور دماغ الإنسان عبر السنوات ؟

-إيما شانشر Emma Schancher – مدينة سولت ليك
يجيب جون هاوكس John Hawks، البروفيسور في علم الإنسان في جامعة ويسكونسن-ماديسون :

عرف البشر بإمتلاكهم أدمغة كبيرة . كمعدل، فإن حجم أدمغة الرئيسيات يعادل تقريباً كما هو متوقع ضعف حجم أدمغة الثدييات ذات حجم الجسم نفسه . خلال ما يقارب السبع ملايين سنة السابقة، تضاعف حجم دماغ الإنسان بثلاثة أضعاف، علماً أن معظم الزيادة كانت في المليوني سنة السابقتين .
إن تحديد التغيرات الحاصلة في الدماغ عبر الوقت هو أمر صعب. فنحن لا نمتلك أدمغة قديمة لنقيس وزنها. بالرغم من هذا، نستطيع قياس الجزء الداخلي من الجماجم القديمة و هناك أيضاً عدد نادر من الجماجم التي حافظت على ملامحها الطبيعية الداخلية. و كلاهما يساعدانا في النظر الى داخل الجماجم القديمة لإعطائنا الأدلة على حجوم الأدمغة القديمة و بعض التفاصيل عن الحجوم المتعلقة بمناطق المخ الرئيسية.

لقد كان حجم دماغ أسلافنا في اول ثلثين من تاريخنا في نفس مدى حجم أدمغة القرود التي تعيش اليوم. لقد كان يمتلك نوع حفرية لوسي الشهيرة ، (آوسترالوبيثيكوس افارينيسيس – Australopithecus afarensis )، جمجمة حجمها الداخلي ما بين الـ 400 الى 550 ملليلتر ، في حين أن جمجمة الشمبانزي تمتلك 400 ملليلتر و تمتلك جمجمة الغوريلا حجماً داخلياً ما بين الـ 500 الى ال700 ملليلتر . خلال هذا الوقت فإن أدمغة (آوسترالوبيثسين – australopithecine ) بدأت بإظهار إختلافات حادة في المكونات و الشكل مقارنة بالقرود. على سبيل المثال، فإن قشرة المخ الجديدة بدأت بالتوسع و إعادة تنظيم وظيفتها من معالجة الرؤية الى مناطق أخرى في الدماغ.

أظهر الثلث الأخير من تطورنا كل التأثير في حجم دماغنا. أظهر الانسان الماهر (هومو هابيليس – Homo habilis) ، و هو أول انسان ذكي ظهر قبل 1.9 مليون سنة، قفزة طفيفة في حجم الدماغ، تتضمن تمدد في الجزء المرتبط باللغة في الفص الأمامي و الذي يُسمى منطقة بروكا Broca’s Area . تمتلك جماجم الحفريات الأولى التي تعود الى الإنسان المنتصب (هومو إريكتوس – Homo erectus)، و التي تعود الى 1.8 مليون سنة، معدل حجم يقدر بـ600 ملليلتر.

و من هنا بدأ نوعنا يتقدم ببطء، ليصل 1,000 ملليلتر قبل 500,000 الف سنة الماضية. إمتلك الإنسان العاقل المبكر دماغاً بنفس حدود دماغنا اليوم، اي كمعدل 1,200 ملليلتر او أكثر. و عندما أخذت حضارتنا، تعقيداتنا اللغوية، إحتياجاتنا الغذائية و براعتنا التكنولوجية قفزة كبيرة في هذه المرحلة، فإن دماغنا تطور ليتكيف مع هذه التغيرات. التغيرات في الشكل الذي نراه تتركز بمناطق متعلقة بعمق التخطيط، التواصل، حل المشاكل و مناطق أخرى متقدمة ذات وظائف إدراكية.
مع بعض المفارقات التطورية، ففي الـ 10,000 سنة الماضية من وجود البشر لقد تقلصت أدمغتنا بعض الشيء. ربما قاد الغذاء المحدود في سكان الزراعة الى هذا الشيء. في المجتمعات الصناعية في المائة سنة الماضية، رجع حجم الدماغ بالزيادة نتيجة الى الزيادة الحاصلة في التغذية في عمر الطفولة و انخفاض الأمراض. بالرغم أن الماضي لا ينبأ بتطور مستقبلي، ولكن مع التكامل العظيم في التكنولوجيا والهندسة الجينية قد يقذف هذا الدماغ البشري الى المجهول.

ترجمة ونشر: Mariam Ismail
تدقيق: Murtadha Raad
تصميم: Muthanna Hussein
المصدر: هنا