يمكن للذكاء الاصطناعيّ التنبُّؤ بخبايا شخصيتك

 

 

قام فريق من الباحثين في مجال الحوسبة وعلم النفس من أستراليا بالبحث عن طرق لجعل اكتشاف الشخصية أكثر موضوعية، بعد إدراكهم لإمكانية التلاعب باختبارات الشخصية التقليدية.
يقول البروفيسور المشارك في الدراسة شلومو بيركوفسكي أنّه باستخدام التكنولوجيا الحديثة يمكننا تحديد صفات الشخصية بدقة، كما يمكن للناس بسهولة أن يغيّروا إجاباتهم وسلوكهم ليصبحوا الشخص الذي يتوقعه الآخرون.
يقول الفريق: “كانت فكرتنا الرئيسية اكتشاف شخصية شخص ما باستخدام أساليب موضوعية لا يمكنهم التحكم فيها أو التلاعب بها”.
قرر الباحثون تتبع الاستجابات الجسدية للأشخاص، مثل توسع الحدقات، ونشاط الدماغ وموصلية الجلد (حين تكون متحمسًا ويفرز جلدك العرق موقتًا) عندما يشاهدون فيديوهات وصورًا مثيرة للعواطف.
أحضر الفريق 21 شخصًا إلى مختبرهم، وزودوهم بنظارات خاصة تحتوي على كاميرتين مدمجتين صغيرتين لالتقاط توسع حدقاتهم وحركات أعينهم، وسماعة رأس لتسجيل نشاط الدماغ، ومشابك قطبية على أصابعهم للكشف عن دقات القلب وموصلية الجلد، ثم عرضوا عليهم صورًا وفيديوهات معتمدة لتثير مشاعرهم، وخلال مشاهدتهم لها تم تسجيل استجاباتهم الجسدية.
عالج الباحثون البيانات واستخدموا الذكاء الاصطناعي (AI) للتنبؤ بـ16 سمة شخصية من ثلاثة نماذج تقييم معتمدة ومستخدمة على نطاق واسع في علم النفس.
كانت سمات الشخصية المتوقعة دقيقة جدًا. يقول بيركوفسكي: “فقط باستخدام بيانات العين، حصلنا على ما يقرب من 86% من دقة التنبؤات، ومع البيانات الحسية الأخرى تصل نسبة الدقة إلى أكثر من 90%”.
ويضيف: “كلما قمت بإضافة المزيد من البيانات والاستجابات الجسدية، كلما تم تسجيل المزيد من الأمور، وبالتالي يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بسمات الشخصية بمستويات أعلى من الدقة”.
أيضًا، يؤكد بيركوفسكي أنّه يمكن استخدام تقنيات ذكاء اصطناعي تنبؤية مشابهة في المستقبل لأغراض التوظيف أو بناء الفريق، ويقول: “يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي قريبًا محل الاختبارات الحالية لجمع البيانات الموضوعية عن البشر، وستكون أساليب الذكاء الاصطناعي أرخص وأسرع وأكثر دقة من أدوات التقييم الحالية”.
ويضيف بيركوفسكي: “لأننا وجدنا أنّ هذه الاستجابات الفسيولوجية تلتقط الكثير من المعلومات، فإنّنا نحاول تطبيق أفكار مماثلة للتنبؤ بالحالات الطبية”.
يحاول فريقه استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بنمو وتطور الاضطرابات العقلية والعصبية مثل مرض الزهايمر، فضلًا عن صعوبات التعلم، كعسر القراءة الذي يصعب جدًا تشخيصه. ويتابع: “بدلًا من إخضاع الطفل لاختبارات سريرية، سيكون عليهم فقط استخدام هاتف محمول عادي لالتقاط حركات عينيه وصوته فيما يقرأ شيئًا لوالديه. نأمل أن نتوصل بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى تنبؤ باحتمال الإصابة بعُسر القراءة في غضون دقائق، فتطبيقات هذه التكنولوجيا في مجال الصحة لا حصر لها”.
ترجمة: عمرو سليمان
تدقيق: فاطمة جبار
نشر وتعديل الصورة: فرات جمال
المصدر: هنا