أجث على ركبتك وأشعر بألم الأخرين!

 

أن الخوف والنظرة النمطية والفشل بتبني وجهات النظر المختلفة وتحاشي الحديث عن مشكلة العنصرية أدى الى تغللها بشكل كبير في طريقة تفكيرنا. أغلب من سيشاهد فديو موت جورج فلويد سيشعر بالأشمئزاز. ولكن رغم ذلك فأن العنصرية تجري بصورة أعمق من ذلك واكثر ظلاماً.
أن من الصعب أظهار العنصرية وأستهدافها وجزء من هذه المشكلة أن العنصرية لا تتعلق فقط بالعرق.
وقد تم أثبات هذه الحقيقة. فهناك عامل مشترك بين كل أنواع التمييز تجاه الفئات المستهدفة خصوصاً السود والمهاجرين ومجتمع الميم والفقراء وذوو الأحتياجات الخاصة والنساء. فهذه الثقافة لا يمكن ان تتغير مالم يتم تحديد الهدف الذي يجب أستهدافه.


قبل عدة سنوات عمل فريق من الباحثين على تحديد بعض الطرق التي تكشف عن التميز ضد الأمريكيين من أصل أفريقي والأشخاص الذين يعانون من البدانه والمثليين ومتعاطي المخدرات. هذه الأجراءات لم تتضمن أسئلة كارتونية مثل “هل تكره أصحاب البشرة السمراء؟ فالناس يعرفون جيداً كيف يعطون أجوبة مقبولة أجتماعياً لمواضيع كهذه. وبدلاً من ذلك قام الباحثون بتصميم أسئلة تلامس أنماط التمييز الحالية والتي عادة ما تكون مخفية وأكثر قبولاً مثل التمييز لم يعد موجوداً أو أن الأشخاص الذين ينتمون الى الأقليات عادة ما يحصلون أو يطلبون منافع من المجتمع ليست من أستحقاقهم.
بعدها عملوا على أيجاد دلائل أحصائية على التمييز النمطي. وهل هناك عوامل مشتركة بين كل تلك الأنواع المختلفة من التمييز؟
كان الجواب واضحاً جداً “نعم.”
فالتمييز ضد الأمريكيين من أصل أفريقي والأشخاص الذين يعانون من البدانة ومتعاطي المخدرات كلها كانت تقود الى التمييز النمطي. رغم انها لم تكن أول دراسة تكتشف هذه الحقيقة، ولكنها أكدت نتائج دراسات أخرى بأستخدام وسائل مختلفة. ومن يريد اسم لهذا العامل المشترك هو: التباعد الأستبدادي والذي يعبر عن أيمان كامن وغير مقصود بالمحافظة على مسافة نفسية من أشخاص يُنظر إليهم “كآخرين” أو محاولة السيطرة عليهم.


كما قام الباحثون بدراسة العمليات النفسية التي كانت تتنبأ بالتمييز النمطي أضافة للعوامل المعروفة التي تقود للتمييز كالتوجهات السياسية وملامح السيطرة الأجتماعية، أضافة الى أجراءات تبني وجهات النظر والتعاطف والمرونة وعدم المرونة النفسية. فهذه العمليات كانت تشغل أكثر من ثلث الأفكار التمييزية.
ويمكن القول ببساطة أكبر: اذا كنت تريد أن تغير العوامل النفسية التي تبقي على العنصرية وكل أشكال التمييز، يجب أن تعزز القدرة على تبني آراء الآخرين وان تجرب شعور أن تكون مثلهم وأن لا تهرب نفسياً عندما تكتشف مدى صعوبة هذا الأمر.
نعم، اننا نعلم أن العنصرية تتعلق بعوامل أخرى: كالسيطرة الأقتصادية والأجتماعية والسياسية وغيرها. ولكن عالمنا الداخلي جزء من الصورة الكاملة.


وما يدعو للسخرية أحياناً أن نفس العوامل التي تنبئ بالعنصرية نفسها تنبئ الى أي مدى يتقبل الناس غيرهم. فالنظرة النمطية وتجريد الأفراد من الانسانية لها تأثيرات سلبية على قلب الأنسان. وهذا يعني أن العنصريين هم الأقل راحة.
في هذا الظرف أعتقد أن الحياة تطلب منا أن لا نسكت وأن نشعر بألم الآخرين. فالحياة تطلب منا أن نشارك كولن كابرنك (Colin Kaepernick) وأن نجثو على ركبنا وأن نساهم معه بالتغيير. وبينما نجثو على ركبنا يجب أن نفكر كيف سيكون شعورنا لو أن ركبة كانت على رقابنا بينما أيدينا مكبلة الى الخلف وغير قادرين على التنفس. أقضي ولو دقيقة واحدة بالتفكير في ذلك.

 


ترجمة: ثناء محمد سليمان
مراجعة وتعديل الصورة: Abilta E Zeus

 

المصدر : هنا