ما أضرار المضادّات الحيوية على صحّة الجسم؟

لطالما خضعت المضادات الحيوية للفحص الدقيق للتحقق من مساوئ استخدامها والآثار الجانبية المترتبة عليها. يعتقد الباحثون أنّه إذا تم تناول المضادات الحيوية بشكل خاطئ فقد تضر أكثر مما تنفع، فتتسبب ببكتيريا مقاومة للعلاج، وتدمر البكتيريا النافعة في الأمعاء.
الآن أظهرت دراسة جديدة من جامعة كيس ويسترن ريزيرف أنّ المضادات الحيوية يمكن أن تتلف الخلايا المناعية وتزيد من حدة العدوى الفموية.
وُجد أيضًا أنّ المضادات الحيوية تضر قدرة خلايا الدم البيضاء لدينا، فوفقًا للبحث الذي نُشر في مجلة (Frontiers in Microbiology) فحص الباحثون البكتيريا الموجودة في الجسم وتأثيرها على إنتاج خلايا الدم البيضاء، والدور الذي يلعبه كلاهما في مكافحة الالتهابات في الفم.
قالت بوشبا بانديان، أستاذ مساعد للعلوم البيولوجية في كلية طب الأسنان وقائدة فريق البحث: “عملنا على اكتشاف ما يحدث عندما لا يملك الشخص بكتيريا تحارب العدوى الفطرية، ووجدنا أنّ المضادات الحيوية يمكن أن تقتل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) والتي تنتجها البكتيريا الجيدة الموجودة في الجسم”.
عندما يكون الجسم بصحة جيدة، فإنّه يضم بكتيريا نافعة تنتج أحماضًا دهنية قصيرة السلسلة، التي تعزز بدورها تطوير وصيانة خلايا الدم البيضاء، فيصبح بمقدورها حمايتنا من العدوى الفطرية ومسببات الأمراض الضارة والالتهابات. اكتشف الباحثون أنّ المضادات الحيوية دمرت البكتيريا النافعة، والتي بالتالي استنزفت إنتاج SCFAs وألحقت الضرر بقدرة خلايا الدم البيضاء على مكافحة العدوى الفطرية، مثل المبيضات.
بعبارة أخرى، تؤذي المضادات الحيوية الاستجابة المناعية للجسم نفسه وتُضعف حمايته من الجراثيم الضارة، كما إنّ استمرار إساءة استخدامها والإفراط فيها يتيح للبكتيريا فرصة النمو مقاومةً للعلاج ويهدد بالعدوى البكتيرية التي يصعب علاجها.
تقول بانديان: “إنّ الاستخدام طويل المدى والطائش للمضادات الحيوية يمكن أن يعيق أيضًا عمل الجهاز المناعي في حالات العدوى الأخرى مثل العدوى الفيروسية والفطرية”.
تركز النتائج على مستوى وظيفة SCFAs عندما يتعلق الأمر بصحة الفم. تقول الدكتورة إيلين مارتي، أستاذة الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة فلوريدا الدولية: “تُظهر الدراسة أنّ الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة تعزز الوظيفة المناسبة لخلايا Th-17 وTreg، ممّا يحمينا من الالتهابات الفطرية الفموية، ويقلل من الالتهابات الضارة، ويساعد جهاز المناعة على علاج عدوى المبيضات في الفم”.
تقاوم الدفاعات الطبيعية الالتهابات والعدوى من تلقاء نفسها، لكن المضادات الحيوية يمكن أن تمنعها من القيام بعملها. تقول بانديان: “لدينا بكتيريا جيدة تقوم بعمل جيد كل يوم، فلماذا نقتلها؟”.
يشدد الباحثون على وجوب تأكد الأطباء من أنّ المضادات الحيوية ضرورية حقًا لمعالجة العدوى قبل وصفها.
وفي الحالات الخطرة تعتبر المضادات الحيوية علاجًا ضروريًا وأحيانًا منقذًا للحياة، كذلك يوصي العديد من خبراء الصحة بتناول البروبيوتيك إلى جانب المضادات الحيوية للحفاظ على البكتيريا النافعة في الجسم.
ترجمة: عمرو سليمان
تدقيق: فاطمة جبار
تعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا