تحوّل الهيدروجين إلى معدن في عمل مذهل من الكيمياء يمكن أن يُحْدِث ثورة في التكنولوجيا ورحلات الفضاء

منذ ما يقارب (100) عام يحلم العلماء بإمكانية تحويل اخف العناصر وهو الهيدروجين إلى معدن! الآن؛ قام علماء في جامعة هارفرد بعملٍ مذهل في كيمياء العصر الحديث، ونجحوا أخيراً في خَلْقِ كمية ضئيلة لأندر المواد، وربما الأكثر قيمة على هذا الكوكب – ونشرت في مجلة العلوم- الهيدروجين المعدني هو ثورة في التكنولوجيا، سنتمكن من صنع أجهزة الكمبيوتر فائقة السرعةِ، وقطارات الرفع عالية السرعةِ، والسيارات فائقة الكفاءةِ، وتحسن -بشكل كبير- في أي شيء يتضمن الطاقة الكهربائية. ويمكن ان تسمح للبشريةِ بإستكشاف الفضاء كما لم يحدث من قبل. ولكن احتمال هذا المستقبل المشرق يمكن أن يكون معرض للخطر اذا انتقل العلماء إلى الخطوة التالية – لتحديد ما إذا كان المعدن مستقر في الضغوط الطبيعية ودرجات الحرارة – فشل في النحو المأمول . Isaac Silvera وقال البروفسور إسحاق سيلفيرا Dr Ranga Dias الذي حقق تقدما مع الدكتور رانجا دياس : “هذه هي الكأس المقدسة في فيزياء الضغط العالي”، وقال: “انها العينة الأولى على الإطلاق من الهيدروجين المعدني على الأرض، لذلك عندما كنت تنظر في ذلك، وكنت تنظر في شيء ما لم يكن موجودا من قبل”. في هذه اللحظة؛ فإن قطعة صغيرة من المعدن يمكن ان تُرى من خلال قطعتين من الماس، والتي كانت تستخدم لسحق الهيدروجين السائل في درجة حرارة أقل من نقطة الانجماد بكثير. كمية الضغط اللازمة كانت هائلة، أكثر مما موجود في مركز الأرض. ووفقا لأحدى النظريات، فأن معدن الهيدروجين سيكون مستقراً في درجة حرارة الغرفة ” – تنبأ البروفيسور قائلاً “انه مهم جداً “، واضاف “هذا يعني إذا كنت تأخذه تحت الضغوط العالية، فسوف تبقى معدنية، بنفس طريقة تشكل الماس من الجرافيت تحت الحرارة الشديدة والضغط، ولكن يبقى الماس عندما تتم إزالة هذا الضغط والحرارة ” . والهيدروجين المعدني يمكنه أيضا تحويل الجهود البشرية لاستكشاف النظام الشمسي من خلال توفير وقود الصواريخ بما يقارب أربع مرات أكثر من الطاقة المتاحة اليوم. قال البروفيسور سيلفيرا: “انه يحتاج إلى طاقة هائلة لتحويله إلى معدن، واذا أردت تحويله مرة أخرى إلى جزيئات الهيدروجين فأن الطاقة ستتحرر لذلك سيكون أقوى وقود للصواريخ التي عرفها الإنسان، ويمكن أن يحدث ثورة في الصواريخ”. وأضاف: “هذا من شأنه ان يسمح لك باستكشاف الكواكب الخارجية بسهولة”، “إنه إنجاز هائل، وحتى لو كان موجودا فقط في خلية الماس هذه تحت الدراسة وتحت ضغط عال، الا انها اكتشاف تحويلي وأساسي جدا”.

 

 

 

 

ترجمة: فاطمة عبد الكاظم

تدقيق علمي: حسين مازن

تدقيق لغوي: د.رؤى العاني

المصدر:هنا