السرطان والتمارين الرياضية

هذا الموضوع يسلط الضوء على بعض الدراسات التي كشفت عن الترابط بين النشاطات البدنية (التمارين) وخطر السرطان. وفي معظم هذه الدراسات يَظهَر أن معدلات ظهور السرطان تقل عند زيادة معدلات النشاط البدني. التمارين تقوم أيضاً بتقليل الأعراض الجانبية للعلاجات، وبإمكانها المساعدة في عملية التعافي التي تتبع العلاجات الكيمياوية والعلاج بالإشعاع والجراحة.
لمزيد من التفاصيل امضِ معنا.

سرطان الثدي
للمرضى المصابين
حسب مجلة “علم الأورام السريري” أظهرت إحدى الدراسات أن الزيادة في التمرينات الهوائية وتمارين زيادة القوة العضلية أدت إلى تناقص ملحوظ في ألم المفاصل المصاحب للعلاج باستخدام (مضادات إنزيم الأروماتيز). كما ذكر الباحثون أنه بالرغم من أن تخفيف الألم حدث بعد 3 أشهر فقط، إلا أن أفضل النتائج (تقليل 30% من درجة الألم) ظهرت في النساء اللاتي بقين باستمرار في برنامج التمارين لمدة 12 شهرا.
برنامج التمارين تضمن 150 دقيقة في الأسبوع من التمارين الهوائية (مرتين في الأسبوع تكون التمرينات تحت المراقبة). نقلا عن النساء اللاتي كُنَّ ضمن الدراسة فقد تناقصت درجة الألم بمعدل 1.6 أي ما يعادل 29% مقارنة بالنساء اللاتي اُدخِلن ضمن البرنامج المعتاد للعلاج فقد تناقصت بمعدل 0.2 أي ما يعادل 3%.

المُعَرَّضون لسرطان الثدي
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة “وباء السرطان” أظهرت أن تمارين منتظمة على نحو مُتوسط ترتبط ارتباطاً وثيقا بتقليل خطورة التعرض لسرطان الثدي من النوع العدائي للنساء ما بعد سن اليأس. هذه التمارين تتضمن 4 ساعات من المشي أسبوعيا لمدة 4 سنوات. خفضت خطورة التعرض لسرطان الثدي بنسبة 10% مقارنة بالنساء اللاتي لا يتمرن،َّ أو يتمرن بصورة أقل. كما أكد الباحثون على ضرورة الحفاظ على برنامج تمارين منتظم.
ومما يثير الاهتمام أن النساء اللاتي بدأن بهذا البرنامج ثم توقفن عنه زادت خطورة تعرضهن للسرطان مقارنة باللاتي أكملن البرنامج.

سرطان البروستات
في دراسة نُشرت في منتديات “تمريض المصابين بالأورام” أظهرت أن برامج التمارين (تحت المراقبة) لمجموعة من المصابين بسرطان البروستات أظهرت تحسنا من الناحية البدنية والنفسية للمصابين ووفرت لهم الدعم العاطفي والاجتماعي الذي هو أكثر ما يحتاجه المصابون بأي نوع من السرطان. قام الباحثون بمقابلة 12 مريضا ضمن هذا البرنامج الذي كان بقيادة أخصائي في علم الفسلجة، وجد الباحثون أن المشاركين في هذا البرنامج تخلصوا من مفاهيمهم السابقة حول الصحة والمرض والتي كانت تمنعهم من البحث عن المساعدة (بسبب اليأس). استنتج الباحثون أن برنامج التمارين يجب أن يكون مصحوبا بخدمات الرعاية التشجيعية للمرضى المصابين بسرطان البروستات.

سرطان الرئة
حسب دراسة في مجلة “الأورام الصدرية” استنتجت أن التمارين والنشاطات البدنية يجب أن تكون إحدى الخيارات العلاجية للمرضى المصابين بسرطان الرئة؛ بسبب قابليتها على تقليل حدة الأعراض، وتحسين قابليتهم على القيام بالنشاطات اليومية، وتحسين جودة الحياة، وعلى نحوٍ معين تقلل من فترة بقاء المريض في المستشفى ومن المضاعفات التي تتبع العملية الجراحية. وجد الباحثون أن معظم المصابين بسرطان الرئة يريدون توجيهاً من الطبيب الموكل بهم بخصوص النشاطات والتمارين التي يجب عليهم القيام بها، وهم يشجعون كل الأطباء المعالجين ليصفوا لهم التمارين قبل وخلال وبعد التشخيص والعلاج للسرطان.

سرطان البنكرياس
قام الباحثون بدراسة على شخص عمره 49 سنة مصاب بسرطان البنكرياس (المرحلة الثانية) لتقييم أمان وفعالية برنامج تدريبي مراقب لمدة 6 أشهر خلال الفترة العلاجية للمريض. تضمن البرنامج جلستين أسبوعيا من التمارين الهوائية وتمارين قدرة التحمل. كانت النتيجة أن المريض استجاب للتمارين واعتاد عليها بالرغم من أن نسبة حضوره للبرنامج كانت 73% خلال ال6 أشهر. التطورات في حالة المريض لوحِظَت خلال 3 أشهر و6 أشهر. وهذه التطورات مُرتبطة بالقابلية البدنية والقدرة الوظيفية والإرهاق المصاحب للسرطان وجودة النوم والضغط النفسي وتحسنات أخرى.

سرطان النخاع الشوكي المتعدد
خلال دراسة أُجريت في أستراليا سَعَت لفهم الفوائد والحواجز للنشاطات البدنية للمرضى المصابين بسرطان النخاع الشوكي المتعدد والذين تم علاجهم مؤخرا. تمت مقابلة المشاركين في هذه الدراسة لتقييم الفوائد (النفسية والاجتماعية) والحواجز (العلاج من الأعراض والآثار الجانبية للعلاج والتحفيز الضعيف “اليأس”). بالرغم من أن المشاركين كانوا يقومون بنشاطات بدنية قليلة إلى معتدلة الشدة كالمشي والبستنة كانت الاستجابة أكبر في النساء من الرجال. المرضى الذين يُعالجون بواسطة زراعة الخلايا الجذعية كانوا أيضا أكثر احتمالا للإبلاغ عن الفوائد التي نالوها من التمرينات (بالرغم من وجود الإرهاق كحاجز)، بينما المرضى الذين عُولجوا بالطرق الأخرى كالعلاج الكيمياوي والعلاج الإشعاعي كانوا أكثر شكوى من الألم.

سرطان بطانة الرحم
حسب “المعهد الأمريكي لبحوث السرطان-معهد بحوث السرطان العالمية” نُشرت دراسة عالمية أظهرت أن ما يقارب 60% من حالات سرطان بطانة الرحم في الولايات المتحدة كان بالإمكان منعها من الحدوث لو كان المريض يحافظ على وزن صحي وعلى التمارين بصورة منتظمة. النساء السمينات معرضات لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم لأكثر من الضعف مقارنة بالنساء ذوات الوزن الصحي. زيادة دهون الجسم تُعتبر عامل خطورة أساسيا. التمارين لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميا والمحافظة على وزن صحي يقللان من نسبة حدوث سرطان عنق الرحم بنسبة 59%، بالإضافة إلى أن التمارين تمنع عودة السرطان بعد علاجه .

 

 

 

 

ترجمة : Omar Alfarooq

تدقيق لغوي : Ahmed Saeed

التصميم : Ali Alburky

المصدر : هنا