العلاقة بين النوم وارتفاع ضغط الدم

ماذا يجب أن تعرف عن النوم وتأثيره على ضغط الدم؟
تخيل أنك ذهبت الى طبيبك للقيام ببعض الفحوصات الروتينية وقد أخبرك طبيبك نفس الشيء الذي يقال لملايين الناس: وهو أنك تعاني من أرتفاع ضغط الدم. ولكن كألاف الناس فمن المؤكد بأنك لا تعرف الحقيقة حول العلاقة الوطيدة بين الأرتفاعات المستمرة في ضغط الدم وجودة نومك.
في الحقيقة فأن قلة النوم يمكن أن تسبب أرتفاعًا في ضغط الدم؛ فمن المحتمل أن توقف التنفس أثناء النوم يلعب دور في ذلك؛ ويتوجب عليك أن تعرف سبب الأرتفاع المفاجئ في ضغط الدم أثناء الليل.
ما مدى خطورة أرتفاع ضغط الدم؟
يصنف ضغط الدم المرتفع في مرحلتين الأولى والثانية. ففي المرحلة الأولى يكون ضغط الدم 80\130 ملمتر زئبق أو أكثر. أما في المرحلة الثانية فيكون ضغط الدم 90\140 ملمتر زئبق أو أكثر. أما الارتفاع في ضغط الدم أكثر من 120\180 ملمتر زئبق فهذا يلزم تدخل طبي.
أما أذا تم تشخيصك بأرتفاع ضغط الدم أو كنت تعاني من أرتفاع ضغط الدم فمن المؤكد أنك لست وحيدا. وفقا لوكالة الغذاء والدواء الأمريكية فأن 45% من البالغين الأمريكين قد عانوا من أرتفاع في ضغط الدم، ربعهم فقط تلقوا علاج بشكل صحيح.
أن أرتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي الى نتائج خطيرة على صحتك خصوصا أذا كان أرتفاع مزمن. ولكن حتى الأرتفاع المفاجئ يمكن أن يؤثر على التالي:
صحة القلب: أذا كنت تعاني من أرتفاع ضغط الدم فأن على عضلة القلب أن تقوم بجهد أكبر عند ضخ الدم. وهذا الجهد الأضافي يمكن أن يؤدي الى مضاعفات خطيرة مثل عدم أنتظام دقات القلب وأمراض الشرايين وتضخم عضلة القلب وفشل محتمل في عضلة القلب.
صحة العينين: بعض التأثيرات الصحية التي يسببها أرتفاع ضغط الدم والتي عادة ما يجهلها الكثيرين هي صحة العينين. هناك الكثير من الأوعية الدمويه في العينين والتي ترتبط بالأعصاب المهمة؛ ولهذا السبب فأن ضغط الدم المزمن يمكن أن يؤدي الى تلف الشبكية والعصب البصري ويمكن أن يسبب تغيرات في النظر.
صحة الدماغ: بالتأكيد فأن دماغ الأنسان بحاجة دائمة الى الدم. أن ضغط الدم المزمن عادة ما يرتبط بزيادة فرص الأصابة بالجلطات وأحيانا ببعض أنواع فقدان الذاكرة. فبعض المصابين بضغط الدم المزمن يعانون من بعض التغيرات في الذاكرة والكلام.
صحة الأعضاء الأخرى: أن العلاقة بين ضغط الدم المرتفع وصحة القلب والأوعية الدموية السيئة معروفة لدى الجميع. وضغط الدم المرتفع يرتبط أيضا بأمراض الكلية والتغيرات في المزاج وضعف العظام. فتقارير الأحصائيات الوطنية الحيوية السنوية يقدر الوفيات التي يسببها أرتفاع ضغط الدم حوالي 10 أشخاص من كل 100,000 أنسان.
هل يمكن أن تؤدي قلة النوم للأصابة بأرتفاع ضغط الدم؟
يعتقد الكثير من الناس أن أرتفاع ضغط الدم دائما ما يرتبط بالنظام الغذائي السيئ والأكل المالح وقلة التمارين. هناك أحتمالية كبيرة بأن هذا صحيح.
فالتدخين والبدانة ونمط الحياة الذي يتسم بقلة الحركة وزيادة أستهلاك الصوديوم وعوامل أخرى كأمراض الكلية المزمنة والجينات تجعل الشخص أكثر عرضة للأصابة بأرتفاع ضغط الدم. ولكن العامل الذي يتجاهله الكثيرين هو قلة النوم.
واحدة من وظائف النوم هي تنظيم عمل الهرمونات كالكورتيزول، وعندما يعاني الشخص من قلة النوم فأن النظام العصبي يكون غير قادر على تنظيم عمل تلك الهرمونات والذي بدوره يسبب أرتفاع ضغط الدم.
فوفقا لدراسة أجريت من قبل باحثين في جامعة أريزونا فأن النوم السيئ لليلة واحدة أو عدة ليالي يمكن أن يسبب أرتفاع حاد في ضغط الدم. فالـ300 رجل وإمرأة الذين شاركوا في الدراسة لم يسبق لهم أن عانوا من أي أمراض قلبية وكانت تتم مراقبتهم خلال الليل. وقد وجدت الدراسة ذاتها بأن هناك علاقة كبيرة بين قلة النوم والأرتفاع الحاد في ضغط الدم خلال الليل. وهذه الدراسة أثبتت ما وجدته دراسات سابقة عن مدى أهمية النوم لصحة القلب.
مالذي يسبب ارتفاع ضغط الدم في الليل؟
رغم أن هناك علاقة وطيدة بين النوم السيئ وأرتفاع ضغط الدم وأرتفاع ضغط الدم الحاد إلا أن هناك علاقة عكسية أيضًا: فالأشخاص الذين يعانون أرتفاع ضغط الدم يكونون أكثر عرضة للأصابة بالتوتر والذي يمكن أن يؤثر على النوم.
ولكن التعرض لأرتفاع ضغط الدم وأرتفاع ضغط الدم الحاد خلال الليل يمكن أن يكشف عن شيء أكثر دقة. يعتقد الكثير من الخبراء أن أرتفاع ضغط الدم في الليل ربما مؤشر على نوع محدد من أضطرابات النوم.
لكن ما هي العلاقة بين انْقِطاعُ النَفَسِ النَّومِيّ وأرتفاع ضغط الدم؟
يسبب انْقِطاعُ النَفَسِ النَّومِيّ أو ما يعرف بانْقِطاعُ النَفَسِ الانْسِدادِيُّ النَّومِيّ نقص في الهواء المتدفق أثناء النوم وأوضح أشارة لذلك هو الشخير والأختناق والأستيقاض المتكرر أثناء النوم والشعور المزمن بالغثيان أثناء النهار.
كيف يمكنك تخفيض ضغط دمك المرتفع؟
ترتبط جميع النصائح التي تتعلق بتخفيض ضغط الدم المرتفع بتغيير نمط الحياة. فكل شخص يستطيع خفض ضغط دمه بدون الحاجة للعلاج وذلك بأحداث تغييرات في طعامه والقيام بالتمارين وتغيير عادات النوم. ولكن يجب على كل شخص يعاني من أرتفاع ضغط الدم أن يراجع طبيبه ومراقبة ضغط دمه.
حدد وقت منتظم للنوم. سواء كان أرتفاع ضغط دمك بسبب قلة النوم أو سواء كانت قلة النوم تجعله أسوأ فأن هذا هو الوقت المناسب للألتزام بوقت نوم محدد.
أهتم بأنْقِطاعُ النَفَسِ النَّومِيّ أذا كنت تشك بأنك تعاني منه. يمكنك أن تسيطر على ضغط دمك بتحديد ما أذا كنت تعاني من أحد أضطرابات النوم. أما أذا كنت تعاني من أحدى أعراض انْقِطاعُ النَفَسِ النَّومِيّ أو أن أحدًا أشتكى بأنك تشخر أثناء النوم فمن المهم جدا أن لا تتركه بدون أشراف طبي.
أهتم بنظامك الغذائي. بالتأكيد أن هذه النصيحة ليست ممتعة جدا ولكن مثلما يساهم الأهتمام بالنوم بتنظيم ضغط الدم فأن معاناتك مع ضغط الدم ستستمر طالما كنت تهمل نظامك الغذائي. فمن المهم جدا أن تقلل أستهلاك الصوديوم. تنصح الجمعية الأمريكية لصحة القلب أن يكون الحد الأقصى لأستهلاك الصوديوم حوالي 2500 ملغ في اليوم ولكن الكمية المثالية هي حوالي 1500 ملغ في اليوم. أضافة الى ذلك فأنت بحاجة الى تناول الدهون الصحية من المكسرات والحبوب وتناول المنتجات الزراعية الطازجة وتقليل أستهلاك الدهون المشبعة.
حدد المخاطر الصحية ومارس الرياضة. لقد أخبرتك مرارًا وتكرارًا بأن الأرق والحرمان من النوم يمكن أن يزيدا من خطر الأصابة بأرتفاع ضغط الدم ويمكن أن يؤديا لمضاعفات خطيرة للأشخاص الذين يعانون مسبقًا من أرتفاع ضغط الدم. ولكن التقدم في السن والوراثة يلعبا دورًا أيضًا. لذلك فمن الضروري أن يقوم الأشخاص الذين لديهم أرتفاع ضغط الدم في العائلة بمراقبته بأنتظام. وأذا كنت من النوع الذي يجلس كثيراً، فيجب أن تبدأ بممارسة الرياضة تدريجيًا لثلاثة أيام أسبوعيًا أو المشي خمسة أيام أسبوعيًا.
ترجمة: ثناء سليمان
تدقيق وتعديل الصورة: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا