يجاول الأطباء معالجة حالة مرضية مميتة بإستخدام المغناطيس “لسحب” البكتيريا من الدم

 

صنع البكتيريا الممغنطة

تقلص مرض عفن الدم، وكأنك تعود للحياة مرة اخرى بعد ان كنت على حافة الموت.
عادة ما تُعرف هذه الحالة القاتلة ايضاً بإسم “تسمم الدم”، ويصاب بها المريض بسبب الاستجابة الكبيرة للعدوى البكتيرية، وعادةً ما تُعالج بالمضادات الحيوية.
وقد قامت مجموعة من الباحثين من جامعة هارفارد (Harvard University)، ومجموعة بحوث ايمبا (Empa)، ومعهد ادولف ميركل (Adolphe Merkle) باستنتاج طريقة افضل لمحاربة هذا المرض.

جوهر الطريقة العلاجية الجديدة هو المغناطيس. حيث قام الباحثون بتغطية الاجسام المضادة التي ترتبط بالبكتيريا الخطرة بجسيمات من الحديد قبل ادخالها الى البكتيريا المسببة للعفن داخل محلول.
بعد ارتباط الاجسام المضادة بالبكتيريا، تم وضع المحلول في آلة لغسيل الكلى، وبعد تعرض المحلول للمغناطيس، انفصلت الاجسام المعدنية المرتبطة بالبكتيريا عن المحلول، تاركةً المحلول خالياً من اي بكتيريا خطرة.

لسوء الحظ، الاجسام المضادة التي لدينا حالياً لها القدرة على الارتباط بنوع واحد من البكتيريا، لذا فإن هذه الطريقة تحتاج للتكرار على اكثر من نوع مسبب لهذا التسمم.
مع ذلك، يعمل الباحثين في جامعة هارفارد على جسم مضاد صناعي والذي يرتبط بأكثر الانواع البكتيرية الشائعة المسببة للتسمم، وبالتالي، فإن علاجًا واحدًا سيكون كافياً.

نوع اخر يقاوم مرة اخرى

من الصعب ان تغالي في اهمية ايجاد طرق لمكافحة مقاومات المضادات الحيوية، وقدرة البكتيريا على التطور في مقاومة العلاج.
اعلنت الامم المتحدة ان هذا الامر يعتبر ازمة على قدم المساواة مع فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) او فيروس ايبولا (Ebola)، ولا يزال معدل السلالات البكتيرية المقاومة يستمر بالارتفاع بمعدل ينذر بالخطر.

لحسن الحظ، يستكشف الباحثون مجموعة واسعة من الطرق لمحاربة هذه المشكلة.
يطور بعضهم انواعاً جديدة من المضادات الحيوية، في حين يستفيد الاخرون من تقنية التعديلات الجينية في تحرير كرسبير (CRISPR: مجموعة من سلاسل الاحماض النووية في البكتيريا والتي تحتوي على اجزاء صغيرة للغاية من الفيروسات التي هاجمت هذه البكتيريا).

بل ان بعضهم يبحث في البكتيريا الموجودة على ظهور النمل لايجاد حل محتمل.
نحن على يقين من العثور على وسيلة لمكافحة المشكلة القاتلة لمقاومة المضادات الحيوية، طالما لا نزال نبحث في كل وسيلة ممكنة. دعونا نأمل بحدوث الامر قريباً.

ترجمة: Zainab Kadhum

تدقيق: Jazmin Al-Kazzaz

تصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا