لم نعتمد على الضوء الطبيعي الصادر من الشمس منذُ إختراعِ المصباح الكهربائي في عام ١٨٧٩ !

 

 

في الآونة الأخيرة، كانت هُناك مخاوف بخصوص قضاء الكثير من الناس مُعظم يومهم في غُرف مُضاءة بشكل مُصطنع، فضلاً عن النظرِ إلى الشاشات الساطعة -الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون- وخُصوصاً في المساء أو قبل النوم،
حيثُ يمكنُ لذلكَ أن يعمل على إرباك إيقاع الساعة البيولوجية والتي بدورِها تُعتبر بمثابة “ساعة الجسم الداخلية” أو “الإحساس الفطري بالوقت” .
توجدُ هذه الساعة في مُختلف النباتات والفطريات والحيوانات، فضلاً عن البشر في منطقة تُدعى “تحت المهاد” (Hypothalamus)، حيثُ تقومُ بإفراز هرمون الميلاتونين والذي غالباً ما يُشار إليه بإسم “هرمون النوم” لأن مستوياته مرتفعة في الليل ولكنها تنخفض قبل أن نستيقظ في الصباح.
كما وأُجريت دراسة في عامِ ٢٠١٤ والتي تتمحورُ حول مقارنة مستويات الميلاتونين ونوعية نوم الأشخاص الذين يقرؤون كتاباً عادياً أو إلكترونياً قبل النوم، حيثُ وجدوا أن المشاركين الذين قرأوا الكتاب الإلكتروني قد انخفضت لديهم مستويات الميلاتونين، بينما أظهرت أن الذين قد قرأوا الكتب المطبوعة ينامون قبل ١٠ دقائق فقط بمقارنتهم مع نظراؤهم ممن قرؤوا الكتب الإلكترونية!
كما أوضح الدكتور سيل ريتشاردسون (Cele Richardson) من جامعة ويسترن أستراليا: “أن هُناك دليل على أن ١.٥ ساعة أو أكثر من إستخدام الشاشة الساطعة يُمكن أن يُقلل من الميلاتونين، وقد يتراكمُ هذا التأثير على مدى عدة ليال”.
فضلاً عن ذلك، قارنت دراساتٌ أخرى بين الأشخاص الذين استخدموا المنتجات التي تُقلل الضوء الأزرق من الشاشات إلى مستخدمي الشاشة العاديين، حيثُ وجدت فرقاً يتراوح بين ٣-٤ دقائق فقط في الوقت الذي يستغرقه الشخص للنوم!
ونظراً لأن النوم يتأثرُ بالعديد من الأشياء، فغالباً ما يكونُ من الصعبِ التأكد من أنه مجرد تأثير وقت الشاشة الذي تقيسه.
الأمرُ الذي اضطر الدكتور ريتشاردسون على تسليطِ الضوء على تعقيدٍ آخر: “من المُحتمل وجود علاقة ثنائية الإتجاه بين إستخدام التكنولوجيا والنوم، مما يعني أن استخدام التكنولوجيا قد يؤثرُ على النوم بمرور الوقت، والأفراد الذين يُعانون من مشاكل في النوم قد يزيدون من إستخدامهم لمِثل هذه التقنيات لاحقاً”.
ترجمة: نور عبد المجيد
تدقيق: حَوراء جميل
نشر وتعديل الصورة: فرات جمال
المصدر: هنا